محمد علي الأمام
الجانب الأمني
كان التغير الذي حصل في شهر آب من هذا العام نقطة تحول تعتبر سابقه في تداول السلطه في العراق الحديث التي اتسمت باستخدام القوه والانقلابات العسكريه والمؤامرات وغيرها والعامل المشترك فيها جميعا هو تدخل العامل الخارجي الدولي والاقليمي وبالرغم من ان السيد حيدر العبادي هو من نفس المدرسه الحزبيه الدينيه التي كان منها من سبقه ويحمل نفس النهج والافكار ولكنه ورث تركه ثقيله جدا ويحتاج الى توفر الكثير من العوامل السانده لاحداث تغيير ملموس في البلاد وتغيير عميق في جميع المفاصل التي عبث فيها الدكتاتور الذي سبقه في حكم البلاد ثماني سنوات ونيف ونستعرض في ادناه ما يواجه العبادي من ميراث صعب يقف في مواجه وتحدي حكومته .
يعتبر الجانب الامني في مقدمة التحديات التي تواجه العبادي لانه اخذ صيغة طائفيه شديدة الخطوره وخاصة بعد احداث الموصل وصلاح الدين والالحاح في قصف المدن السنيه وتعمد ايقاع خسائر في اهل السنه ثم تحشيد الشيعه في مليشيات مسلحه تحت عنوان مقاتلة الارهاب الذي تحول الى مقاتلة اهل السنه وعمليات عصابات واغتيالات وسرقه واختطاف وولائات متعدده منها للخارج وللداخل وسياسيه ودينيه واقتصاديه اضافة الى عملية تغييب دور الجيش لصالح المليشيات وكأن المشهد يكاد ان يقول ان الحكومه السايقه كانت هي من فعل الهزيمه في الموصل لصالح المليشيات التي كانت يخطط لها المالكي بعد تقريب ميليشيات الخزعلي قبل اكثر من عام وتصريحه عدة مرات بان مليشياته هي للدفاع عن الحكم ومقاتلة الارهاب ,,
الحاجه الملحه لاعادة تنظيم الجيش وهيكلته من جديد واجراء توازن حقيقي في صفوفه وتنوع مكوناته وسحب المليشيات وايقافها ومنعها لان الحرب على الارهاب اصبح مهمه دوليه تقودها امريكا فلم يبقى مبرر لوجود المليشيات والحشد الشعبي خاصة انها تكبدت خسائر كبيره جدا مقارنه بما تحقق على ايديها وانها لم تحقق اي تقدم يذكر ان كان البعض يعتبر (بامرلي ) انجاز للحشد الشعبي وهو في الحقيقه تصوير خاطىء وغير حقيقي .
هناك عدد غير قليل من القاده والضباط وزعماء المليشيات يدينون بالولاء الى نوري المالكي وقد ظهر ذلك من الاستخفاف بأوامر رئيس الوزراء الجديد وعدم احترام ما يصدر منه كقائد عام للقوات المسلحه ومنها ايقاف قصف المدن وهو بذلك يحتاج الى ان تنفذ اوامره باستخدام القانون والقوه في تنفيذ القانون واعتقال هؤلاء لانهم عصوا الاوامر في وقت الحرب وهذه عقوبتها في القانون العسكري ( الاعدام ) وسيواجه العبادي اكبر من هذه المشكله عند اصداره الاوامر بحل المليشيات وستحدث امور نتجنب ذكرها لانها ستؤلم العراقيين في عملية الصراع على النفوذ ,,
الجيش العراق الان وبعد احداث الموصل والتي اتهم بها مباشرة المالكي الذي تجنب ان يفتح تحقيق شفاف بالقضيه الخطيره مثل هذه وحتى التجنب الحديث عنها وعبورها بشكل يجلب الانتباه والشك وعليه سيكون على العبادي ان يقوم بعملية اصلاح الجيش والتي ستعتمد على دقة المعلومات التي ستقدم له لان اكثر المعلومات غير دقيقه بشكل كبير ومنها على سبيل المثال ,, ان 40 % من المتطوعين لايلتزمون بالدوام الرسمي في وحداتهم ويتقاسمون في رواتبهم مع امريهم من قائد فرقه فما دون وان هناك ضباط ينحون نفس المنحى من ذوي الرتب الصغيره اضافة الى الفساد الكبير الذي يشوب كل الفعاليات التي تجري في الجانب العملياتي والاداري وان هناك سيطرات تؤجر وتباع ومناصب تباع وضريبه ( خاوه ) تفرضها الوحدات على بعض المناطق وهذا الحال ينطبق على الشرطه المحليه والاتحاديه ,,
اكثر المواقف التي تعبر الى القائد العام ولحد الان غير صحيحه وفيها كذب وتزوير في الارقام والحوادث والفعاليات وهناك مناطق تدفع مبالغ تحت تهديها بالقصف اذا لم تدفع وماقاله باقر جبر صولاغ من على شاشة الفيحاء هو دليل من اهلها يضاف لما يعرفه الكثير عن الحال المزري ,,
لقد عمل نوري المالكي ظاهرا بتقوية الجيش وتسليحه وتنوع التسليح ولكنه في الواقع اضعفه كثيرا باشراك الدمج فيه وتولي الفاشلين في قيادته وتدخل فيلق القدس والامريكان وغيرهم اضافة الى النفس الطائفي في تشكيل الوحدات والفرق والتشكيلات بحيث سمح لها يرفع شعارات طائفيه بعيده عن المنهج العسكري المتبع ..
هل يستطيع العبادي ان يعالج فقره واحده من فقرات الوضع الامني اعلاه قبل الخوض في المواضيع الاخرى .. نعم هو قادر ويحتاج الى خبرات الجيش العراقي السابق ويحتاج الى قرارات قويه وجريئه وان يحتمي بالشعب والبرلمان وسوف يجتاز المعضله واذا لم يفعل فسيكون ( حبة فاليوم ) لتخدير الشعب العراقي مرحليا وامتصاص رد الفعل لما احدثه المالكي ولكنه يحمل نفس النهج والفكر ولكن بطريقه ناعمه ..
لانتعجل الامور فالرجل لايزال في بداية المشوار ونتفائل خيرا علنا نجده ..فكونوا معنا من المتفائلين .. ونقول له ان الرجل عليه ان يذبح القط من الليله الاولى والا سيفلت الزمام ..
محمد علي الامام
743 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع