عن دار الفارابي في لبنان صدرت حديثا المجموعة الشعرية الثانية ( خطابات مفتوحة ) للشاعرة العراقية أمنة البريماني وتقع المجموعة الشعرية في 148 صفحة
, صورة الغلاف للفنان العراقي التشكيلي ستار كاووش .
وتنوعت النصوص بين الشعر الوجداني والاجتماعي والسياسي والعاطفي
من الجدير بالذكر ان شاعرتنا من مواليد بغداد وهي مهندسة كهرباء والمجموعة الشعرية الاولى كانت بعنوان ( اعطوني عدلا ) عن دار نلسن للنشر والتوزيع في بيروت
(كلمات الى ابي ) احدى قصائد المجموعة تخاطب شاعرتنا والدها التي اغتياله من قبل النظام البائد في تسعينيات القرن الماضي بسبب معارضته لسياسة النظام :
ابي, انتظرتك عابرا ,ُتلونُ الاحلامَ
تَغزلُ بسمُتكَ.. دنيا سرابي
كلما اغفو .ولكن دروبك تنأى
لا تنتهي ,ولا تمرُّ امامَ بابي
انتظرتك ,كم انتظرتُ
احسب الالام ,غصةً غصةْ
اتنفس أنّات ارتيابي
ابي,ُترابكَ... صار ارضي وترابي
ابي, ارضنا لعطشى ,من القحطِ, تَتَنهّدْ
هذي الارض التي,ما بكت احبابها
الا بخمر الكذبِ ,يخرقُ قعرَ الخوابي
لا يرويها الا نهُر الشهيدْ
ابي والنخل حبيبك يتمرد
لن يثمر الا أن يُعمّد
بدماء قُربانٍ, جديدْ
ارضي لفلفت اشواقها, بسكين تغتالُ الِكرامْ
ارضي كافئت عُشاقها, بالموتِ تحتَ اقبيةِ اللئامْ
ابي يا ايها الصمتُ الجليلْ
ينحني الكونُ امام طُهر القتيلْ
يا سيف تكسر في غمدهِ
يا ظلالَ التينِ.. وكبرياء الَنخيلْ
في هذه المجموعة الشعرية لها عدد من النصوص مستوحاة من نصوص شعراء كبار كما في نصها (سارتفع ) المستوحى من قصيده i rise للشاعرة الامريكية مايا انجلو , وقصيدة بعنوان (انا وانت ) مستوحاه من قصيدة (اشهد) للشاعر الكبير نزار:
اشهدُ اني قبلا ما حزنتُ
ان يوما نظرتُ في مرآتي
ماأهتممتُ بعبث السنينِ ..بسماتي
أشهدُ..قبلك لم اندم يوما...على خياراتي
واني في الهَمِّ افنيتُ حياتي
وأشهدُ أشهدُ
اني لم ادرِي اني احملُ قلبا بين ضلوعي
الا حين سمعته ينبض اول مرة
بعد الصمت...
لأجلك انتْ
قل لي ما افعل ما ذنبي
انا لم اُخططُ لو احببتْ
ان يكون محبوبي هو انتْ
وانا لم احلم.... أن على العشقِ تَجرأتْ
ان يكون معشوقي ...مثلك انتْ
فماذا افعل ..خبّرني
ووهاد الارض عنك تحجبني
وهموم الارض عنك ..تبعدني
وانت ملكتَ نعيم الارضْ
وانا...لا املك سوى قلبي
قلبٌ قد ضاقَ بكل رجال الارض
لم يعد يتسعُ ...لغيرك انتْ
وحقاً صدّقني
لو كنت َتعرفني...لتعجبتْ
فكيف لمن كانت مثلي ان تهوى
من كان ....مثلك انتْ
( تموت الحمائم ) من القصائد السياسية التي كتبتها شاعرتنا لشهداء الوطن من ضحايا الارهاب والتفجيرات الدموية التي طالت وطننا الحبيب, وكتبتها كخطابات تروى على لسان اهالي الضحايا تقول في احداها :
(خطاب ام مفجوعة)
علقتُ على المهدِ التمائمْ
احرقتُ كل البخورْ
حصنتهُ برموش عيني
اوصيتُ فيه النسائمْ
لحّفته بشغاف قلبي
طفلي الجميل لا توقضوه بصراخكم
طفلي الجميل... دَعوه نائمْ
(خطاب اب مفجوع)
كعادتي كل صباح ايقضتها
لتلحق مدرستها البعيدةْ
عانقتني ورمشها النعسان يلومني
كيف نسيت بالامس, لعبتها الجديدةْ
بيدي اركبتها في الباص, بيدي هاتين
سلمتها المصروف والحلوى
وحقيبة ملئى... بكتب عديدةْ
راحت الصبية وما رجعتْ
وفي ركن غرفتها
لا زالت تنتظر... لعبةٌ وحيدةْ
وتضمنت المجموعة ايضا مجموعة من النصوص العاطفية والتي عبرت بها شاعرتنا ربما عن مشاعرها الحقيقية او مايجول في خاطرها او لعلها تحاول ان تعبر عن مشاعر امرأة اخرى ومن هذه النصوص ( ماذا لو – همهمة المدينة – الحب في الخريف ).
وفي نصها حب في الخريف
الحب آخر العمر ..عنيف
هو حب الخريف...
حب الربيع...ساذجٌ وكذوبْ
مع قيض الصيفِ يتبخر...
سريعا... كالثلج...يذوب
وحب الخريف...قاتلٌ ومخيفْ..
كبرد تشرينْ
كمطرٍ حزينْ
أرأيتم ارضا رمضاء ..
حين تُمطر تراها تحضن الغيثَ
وتبقى عطشى للماءْ
حب الخريف كالداء
يجري في شرايين ذابلة ..جرداءْ
يقتلنا ببطءٍ..ولا يرحم دمنا المخضوبْ
وشمس الخريف ..باردةٌ واهنةٌ..لعوبْ
تقبّلُ وجه الليلِ لتخدعنا
ترسل آخر وداع..لتعبرَ للغروبْ
وحب الخريف كشمس الخريف
كمطر الخريف..قاس
غضوبْ
ولكننا ...لانتوبْ
الگاردينيا:
مبروك للشاعرة ـ أمنة البيرمائي ـ هذا الأنجاز ألأدبي..
370 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع