يوسف علي خان
سبب مصائب العراقيين هي النرجسية المتجذرة في نفوسهم فكل واحد منهم لايرضى باقل من الزعامة في قومه فهل يمكن ان يكونوا كلهم زعماء إذا من ستكون هي الرعية ...
وهذه الاحاسيس بالعنجهية والاعتداد بالنفس والانانية الذاتية هي التي اودت بالعديد منهم الى التهلكة فلربما الحياة الصحراوية التي عاشها العرب في انفرادية وانعزالية جعلت كل رب عائلة يشعر بانه زعيم ولو على افراد عائلته.... فامتد هذا الشعور حتى بعد ان تكونت المجتمعات وانتقلت هذه الاحاسيس وراثيا الى الابناء فالاحفاد... لربما يكون هذا العامل صحيحا ...إذ نجدهم يرفضون العمل المشترك الذي
تذوب فيه الشخصية الفردية داخل الجماعة وتعمل باتضامن معهم لانجاز أي مشروع.... وتؤسس فيهم القناعة بانه لا يحدث التطور إلا بتكاتف الجميع في القيام باي عمل خدمي كان ام تصنيعي مفيد ..فحتى في عالم الاختراع والابداع فالتلفزيون مثلا لم يصنعه شخص واحد... بل ولم يبتكرويخرج للوجود دفعة واحدة وانما كان نتيجة تطور مرحلي متوالي من عدة علماء حتى وصل الى ما هوعليه اليوم من تقنية عالية وهو مستمر في التطور بتحديث وتحسين الصورة والصوت وحتى في الشكل العام له.... وهكذا في بقية الاختراعات والصناعات وما وصل اليه العلم والتطور الصناعي العطيم لم يكن
نتيجة جهد رجل واحد .. فهكذا هي الحياة لا نرجسية فيها ولا انفراد بل لا بد من العمل الجماعي وقبول مشاركة الاخرين والتعاون معهم كي يكمل البنيان وتنجز المشاريع وتقام الدول... فالنرجسية و مصير المصاب بها التهلكة لامحال.. ولكنها وللاسف الشديد هي سمة الانسان الشرقي وطبيعته فهي صفة مذمومة ومشاعر متخلفة تنم عن مرض وسقام وجهل عميم ...وستبقى ملتصقة بنا تجرنا الى الاسفل وتمنعنا من التطور والتقدم وبنفس الوقت يستمر الغربي بالنجاح لانه قد تخلص منها واكتشف خطرها الاكيد ... فالنرجسية سبق ان اصيب بها بعض الزعماء الغربيين امثال نابليون وهتلر
وموسليني فخسر جميعهم زعامتهم وقذف بهم الى المصير المحتوم ... فتأدب من ورث الزعامة من بعدهم وادركوا خطر هذا المرض الخبيث بان الانفراد لا يمكن أن يدوم فتخلوا عنها وحصنوا انفسهم منها وقبلوا المشاركة في الحكم والعمل الجماعي واضحت دولهم دول مؤسسات لادول زعامات... فنجحوا وسارت اوربا نحو التطور السريع من خلال ديمقراطية حقة لا صورية مشوهة فتخلصوا من ذلك الجن الذي تقمص شخوص بعض قادتهم ردحا من الزمن...فقد استوعبوا الامور فانتزعوه من اجسادهم لينعشوه في اجساد ساستنا وولاة امرنا فهو كامن فينا منذ الازل فلم يكونوا بحاجة لبذل الجهد الكبير
كي يثيروا فينا هذا المرض الخطير... فأخذ ينخر في اجساد الكثيرين من زعماء العربأو زعماء المنطقة بشكل عام وإذا بهم يتساقطون الواحد تلو الاخر وهو ما اثلج صدور الاعداء وحقق امنياتهم في تنشيط هذا الفايروس اللقاتل في نفوس الزعماء إذ اصابهم الغرور وركبتهم النرجسية فذهبوا الى الهاوية يتباكون على ملك لم يعرفوا كيف يصونوه فوقعوا قتلى متمرغين بدمائهم أو ركبوا اجنحة الهرب أو زجوا في السجون ...كل هذا حدث نتيجة نرجسيتهم المتجذرة فذهبوا لياتي غيرهم مما لم يتعضوا ولم يستلهموا العبر ابضا وركبهم الغرور فقد اصيبوا بنفس الداء وكانت العدوى اشد
واقسى... ولا زلنا نحن في الطريق نعيش في نفس نرجسيتنا التي توارثناها عبر هذا التاريخ الطويل اب عن جد...فعسى أن ما استجد من احداث خلال الايام القليلة الماضية قد كشف لكل فئة حجمها الحقيقي وطبيعة قدراتها... فلربما تعيد حساباتها بفكر وقاد ووعي مستنير وتعود الى التوحد من جديد ..
يوسف علي خان
753 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع