احسان السباعي
يوميات مدرسة ..حكاية رقم واحد
استيقظت هذا الصباح كما العادة على زقزقة نسيم(عصفوري) الجميل ذي الأجنحة المزركشة بألوان الطيف,يتماوج ريشها في تناسق وايقاع هادئ يعانق امتنان النظر في ود وسلام ,كلما أتأملها ينتابني احساس يرتحل بي الى الأفق البعيد حيث تتزواج الألوان وتغتسل بماء الحياة في عرس بهيج تصفق له كفوف الأشجار وتطرب له دفوف الريح .ونسيم يتربع على هودجها العاجي من برجه السامق يرسل البسمات,في حالة نشوة وفرح طفولي تلامس كفه راحة نسيمة والنور يشع من مقلتيهما فيسطع الرحب بالسنا ,تعكسه أشعة الشمس في سمفونية تعزف أنغامها زنابق العوسج ووريقات الياسمين في شكل دائري تتخللها بين الفينة وحين أزهار بمحتلف التيجان والجدائل,,انا أرش عليهما نسائم الهواء الندية فيشدوان شدوا ملائكي تتراقص له أفراحي وتنحني رموشي في ارتخاء تعلن ولائها للحب الشفيف .
نسيم بدأت علاقتي به من أول نظرة سقطت في اعجابه بلا مقاومة ولا ادنى محاولة ,تبادلنا النظرات وهمس لي بشدوه العذب الحنون,وقعت على اتره صرعى فصار يتقرب اليه ودي برجاء عند صديقتي نسيمة.
نسيمة فارعة الطول ,تغازل في مشيتها النورس القادم من بلد المستحيل ,هادئة هدوء النسيم حين يلامس خد الحياء في جو صاخب ,متمردة تمتشق العزم خليل ,شقراء عيونها تغمز الريح وثغرها يوزع البسمات في خجل طفولي فمنح ملامحها الغجرية أبهى اكليل.
تطرق بابي كل صباح ,تصرخ علي أمي
أسرعي ,أسرعي
لا تتركيها تنتظر ,أطل عليها من الشرفة حاضر ( اني جاية...)
أترك الغرفة مبعثرة,أقفل الباب بهدوء لعل الظلام يرخي سدوله ويمتص رحيق أحلام أخوتي اللواتي ما زلن يغطن في نوم عميق .
أحمل حقيبتي وما يلزمه يومي
أنزل أسارع الخطى في السلم ,فأقبلها وأحضنها بحرارة كأني ما كنت معها البارحة ( توحشتك العفريتة)
كيفك؟
الحمد لله ترد وابتسامتها تدغدغ مسمعي
ونمضي نغزل الدردشات ظفائر ونقف احيانا نضيف أزهار الدعابات والمشاكسات ونثبتها أكتر حتى لا تنسل ....
تعرج خطواتنا تحكي عن طرائف استاذ التربية الاسلامية عباس
مسكين ماله حظ معنا كباقي الأساتذة
ترد علي نحن علميين اختي ومالنا رأس للحفظ والتحليل والشرح
انما صعب أن يجعل أكتر من نصف القسم في شبه نوم والباقي يرسم او ينجز الكلمات المتقاطعة .....
لان طريقته مملة وتقليدية لا تحفزنا على الانتباه اليه بشكل جيد المدرس الحقيقي هو من يكون متجددا في طريقة القائه وشرحه ويعرف كيف يقدر يكسب انتباه التلاميذ اليه ولا يدع لهم مجال للتفكير في شئ آخر ......
ألا ترين كيف استاذ الرياضيات حسن لا نقدر في حصته نحرك ساكنا الكل في انتياه شديد
تقهقه نسيمة انسيتي اختي نحن علوم رياضية ؟وان لن نفعل ذلك نحصل على الصفر ونرسب
نحن هذا العام في الباكالوريا وعلي انا خصيصا أن احصل على معدل جيد حتى أسافر الى أمريكا عند عمتي .
أضحك بملئ شدقي (مشاو حتى الدحادح حتى تمشي أنت ؟)
تجيب بكل تقة وشقاوة ( علاش الي مشاو أحسن مني)
حلمي وسأحققه ان شاء الله وسوف ترين ....
يتبع.....
بقلم احسان السباعي
546 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع