علي السوداني
1
هو اذن مؤيد البدري أبو زيدون الذي كان أهل العراق يؤقتون ساعاتهم البايولوجية على ميقات طلّته الرحيمة ، ببرنامجه المبهج وبصوته البغداديّ العذب "الرياضة في أسبوع "
أكاد الآن من شدة القهر أو من قوة الحنين ، أنصتُ تالفاً متضعضعاً إلى مقدمة البرنامج ، موسيقى " حلّاق اشبيلية " للعبقريّ روسيني . أُنصتُ على وقعِ نبأ يصيح : يقولون أنَّ مؤيداً في الدوحة عليلُ . سأقترح على عتبة النبأ اليقين ، أن تقوم الحكومة الدائخة ببغداد العزيزة بفعلين محمودين جميلين سهلين مما تحت يمينها ، أولهما عيادة الرجل بوحشته الإختيارية ، وثاني اثنينهما ، إقامة تمثال لقامته المديدة ، يتم شتلهُ وتدكيكهُ ، بباب الأعظمية الحلوة من صوب ساحة عنترها الفارس ، ليكون رسالة محبة ووفاء للناس أجمعين .
2
في معمعة التجريب والتزويق والتخييل التي اشتغلنا عليها بدفتر القصص الطوال منها والقصار ، نشتهي الليلة أن نمدَّ بُردة التجريب على فصل المقال أو العمود أو المكتوب أو العمود القصصيّ كما اجترح منحوته المبروك هذا ، الشاعر الجميل حميد سعيد ، ومن هذه التوطئة ، سأتوسّل بالجريدة ، أن تزرع صورة أبي زيدون في قلب هذا المقال ، فإنْ تسهّل الأمرُ فهو من الزينات ، وإن تعسّر وباد واصطدم بمشرط المصمّم الفني ، فمكان الصورة سيكون بتاج الصفحة الأخيرة ، لصقَ شقيقهِ النصّ المكتوب .
3
يوماً فوقَ يوم ، وعلى رنّة تراكم السنين العجفاوات ، تصير الشغلة هكذا . لقد حبَسَتْكَ الناسُ القارئة بين محبَسين ، وزرعتك على باب حيرة المخيّر المسكين السائل عن غزال يعطونه أرنباً ، فإن قلب السؤال على بطنه ، أعطوه أرنبأ أيضاً مع ضحكة شماتة . كاتب ساخرٌ تريد الأوادم منه ، الكثير من التضحيك والتلطيف والتنكيت . يصعد الولد الدرويش الدائخ فوق دكة الفرجة ، مثل مهرّج سيرك نبيل ، يفكّرُ بخبز العائلة الحلال قبل أن يطلي وجههُ الحزين بألوان المرح والسرور .
يفتحُ على النظارة باب الضحك المبين ، لكنَّ قلبهُ المقيَّح يكادُ ينفطرُ من قوة القهر .
937 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع