د.عبدالرزاق محمد جعفر / أستاذ جامعة بغداد
كم من مرة سألت ذوي الأختصاص, في مناسبات عديدة هل للحقيقة وجه واحد أم وجهان ؟, ولكن ما من أحد قدم لي جواباً دقيقاً فوجدت نفسي من دون أن أدري بمتاهات الألفاظ الأدبية وزاد من غموض هذه الفكرة عندما كنت" أعمى أسيرُ بطريق مظلم"!
إلا أن العالم في نهاية القرن العشرين سقط في الأنحطاط ، وما من احد رفع صوته لردع ذلك الأنهياروالظلم أو ترميمه من دون خوف أو رهبة من المتسلطين على حرية البشر،.. ولذا تم اغتيال القًّيمْ التي آمن بها أجدادنا ، فطحنت حضارتهم وتمزقت شَذَرَمَذَرَ, ونتيجة لذلك، اندلعت الحرب الكلامية في أوساط الطلائع المثقفة,.. وتبادلوا ُتهامات قادتنا إلى ما نحن عليه ألآن, وصرنا نقاتل بعضنا البعض ,.. وتركنا الساحة السياسية ليلعب بها (زعاطيط) كانت بالأمس مرتزقة تعيش من خيرات العراق , واليوم صارت تستخدم حثالات أبناء الشعب,.. لتنفيذ أجندات الدول الكبرى لنهب خيراته بأساليب أخرى مبتكرةً !
وهكذا,...جعلونا نسير وفق مخططاتهم شئنا ذلك أم أبينا،.. وجلنا أغمض عينيه حتى عن ابسط القيَمْ الانسانية وأصبنا بالإحباط ! .. ولم نترك شيئاً لم نتهمه لنعلق فوقه أسباب الإحباط والانتكاسات،..لأنعدام رؤيتنا للحقيقة والتخبط في التكهنات التي لا أساس لها من الصحة،.. فزدنا جبناً في اتخاذ أي قرار ننهي به مشاكلنا, وأكتفينا بنشرقذارتنا!
في كثير من الأحيان , يتعرض بعض الناس لبعض المطبات ، التي تغير مجرى حياتهم، وبعد اليأس من تحسن وضعهم، يتجهون للاِنتقام ممن وضعهم في ذلك الموقف، وتأخذهم العزة بالإثم، ويشعربعضهم بنشوة النصر... وهذا هو الوباء بعينه، وقانا الله وإياكم منه، فلا يمكن لأي مثقف أن يلجأ لمثل تلك الحلول،.. ولا تصلح الخطأ بالخطأ!,كما ذكر الفيلسوف الهندي باها كافان سري"!
إن لم تكن مقتدراً على المساعدة فلن يلومك أحدٌ، ولكن يجب أن لا تؤذي غيرك!
إنّ العالم ما زال مفعماً بالخير، والسعيد هو من يسعد الآخرين,.. ومن يتعمد الإساءة فهو خطرعلى المجتمع ، كما قال الشاعر:
لا تربط الجرباء قرب صحيحة خوفي على تلك الصحيحة أن تجرب
كم من مرة سألت ذوي الأختصاص عن أسباب عدم التوفيق في عمل ما أو ما يسمى (بالنحس)، الذي يلازم عملنا بشكل مزري، ومسبباً لنا الإحباط المزمن, ولكن لم اجد الجواب,.. ولم أستطع استنباط الواقع
أو بعض الحقيقة، وهكذا عشت كغيري من ملايين البشر في شقاء دائب، أو كما قال المتنبي:
ذو العقل يًشقى في النعيم بعقلهِ= واخو الجهالةِ في الشقاءِ يَنعَمُ
لم أوفق برؤية أي شيء بوضوح، وطالما سمعت عن أناس بلاكفاءة, قد امتلكوا الحظ في حياتهم,بسبب أستغلالهم الفرص, فالفرصة أن لم تستغل في حينها لا تتكرر!, ولذا تمكنوا من الحصول على رغباتهم,.. وآخرون شرفاء أمتلكوا المواهب ,..ولكنهم لم يلمسوا سوى الخيبات, على أمل أن يبزغ الفجرليهزم الظلام الدامس المخيم على حياتهم,..ثم أدركوا أن الزمن لا يفتح أبوابه إلا لمن يحسن الأنتظار!
سمعنا الكثير من المقولات الفلسفية في حياتنا لدرجة التشبع مثلا: "أن لا شيئ اقوى من الحقيقة", و"انتظارالشيئ اصعب من وقوعه"!
ولذا وجب التعاون والتعامل مع الواقع مهما كانت قسوته، كما يجب عدم الاستسلام للفشل البته مهما كانت التضحيات , كما قال الشاعر التونسي الخالد أبو القاسم الشابي :
ومن يتهيب صعودَ الجبال يعـش أبـدَ الدهر في الحفر
فقيمة الظلام الكبرى، تجعلك في حالة ترقب وتحفز أنتظارًا للنور,..
كما يجب تعيين موقع المرفأ المتجه له، فلا فائدة من الاعتماد على الرياح لتعبث في أشرعة سفينتك وخاصة عندما تفقد الإقامة وتكون
حقيبتك وحدها هي الوطن! وفق ما ورد على لسان "مظفر النواب !
مع محبتي
408 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع