د. محمد صالح المسفر
التقيت بصديق عربي بعد طول غياب في أحد فنادق الدوحة ذات الخمس نجوم وبعد الحديث عن الأهل والأصدقاء أمطرني بوابل من الأسئلة شعرت للوهلة الأولى باني في مجلس تحقيق.
كان سؤاله الافتتاحي من هو الله الذي من أجله يتقاتل المسلمون ؟ استغربت السؤال لكني أجبت "هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو أحد ". فقال أليس عجيبا أمر المسلمين العرب أصحاب الرسالة الأخيرة والقرآن ينطق بلغتهم والقبلة في أرضهم بل مولد ومهبط الرسالات السماوية كلها تمت على أرضهم أنهم يتقاتلون في سورية وفي العراق واليمن والسودان والصومال وليبيا ونزاعات بينهم في كل قطر عربي والكل يدعي أنه يريد أن يقيم حدود الله وبناء دولة إسلامية تقضي على الفساد والمفسدين وتجعل الأمر شورى بين الناس.
ثورة الشعب السوري التي انطلقت في الربع الأول من عام 2011 تريد إصلاح النظام تعثرت بها الأسباب، شن النظام الحاكم في دمشق (جلهم من المسلمين بصرف النظر عن الطائفة) أعتى وأقسى وأشرس عملية ردع للشعب المطالب بالإصلاح والمساواة والكرامة والحرية، استخدم في تلك العمليات كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والبراميل المتفجرة التي تقصف بها المدن والقرى قصفا عشوائيا وما انفك يستخدمها حتى اليوم، راح ضحيتها أكثر من 150 ألف إنسان، وملايين من المسلمين السوريين أجلوا من مدنهم وقراهم، وحتى الحيوانات لم تسلم من بطش النظام وأنصاره القادمين من خارج الحدود السورية، في المقابل الثوار يتقاتلون فيما بينهم (النصرة، القاعدة أ جيش التوحيد الدولة الإسلامية في العراق والشام ونسوا العمل المسلح أو العمل السلمي لمواجهة نظام بشار الأسد وأعوانه بهدف إسقاطه .
(2)
في العراق يقول محدثي المسلمون يتقاتلون، شيعة وسنة، الدولة الإسلامية (داعش) سنية، حربها على أهل السنة في العراق، والشيعة حربهم ضد السنة في بلاد الرافدين والحكومة حربها ضد السنة هناك وقوات التحالف غاراتها الجوية على أهل السنة في العراق وسورية، وانضم إلى قوى التحالف الأوروبي قوات جوية خليجية إسلامية برجالها ونسائها تقاتل إلى جانب التحالف الغربي ضد الإسلام والمسلمين. يقول المالكي قبح الله وجهه نحن اليوم " جيش على في مواجهو جيش يزيد " أي انه عاد بنا إلى عام 656 معركة الجمل(عائشة رض الله عنها وعلي كرم الله وجهه) وأيضا راح يستدعي من الذاكرة معركة صفين بين على رضي الله عنه ومعاوية 657 م.
(3)
وماذا يجري في مصر، دستورها تقول مادته الأولى " دين الدولة المصرية الإسلام " لكن حكومة وقوات المشير السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر تلاحق المسلمين المصريين وتطاردهم في كل مكان، وحراس حكومته على أبواب المساجد يتفقدون وجوه الناس فيقبضون على البعض منهم والبعض الآخر تحت المتابعة والتهمة بعدد تردد ذلك الإنسان على المسجد، وفي الجامعات حدث ولا حرج.
يقوم جيش المشير السيسي بتدمير منازل الآمنين المصريين على تخوم فلسطين " غزة " بذريعة إيجاد منطقة عازلة بين جيش السيسي وفلسطين المحاصرة وبترحيب إسرائيلي لا سابق له في تاريخ جيش مصر العظيم.
إن هدم المنازل على رؤوس أهلها أسلوب صهيوني يمارس يوميا في فلسطين المحتلة وهذا السيسي يمارس الهدم على رؤوس مواطنيه المصريين في رفح والعريش.
سكان سيناء المصريين يطاردون بطائرات الأباتشي العسكرية تتصيدهم كصيد غزلان الصحراء يعاونهم في ذلك الجيش الإسرائيلي كما تؤكد صحيفة " يدعوت احرونوت الإسرائيلية (31 / 10) يقول كبير المعلقين الاستراتيجيين الإسرائيلي (رون يشاي) أن هناك تعاونا إسرائيليا ــ مصريا في الحرب على الإسلاميين في سيناء.سبحان الله كما قال محدثي يتعاون اليهود والنصارى وبعض المسلمين على مقاتلة إخوانهم في الإسلام. يسترسل الصديق العربي المغترب في حديثة بألم شديد، ماذا فعل الإسلاميون بمصر حتى تقوم عليهم القيامة ويزج بقادتهم وكبار علمائهم السجون؟ ألأنهم انتخبوا من قبل الشعب؟ وأنتم ياحكام البترول المسلمين في الخليج لماذا تحاربون الإسلاميين وتؤيدون قاتلهم في مصر الجنرال السيسي؟ ماذا فعلوا بكم حتى تنظمون إلى "جوقة " السيسي في معاداتهم الم يفت لكم قادة الإخوان المسلمين في الأزهر وجامعة الإمام والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بشرعية تحالفكم مع القوى الغربية المسيحية في حرب 1991 وكذلك عام 2003 لإهلاك العراق فلماذا تعادونهم اليوم؟
(4)
أنتم أهل الخليج حولتم اليمن إلى حكم الطوائف وتقول وسائل الإعلام أنكم مكنتم علي عبد الله صالح في اليمن بمنحة الحصانات ولأسرته ومن عمل معه طوال الـ 30 عاما الماضية من المساءلة عما فعل باليمن، واليوم تمكنون الحوثيين وأنصار علي عبد الله صالح من اليمن بالتعاون مع إيران، كل ذلك من أجل القضاء على تنظيم الإصلاح اليمني السني خشية أن يكون من حزب الإخوان المسلمين الذي تطاردونه بالتعاون مع مصر.
لماذا تعاقبون أهل اليمن اليوم بتقوية الحوثيين وأنصارهم لكي يعبثوا باليمن وتدمير بيوت ومؤسسات أهل السنة الخيرية والتعليمية والمستشفيات أليس أهل اليمن من المسلمين؟
آخر القول: الحديث يطول وسأكمله في الجمعة القادمة. مع ردي على كل فقرة.
688 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع