عامر العزاوي
الكل يعرف ان سياســة العراق صــعبة جداً , وفـيها أبعــاد طائــفيه , وفيـها مشـاكل داخـليه وخـارجيه , والكــل يعـرف ايـضاً ان الأنـتـخابات ماهـي إلا مـهزله من مـهازل السـياسـة , مـنذ سقـوط النـظام السـابق مروراً بمـحتال العـصر , الى يومـنا هذا وبروز شـخصـيه سـياسـية فرضـت نفــسها على العـراقيـين , وفرضت نفسها على المسار السياسي المتكلس والمعقد .
العبـادي .. فتى حزب الدّعــوة , وصـديق العائـله في سـياسـية المـالـكي , ورفيـق دربه , وجـيبـه الأيـسر , وعـكّازتـه التـي يـتوكأ علـيها , شـاء القـدر أن يـتولى القـيادة , وأن يأخذ مسار تداول الســلـطة بأدوات لربــما تكـون خارجــيه منـها الولايـات المتـحده الأمـريكة , والولايات المـــتحده الأيرانـية , هاتان الدولتان الطامّتان اللّتان هما شر بليه على العراقيين , منذ منذ ازمانٍ بعيده . العبادي اليـوم مكـلف بتـشكيل حكـومه وفـق آليـات دسـتوريه , ومكلف ايضاً بأرضاء الطرف الآخر ليكون قائداً بحق . وفي حقيــــقة الأمر ان السيــاســة العــراقية اليوم لها بعدٌ طائفي واضح المعالم , حتى بين الطائـفه نفـسها طـمعاً بالـمناصب ومركز القرار , وخصـوصاً " رئاسـة الوزراء " هذا البـعد الطـائفي يكـون مرض خبيث يدب كالسـرطان ولايوجد له علاج لا دستور ولا قانون , وخير دليلٍ على هذه المنهجية , انتـخابات 2010 كانـت انتـخابات واضـحه وصـريحه , مالذي جـرى ؟ الذي جرى هجوم الثعالب على فريسة النعام , بكل بكل سخافه وبأدواتٍ خارجيه منها سموم الأفاعي هي الولايات المـتحده , وقطيع الجرذان ايران !! وحَكم العراق شخص لم يحكم قريه صغيره طوال حياته , فدبّ الفساد والتهجير , ودبّت الطائفيه بكل ابعادها الأليمه , وبكل أدواتها العقـــيمه , وانــتـشرت ثقـافة الميلــيشــيات , وثقــافة البراميل المتفجره التي تسـقط على المساكن الآمنه , كل هذا بسـبب سياسات غبراء من شخصٍ مريض , وسياسات إداريه طائفيه بحته , هذا كله يندرج تحت تصرفات شخصيه بغطاء القانون وبغطاء الدستور حسب مايقول . ذهب المريض , وذهبت السياسـات الغــــبراء , وننتظر شمسٌ تشرق على عالمٍ لم يرى النور منذ عقد من الزمن . العبادي اليوم أبن اليــوم وليس أبن الأمس , له مالــه من عبءٍ ثقيل في تســوية الأزمه وتقريــب وجهــات النــظر , والسّــعي وراء مصـلحة المواطـن بالدرجـة الأسـاس , لا وراء دكاكــين ايران , ولا افران امريكا , ولا وراء مارثون حزب الدعوه , العبادي اليوم له مهمة فتح صندوق مُقفل , عجز عن فتحه الذي كان قبله , صندوق المحبه والسلام والنظر للأمام برؤيا قياديه لهذا البلد الكبير , ومهمة العلم والمعرفه والأمن والأمان ونبذ التخلف والهمجيه وثقافة إقصاء الآخر . ولديّ بعض الأسئلة المطرحه لهذا الشخص المبتدأ قيادياً !! هل ستنفذ مطالب المحافظـات المـنتـفضة ؟ أم ستتلوّن كالثعلب مثل شريكك الأسبق ؟! هل ستكون ولادةٌ نادره كأول رئيس وزراء " شيـعي وطـني " ؟ أم ستـقـلع ثوب الوطـنيه وتـلبس عبـاءة التـخـلف والطـائفيه والهـمجيه على حسـاب طائفهٍ أخرى ؟ هل سـتقـارع الظـلم الذي يـجري في البـــلاد ؟ أم سـتـنام ويـنام الظلم بجوارك ؟ هل ستـمـضي نـحو آفـاق الـبناء والتـعمـير والتـجديـــد ؟ أم سـتبـقى هامداً ضـالاً قابـعاً لا حل لك ؟ ماذا لو قضّـيت على الفــقر في البلاد ؟ ماذا لو أنـتجت لك تاريخاً مشـرفاً من خلال عمـلك الذي سـتدرجه ؟ ماذا لو حمـلت همـوم الناس وواسيت القاصـي والداني في أرجاء بلدك ؟ هل ستـطبق عدالة الله في الأرض ؟ أم ستـطبق قوانين امريكا ودهاليز طهران ؟ وهناك ألف ( هل ) .. وأربعة آلاف ( ماذا ) .. والنــتيجه فراغ مجوف ينــقصه ترجــمة الأفــعال الى الشــكل الســليم , ولا اظنك تفعل جزء بسـيط مما ذكرت , لأن مدرســة حزب الدعوه التي تخرجـت منها علمتك إن الأمور لاتأخذ بالحسبان , مدرستك تاريخها مقــدس بالأرهاب , وأنيـابها تُـقـطر دماً من رقاب العراقيـين في زمنٍ بعيد والى يومنا هذا , واكرر ما اقول انا لا اظن ان هذه الســـياقـــات ستـجني لها ثماراً في حقبة هذا الرجل . لأن المســار المــعــقد في إدراة البــلاد سيــفرض نفــسه على ادوات مرســومه ساسياً , والتــحالف الذي ينــطوي تحت راية هذا الشــخص له ســطوه كبــيره إتجاه معــالم هذا المنصب الحساس . الســياسة في العــراق إرضـاء وليس إقصـاء , فن السـياسة في العلم الحر هو ذكاء مبطّن في إدارة الدولــة وليست تذمراً وتلون وليس قفزاً على ظهور الناس , الســياسة لها أبــعاد مخــتلـفة تخدم كاهل المجتمعات , وتغير مسارات كأنـها كوابيس قابعه , فلننـتظر من هذا الرجل مايـقدم لهذا العـملاق العــراق , وحُكمنا له هو الأيام القريـبه القادمـه ستـــكشف لنا سر شخـصيته الإداريه في التعامل مع أطياف المجتمع , وخدمــة بلـده إو ربما العكس صائب
580 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع