اخرجي .. أنا أمام الباب

                                        

                           عبدالله المغلوث

يحرص أحد الأصدقاء على القيام كل شهر باصطحاب إحدى أخواته أو خالاته أو عماته إلى مقهى.

يقوم بالاتصال على إحداهن فجأة دون سابق إشعار بعد صلاة العشاء ويقول لها: «لوسمحتِ اخرجي.. أنا أمام الباب في انتظارك». يذهبان معا إلى مقهى جديد سمع أو قرأ عنه. يجلسان نحو ساعة يتحدثان ويضحكان ويتناقشان في مواضيع مختلفة. يختار صديقي موضوعا مختلفا في كل لقاء مع إحدى قريباته. مرة يأخذ رأيها في مشروع يعكف عليه أو مدينة يتطلع إلى زيارتها أو مسألة يسعى إلى إيجاد حل لها. بعد أن يفرغ من كل لقاء يقوم هو وهي بالتوقيع على المنديل، الذي يحمل هوية المقهى، مع عبارة يتفقان على كتابتها يذيلها بالتاريخ ثم يحتفظ به ويبعث بصورة له إلى رفيقته تلك الليلة.

عمقت هذه الفكرة الصغيرة علاقته بقريباته. وساعدته كذلك على الاستفادة من آرائهن ووجهات نظرهن ووعيهن.
يرى صديقي أن هذه الفكرة هي أجمل خطوة قام بها خلال الأعوام القليلة الماضية. اكتشف خلال الدقائق القصيرة، التي قضاها مع حبيباته أشياء لم يكن يعرفها عنهن، رغم اعتقاده بأنه كان قريبا منهن قبل هذه المبادرة. ويؤمن أيضا بأنهن تعرفن عليه بشكل أفضل، وبتن أقرب إليه من أي وقت مضى.
أضفت هذه المبادرة بعدا اجتماعيا جميلا على حياة صديقي وقريباته.
كل شخص منا قادر هو الآخر على القيام بمثل هذه المبادرات التي تدعم حياتنا وتعززها. هناك أفكار كثيرة تبطش برؤوسنا وتشغلها. تحتاج فقط إلى أن ننتزعها منها ونبلورها ونرعاها ونمنحها وقتنا وإخلاصنا حتى تنمو وتترعرع باستقلالية دون قيود أو حواجز.
إذا أسعدت الآخرين أسعدوك وأسعدت نفسك. وعندما تسعد نفسك ازدهرت حياتك نجاحا وألقا.
إننا بدلا من أن نقرع أنفسنا علينا أن نفرحها ونرفه عنها. هناك أرواح كثيرة حولنا تعاني. ربما حديث على ضفاف كوب قهوة أو طبق حلوى أو آيسكريم بوسعه أن يمدها ويمدنا بكميات فرح كافية لتحسين مزاجنا وعلاقاتنا.
هناك من تجلس معه، وهناك من تزهر معه، برفقته تتحول الأفكار إلى أشجار تثمر وتتألق.
عبدالله المغلوث

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

760 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع