صديق المجله / بغداد
ظاهرة التطرف الاسلامي ليست جديده فهي وليدة سياسات خاطئه في الكثير من دول العالم وبالاخص امريكا واوربا و ايران ولكن هذا لايعني ان امريكا لاعلاقة لها بهذه التنظيمات خاصة بعد ان وعد رئيس وكالة الامن القومي الامريكي بصناعة اسلام جديد يخدم اغراض السياسه الامريكيه ..
لغرض التعرف على مايجري لابد من توضيح بعض الحقائق التي باتت واضحه للجميع في هذا المجال حول الدوله الاسلاميه في العراق والشام وقد يعتقد البعض ان ماتناولته بعض الاوساط حول نفط العراق وموقعه وقوة جيشه كلها كلام فارغ لايحمل اي حقيقه جوهريه في مضمونها في جعل العراق محور القتال الامريكي لداعش .
الحقيقه الاولى : هي ان دولة الخلافه الاسلاميه التي ظهرت فجأة الى العلن بهذه القوه الكبيره وانتشارها السريع في طول الشرق الاوسط وعرضه لنشر الفوضى بعد ان انتشرت في المغرب العربي قبل ذلك من قبل جهات وتسميات اخرى كل ذلك يشير بما لايقبل الشك ان وراء ذلك قوة عظمى مستفيده من كل ما يحصل ولو دققنا في الدول المستفيده نرى انها ( الولايات المتحده الامريكيه \ اسرائيل \ ايران ) والمتضرر الوحيد هو الدول العربيه التي تقطنها غالبيه من المسلمين السنه .
الحقيقه الثانيه : ان ما تقوم به دولة الخلافه من افعال وبالرغم من ان هذه الافعال هي من ضمن الشرع الاسلامي المتشدد ولكن الحنكه السياسيه تفرض تأجيل كل ذلك الى ما بعد انهاء الواجبات الرئيسيه وهذه الافعال جعلت الناس ينقلبون على الدوله وهذا لايمكن ان يكون غباء سياسيا ولكنه مخطط له مسبقا لادخاله في باب تشويه الاسلام .
الحقيقه الثالثه : عندما اجتاحت قوات الدوله الاسلاميه محافظة نينوى وهي من اكبر المحافظات العراقيه بل العربيه في الشرق الاوسط وبهذه السرعه والطريقه تشير الى وجود عمل خفي ومؤامره اكدها رئيس اركان الجيش العراقي ( بابكر زيباري ) وكما اكدها قائد عمليات نينوى ( مهدي الغراوي ) والمتداول ان المؤامره كانت بعلم المالكي ومشاركته مع الولايات المتحده واسرائيل وكان يقصد المالكي من ورائها رد فعل كبير جدا وتحقيق انتصار كبير قد يمتد الى سوريا لكي يضمن الولايه الثالثه ولكنه لم يحسب الحسابات الامريكيه التي تعتمد المراوغه والكذب كما هو يستخدمها دائما مع غرمائه واصحابه واتجهت الامور باتجاه آخر تريده امريكا وتتطلبه الخطه العامه لنشر الفوضى في المنطقه ..
الحقيقه الرابعه : هي ان الولايات المتحده الامريكيه لم تحرك ساكنا ولم تقم بأي عمل حتى مجرد استطلاع لما كان يجري في الموصل بينما هي مشغوله وقيادتها للمنطقه الوسطى وقواتها الجويه ومستشاريها لمدينه لاتعادل قريه من قرى نينوى وهي ( كوباني ) وتقوم بالقاء الاسلحه والامدادات اليوميه وينطبق ذلك على مايجري في اليمن حيث تدير امريكا ظهرها لما يجري من اعمال عسكريه تقوم بها قوات الحوثيين وكذلك الحال مع مايفعله بشار الاسد وحزب الله وهذه مفارقه تستحق الوقوف عندها طويلا ..
الحقيقه الخامسه : لو لاحظنا الذين يتعرضون للقتل والتهجير والنزوح والاذى هم من طوائف بعيده عن ايران ومختلفه معها ولاتتفق معها في اي خط من خطوط سياستها او مذهبها وهم ( العرب السنه \ الكورد السنه \ المسيحيين بانواعهم \ الايزيديين ) وكل هؤلاء من غير الشيعه وهذا الحال ينطبق على ما يحدث في اليمن وسوريا وحتى في اجزاء من لبنان .
الحقيقه السادسه : وهي التقارب المفاجىء بين السعوديه وايران والعراق والتقاء المصالح والاهداف ؟ فهل وحدت داعش الرؤى بين هؤلاء ام انه زواج متعه او عرس الثعالب ؟؟
الحقيقه السابعه : لماذا لم تعط داعش فرصة الحوار والمناظرة كما فعلنا مع إسرائيل التي مازلنا نتفاوض معها منذ عقود طويلة موقنين بأننا لن نحصل منها على شيء، ولم نعطهم ما أعطينا الحوثيين الذين فاوضتهم الحكومة اليمنية لسنوات طويلة ولم يشفع لها ذلك وانقلبوا عليها، ولم نعطهم الفرصة التي حصل عليها حزب الله الذي أصبح يتحدث باسم لبنان يجره من حرب إلى أخرى ومن مأساة إلى مثلها بل إنه أدخل البلاد والعباد في دوامة عنف بدون أن يحصل الحزب حتى على كلمة لوم في ذلك،
ان الاموال التي سوف تصرف على قتال داعش هي كافيه لاعادة المهجرين والنازحين ومثلهم وتوفير السكن المناسب لهم وتعليمهم وتوفير الرعايه الصحيه لهم لسنين طويله اذا ما علمنا ان مقدار التكلفه لحرب داعش سنويا هي 21 مليار دولار ولاأحد يدري متى ستنتهي والى اي حال ستنتهي وكل ذلك ستدفعه دول الخليج والعراق ..
لماذا اختير العراق كساحة عمليات للصراع الامريكي مع الاسلام المتطرف ولماذا استبعاد ايران صاحبة التطرف الاول في المنطقه وصولا الى مصر والمغرب والسودان وافريقيا ؟ هل هي مؤامره امريكيه اسرائليه ايرانيه تستغل فيها الاقليه الشيعيه المسلمه في المنطقه لتنفيذ اهداف الصهيونيه العالميه لحماية مصالحها وانشاء اسرائيل اخرى في شرق الوطن العربي اضافة الى اسرائيل الحاليه وهذا مايفسر شراء اليهود للعقارات في كركوك والموصل وغيرها .
سيناريو قد يزعج الكثير ولكنه وارد في الحسابات العسكريه والاستراتيجيه وخاصة اذا ما ظل هذا التباطؤ الامريكي الاوربي في معالجة قضية الدوله الاسلاميه ويعني انهم يخططون لهدف كبير تستولي عليه داعش لكي يكون حافزا لقتال اوسع ومشاركه اكبر وهذا السيناريو قد يكون احتلال بغداد او جزء منها من قبل الدوله الاسلاميه لاثارة الرعب والحميه في نفس الوقت وتوليد اضطراب عام في المنطقه وما ( كوباني ) الا تجربه صغيره لما سيجري في الهدف الكبير وهو كما اعتقد وهو تخمين ليس اكثر سيكون ( بغداد ) لاسباب عديده منها ان داعش متواجده بالقرب منها وان داعش تهدد باقتحامها وان بغداد فيها من الاهداف التي تثير الشيعه ( الامام موسى الكاظم ) ولذلك اعتبر الامريكان ان العراق هو محور القتال ضد داعش بينما كان يمكن ان تكون سوريا لانها سبقت العراق في التعامل مع داعش وتواجد داعش فيها ووجود قوات معارضه لداعش .. لماذا العراق ؟؟ انه القطعه الهشه اليوم في المنطقه والهدف السهل الذي يستجيب قادته لاي طلب مهما كان في سبيل الحفاظ على السلطه المواليه لطهران ولاننسى ان الهدف سيكون بعيد عن مطار بغداد لحاجة امريكا اليه كما صرحت مؤخرا ..
وهناك سيناريو اخر قد يطال ايران بتقريب داعش قرب الحدود الايرانيه ومحاوله استدراج القوات الايرانيه في القتال على ارض العراق الذي سبق وان ذكرنا قبل اكثر من عام ان العراق مرشح ليكون ساحة القتال العربي الفارسي في القادسيه الثالثه وقد يكون القتال بين داعش وايران ليحقق مكسبا مزدوجا لامريكا والخلاص من مشكلتين في وقت واحد وما يجري الان في قره تبه خير دليل على ذلك ..
قدرت المصادر الغربية بأن تكلفة الحملة على داعش حوالي 21 مليار دولار سنويا، تكفلت بها الدول الخليجية، وهذه الحملة قد تمتد من خمس إلى عشر سنوات في أحسن الأحوال، أي أن خزائن الدول المساندة والداعمة لهذه الحملة ستفرغ من احتياطها المالي قريبا، وقد يؤدي بها ذلك الى إفقار شعوبها و تعطيل تنميتها إن لم يكن موتها.
واذا انتهت داعش فسوف تظهر تنظيمات اخرى ومنها ما ستكون على شاكلة داعش والحوثيين والعصائب وغيرها وسنظل نقاتل الى مالانهايه والنفط ينخفض والخليج والعراق يدفع والاله الصناعيه الامريكيه تعمل والبطاله في امريكا بدأت تتقلص والنبيه يفهم ..
صديق المجله /بغداد
952 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع