ايناس نور
عدة أزمات تشغلنا حاليا على الصعيد الإقليمى والدولى ويلاحظ أن أسلوب مواجهتها أو معالجتها لا يجدى كثيرا فى التخفيف منها أو المساهمة فى حلها..سواء مايتعلق بقضية الإرهاب أو الصراعات الداخلية بدول المنطقة أو التصعيد الغربى مع روسيا بسبب أزمة أوكرانيا أو مخاطر تفشى مرض الإيبولا وغير ذلك. كل تلك القضايا كان ممكنا محاصرتها أفضل لو تحركنا أسرع قبل تفاقمها.
من الذين يطالبون بتعامل مختلف مع روسيا فى أزمة أوكرانيا هانس ديتريش جنشر السياسى الألمانى المخضرم والذى شغل منصب وزير الداخلية ثم الخارجية على مدى 23 عاما (1969-1992)، وكان مهندس إعادة توحيد ألمانيا ، ودينامو التقارب بين الغرب والشرق. طالب جنشر بإبداء تفهم لشكوك بوتين من تحرك الغرب فى قضية أوكرانيا...فالغرب يزحف أكثر فأكثر نحو الحدود الروسية خلافا لما تعهد به حلف الأطلسى إبان تفكك الكتلة الشرقية ووعده بألا يضم إليه دولا من تلك الكتلة .فى هذا السياق نذكر جيدا كلمات جنشر لدى إعادة توحيد ألمانيا عام 1990 عن عدم وجود نية للتحالف الأطلسى للتوسعW شرقا للاقتراب من الحدود الروسية، الأمر الذى لم يلتزم به الغرب رغم أنه ورد فى الاتفاق المبرم بين حلف الأطلسى وروسيا عام 1997 .مسئول ألمانى سابق رأس لجنة الأطلسى بالبرلمان/البوندستاج/ انتقد تعامل الحلف مع موسكو ،وقال إنه لم يقرأ ملفاته أو تناساها وعليه إعادة قراءتها،ولابد من تفهم مخاوف روسيا وإدراك أن ما يقوم به بوتين إنما هو رد على عدم التزام الأطلسى بتعهداته ، موضحا أن اللجوء لفرض العقوبات لن يفيد إنما يزيد التأزم .
الشىء نفسه أكده جنشر وحذر من التمادى فى الضغط على موسكو . وخلص إلى أن من المفيد صياغة سياسة للتعامل مع روسيا وليس معادتها ،إذ لااستقرار فى أوروبا دون روسيا .
و »إن كنتم نسيتو إللى جرى..هاتوا الدفاتر تتقرا«.
1051 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع