حسن محمودي*
تخرج في هذه الأيام موسيقى الزعر المعبرة عن حجم المخاوف والرعب في أروقة النظام الإيراني والمظهرة لذلك من حين لآخر، هذه السيمفونية كانت معبرة جدا بوضح عن حالة الخوف والرعب الذان يغمران النظام الايراني (نظام الملالي الحاكم في ايران)..” كم مرعب من المخاوف تجلى من خلال جميع الإجراءات والمواقف التي يتخذها الملالي.، فكل أسبوع أو أقل تتشكل قضية ما ماسة بوضع الملالي المتأرجح والمتأزم تستعرض تزايد وتيرة الذعر والمخاوف التي يعيشها ، وما أن تنتهي قضية أو أزمة حتى حلت أخرى محلها.
هذه الأوضاع في الحقيقة هي جزءا من الأزمات الخانقة التي أخذت تحدق بنظام ولاية الفقيه، وتتوالى الأزمات بشكل يومي كحصاد سيء لسلوك ومنهج أسوأ لتتعالى صرخات النظام إلى السماء.، فمنذ سبعة أيام، وبعد خطاب رئيس الوزراء البريطاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أضحى فشل زيارة الملا روحاني إلى نيويورك موضوع حسرة ونباح غير مجدي بالنسبة لكبار قياديي النظام ووسائل إعلامه. والآن فقد ارتبط الفزع والخوف من مغبات هذه الزيارة الفاشلة وعديمة الجدوى بالنسبة للمفاوضات النووية في نيويورك حيث باءت نوايا المساومات بالفشل، وظهر الذعر من توسع التحالف الدولي ضد ”داعش“ في سوريا، إذ أخذت هذه المخاوف الظاهرة للعيان في ابسط الأوساط تتصدّر عناوين النصوص الأصلية في وسائل إعلام النظام ويعلن تلفزيون النظام الرسمي خبر الغارات الجوية للتحالف الدولي في سوريا، بتمهيدات ومقدمات وسرد مبررة تحت ” ذريعة مكافحة الإرهاب“، وبتعبيره وتبريره المرتبك عن ذلك يعبر عن مخاوف النظام بشأن النية الأمريكية الأساسية من وراء الغارات الجوية.، كذلك كان فزع النظام واضحا من خلال نقل اخبار متعلقة بلقاءات السلطات الأمريكية مثل مستشار الأمن القومي الأمريكي مع وفود مختلفة للمعارضة السورية.، وبات وضوح هذه الحالة مشهودا بشكل أكبر في الجرائد الحكومية، وعلى سبيل المثال، فقد خصصت صحيفة ”رسالة“ الناطقة باسم إحدى العصابات المتشددة للنظام عنوان إحدى نشراتها لما قيل نقلا عن الجنرال دمبسي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية حيث قال ”سنهاجم سوريا بجيوش الدول العربية“. ورفعت الصحيفة نفسها نباحا مكتوبا تقول فيه أن وزير الخارجية السعودي وبـ”إعاء لا أساس له بانه“ طالب بانسحاب ”القوات الإيرانية وحزب الله“ من الأراضي السورية، مؤكدا، أنه ”لا مكان لبشار الأسد في سوريا المستقبل“. كما وأكدت صحيفة أخرى تابعة لخامنئي في افتتاحيتها أن مطلب السعودية الرئيسي في التماشي مع التحالف الدولي في الهجوم على سوريا هو إزالة بشار الأسد.، ونقلت صحيفة ”جمهوري“ الحكومية التابعة لجناح رفسنجاني عنوانا لوسائل إعلام أجنبية معبرة عن فزع النظام بالقول إن ”أمريكا فعلا قامت بإيجاد منطقة للحظر الجوي“. والصحيفة نفسها كشفت عن ذروة ذعر ومخاوف الملالي من تشكيل التحالف الدولي هذا وكذلك من الإجراءات التي يقوم بها وذلك بدرج الصحيفة عبارة: ” الهدف النهائي للتحالف إنما هو إسقاط النظام السوري“. كما خصصت صحيفة أخرى تابعة لرفسنجاني تدعى ”آرمان“ افتتاحيتها لمستشار الحرسي لاريجاني شيخ الاسلام كي يبدي فيها مخاوفه من الإجراءات السعودية لتعزيز المعارضة السورية. وهناك نماذج كثيرة أخرى لهذه النباح والعواء.، كذلك يمكن للمتابع ان يقول (نيابة) كلمة وا أسفاه المترددة في أوساط وعقول وأفئدة النظام ويمكن ذكرها .، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما هو سبب كل هذا الارتباك وهذه المخاوف المثيرة للذعر والرعب؟ هل هو الخوف من إسقاط وازاحة بشار الاسد من السلطة ؟ إن الإجابة على هذا السؤال واضحة تماما .. فإذا كانت حصيلة وحصاد خطوات التحالف الدولي ضد ”داعش“ هي إزالة بشار الاسد، فإن هذا ما تثبته بالفعل وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني في مواقفها ومنشوراتها، وهنا يمكن فهم أسباب هذا الذعر وهذا الخوف والارتباك في اوساط الملالي الحاكمين في ايران، إن إزاحة بشار الأسد عن الحكم في سوريا يعني انهيار العمق الاستراتيجي لهذا لنظام الملالي وبداية تشكيل رأس حربة لــ بداية التطورات والتغيرات الجغرافية والسياسية وصولا في منتهاها إلى رأس النظام.
لهذا يجب إعطاء الحق للملالي بأن يرتجفوا ويرتجفوا ثم يرتجفوا هكذا مبدين فزعهم ورعبهم من هذه التطورات خاصة وأن المقاومة المنظمة للشعب الإيراني المتجسدة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مستعدة وقادرة ومؤثرة أكثر من أي وقت مضى وماضية في ازاحته هو ورعبه ومخاوفه وسجله وتاريخه وطي صفحة سوداء من الصفحات الأشد سوادا في تاريخ المنطقة.
*كاتب ايراني
697 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع