أحمد طابور
الدستور ينص على ان المخاطبة الرسمية للمسؤولين الحكوميين والمواطنين هي صفة السيد بدون ألقاب اخرى لكن من خلال الخلل العام الذي تناغم و ما يريده البعض من سياسي العراق كوجاهة وفخفخة طبقية كرست في الحقبة السابقة المصطلحات كفخامة ودولة ومعالي وسعادة وهذه الألقاب كانت تخص العهد الملكي
الا انها أخذت دورا كبيرا في ترطيب شفاه الكثير ممن استساغوا ذلك كنوع من انواع التزلف والارضاء فكسبت بذلك من خلال التكريس والتكرار شرعية مقبولية لدى الغالب في الشارع العراقي وكذلك للساسة الذين أطربهم ذلك ، فمُرّر الموضوع كصواب ناشئ من خطأ شائع .
حين سميت حكومة الدكتور حيدر العبادي اسرع العبادي في تصويب بعض الأخطاء كبداية لعهد مبني على عدم لَي عنق الدستور او التلاعب بفقراته فأوصى بازالة الألقاب والاكتفاء بصفة السيد قبل اسم المسمى لكن للاسف لاتزال الألقاب هي التي تتقافز في افواه بعض الاعلاميين وكذلك الصفحات الرسمية لكثير من المسؤولين .
وقد لفت انتباهي مؤخراً طلب للإعلامي انور الحمداني في برنامجه ستوديو التاسعة بذكر صفة مقاتل قبل الصفة الرسمية للمسؤول الحكومي المتصدي لمواجهة الاٍرهاب في المناطق العراقية المحتلة ، اللافت في الموضوع هو مدى مقبولية هذه الصفة وما الرسالة المطلوب منها هل تكون الصفة كاملة لو استعملت ام ربما ستقرن بصفة توكيدية او توضيحية اخرى كالمقاتل البطل او المقاتل الشجاع او المقاتل الجبان وهل يستحق السياسي العراقي الحالي حمل هذه الصفات ؟
ام ان اختيار كلمة مقاتل حيادية ممكن ان تضاف لها الصفات الاخرى حسب مقتضيات وظروف المعركة فمثلا الفار يمكن ان يكنى بالمقاتل الجبان والثابت والمؤدي لواجبه ان يوصف بالمقاتل البطل او الشجاع وهذا يتبلور من خلال حسبة وتدقيق على الوسائل الاعلامية ان تبثها ، فالشجاعة مرتكز للبطولة فلا بطولة بدون شجاعة فالبطل الرياضي عليه ان يكون مقداما وشجاعا لكسب المباريات والبطل الحربي ايضا عليه ان يكون شجاعا مقداما في المعركة ليحمل تلك الصفة ، كما لصفة الجبن مقوماتها.
فعليه ممكن أضفاء الصفات المصاحبة للمقاتل حسب موقف المسؤول الحكومي في ارض المعركة رغم ان هذا مطب سيجعل المؤسسة الاعلامية في مرمى النيران وذلك من خلال قبول هذا المسؤول او ذاك الصفة الممنوحة له على صعيد الشخصي وهذا سيحدث اذا ما منحت صفة البطولة او الشجاعة والجبن للمسؤول فلربما ستفتح نيران من خلال وسائل إعلامية اخرى ترفض منح هذا اللقب، فلذلك سيكون من المجدي إطلاق كلمة مقاتل حيادية على المسؤول المتصدي او أبناء الحشد الشعبي وكذلك على الشريحة المهمة وهم الاعلاميين فسيكون من الجميل ان يخرج المراسل الاعلامي و يتحدث بلغة المحارب ويطلق صفة المقاتل على نفسه وعلى من معه في التغطية الإخبارية فضلا عن مايطلق على المسؤول المتصدي وبدون صفات اخرى لان صفة المقاتل هي صفة شاملة تأخذ مديات أشمل من الصفة الرسمية المناطة بالمسؤول او المتصدي في المعركة حيث ان أدوات المعركة تتكون من كثير من التفاصيل اللوجستية والمعنوية
وهنا نتكلم بالجانب المعنوي حيث سيكون من الجميل جدا وكذلك سيكون قمة في الرفع المعنوي حين يطلق على متطوع في الحشد الشعبي او جندي في الجيش العراقي صفة المقاتل وبذات الوقت تطلق نفس الصفة- المقاتل- وبدون ألقاب اخرى على الوزير او المسؤول والإعلامي.
وكماقالوا"اذا عظمت أقداركم فتواضعوا "
احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
691 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع