بيلسان قيصر
منذ الثوره الايرانيه عام 1978 - 1979 وانتشار الفوضى في ايران توقفت تجربة الفوضى في دول الشرق الاوسط ( الدول العربيه والاسلاميه ) لحين اعادة تقييم الوضع العام ومناقشة الاخطاء التي رافقت تجربة الربيع الايراني لغرض تلافي ماحصل من تداخلات وافعال حتى جاء القرن الواحد والعشرين والالفيه الثالثه لتبدأ عملية تطبيق الفوضى الخلاقه كما يسميها التحالف الصهيوني وبدأت هذه المره عندما اتحفنا العم سام بسيناريو احداث ايلول واحتلال افغانستان ومن ثم العراق وبعدها اشعل بن عزيزي نفسه في مدينه صغيره من مدن تونس وهروب زين العابدين بن علي لتعلن بداية المسلسل الذي اطلق عليه الربيع العربي وهو الجحيم العربي بعينه ,,
هذه تونس الخضراء ... ماذا جنت من الربيع العربي فأنه انقلب عليها جحيم بدل لونها من الاخضر الى الاحمر واشاع فيها الاضطراب والقتل والتهديد وقرب المسلمين الذي باتوا يتصارعون كل حسب اتجاهه واجندته وتحالفاته والكل خارج مصلحة تونس والغريب ان امريكا تعلن بكل وضوح انها تأتي بالاسلاميين الى الحكم بعد الربيع العربي لكي يقاتلوا الاسلاميين المتطرفين وهي بذلك خلقت فوضى عارمه في المنطقه كلها فلم يكفيها القتال الطائفي لانه غيرمتكافيء بين السنه والشيعه لان الشيعه محصورين في جزء جغرافي محدود بالرغم من محاولات ايران واسرائيل تضخيم حالهم ومساعدتهم بالظهور بمظهر الاقوى وخاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان ولكن ذلك يتعذر في افريقيا ولذلك كان اللجوء الى الاسلاميين من كل الانواع الراديكاليين والاخوان والفرق النصف متشدده وغيرها من اصحاب الاهواء حتى باتت تونس بحاله لايحسد عليها وتخلفت ولن تتقدم شبرا واحدا الى الامام بل عادت اميالا الى الوراء ..
انتقل الحجيم العربي الى ليبيا وقد شاركت الولايات المتحده الامريكيه علنا في اسقاط القذافي واليوم ليبيا اسوء مكان من كافة الوجوه ولسبب بسيط لانهم كفروا بنعة الله التي كانت بايديهم واليوم تغطي ليبيا الحرب الاهليه ومصر الوحيده التي تمكنت من اجتياز المحنه بدرجه لابأس بها بالرغم من حكم الاخوان المسلمين قد ترك بعض الترسبات التي لاتزال تشغل القياده المصريه ..
اما العراق فقد كان له خصوصيه لانه كان الباب التي يدخل منها الجحيم العربي ولو فتح هذا الباب لكان الفشل سيصيب بعض من الخطط الامريكيه الصهيونيه للمنطقه وانتقل الجحيم العربي الى سوريا واستمر ولايزال تتبدل فيه الاتجاهات والمفاهيم والتقيم والقتل مستمر بالشعب السوري والخاسر الاول والاخير هو المواطن العربي في كل هذه البلدان ,,
اما اليمن السعيد فانه يخوض جحيما عربيا من ثلاث سنين وتتقاذف فيه الاهواء والنزاعات والقبائل حتى انتهى ان يخل الحوثيون وهم قبيله تكاد تكون معدومه قياسا بالقبائل اليمنيه ولكن الدعم الايراني والقبول الامريكي لنش الشيعه في المنطقه لان ذلك يؤدي الى الاقتتال الطائفي المطلوب والذي سيحصل عاجلا ام اجلا ..
الموقف اليوم في المنطقه يظهر ان تونس لم تعد خضراء والعراق فعلا هو ارض السواد المعفر بالدم وان اليمن فقد سعادته واصبح اليمن الحزين اما البقيه فمنهم من قضى نحبه مثل لبنان والسودان والصومال وليبيا ومنهم من ينتظر والغريب ان كل الانظمه البديله في كل البلدان التي اصابها الجحيم العربي هم من العملاء المكشوفين اما ان يبدلوا عملاء واما ان يستلموا الحكم من انظمه فقدت ولائها للاجنبي وآن الاوان لطردها او انها فقدت صلاحيتها ولابد من تبديلها ..
ومن غريب الامور ان العالم صامت امام ما يحدث من قتل وبشاعة افعال وتهجير وظلم وخطف واغتيالات وتفجيرات ترافق هذا الربيه المحرق و من الانظمه المتشبثه بكراسيها ومن قبل الارهاب ؟؟ لماذا هذا الصمت تجاه مايحدث في سوريا وما يحدث في العراق وفي لبنان واليمن وليبيا والخاسر هو الشعوب والاطفال والنساء والابرياء ؟؟ هل يريدون ان يستأصلوا اجيال بكاملها من على وجه الارض ؟؟ هل هي عملية انتقام تاريخيه من العرب ؟؟ هلى هي في سبيل تأمين حماية لاسرائيل ؟؟ هل هو النفط ؟؟ مهما كان الهدف فأن امر الله واقع لامحاله ولابد ان يحدث الله امرا كان مفعولا ..
الورده البيضاء
برازيليا
692 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع