بثينة خليفة قاسم
لقد أصبحنا بكل المقاييس في زمن البجاحة السياسية، لأن الدول التي ترعى الإرهاب وتستفيد منه هي الدول الأكثر انتقادا للإرهاب في وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية المختلفة، والدول التي تمارس التفرقة العنصرية والتضييق على الحريات الدينية هي الدول التي تنتقد غيرها من الدول وتتهمها بالتضييق على الحريات الدينية.
فإيران مثلا، التي تنكل بالعرب السنة فيها، وتعلقهم على أحبال المشانق، وتنكل بالمعارضين وتقوم بإعدام النساء، تقوم وزارة خارجيتها بإطلاق تصريحات تتهم فيها البحرين بالتضييق على الحريات الدينية!
فأية حريات دينية تلك التي تتحدث عنها إيران في البحرين وهي التي أهانت كل المعارضين ونكلت بهم حتى أولئك الذين ينتمون في الأساس إلى ما يسمى بالثورة الإسلامية، ولنا أن نتذكر ونذكر بما جرى فيها خلال الانتخابات الرئاسية قبل الماضية من قهر وإهانة واغتصاب لشخصيات كانت تنتمي لهذه الثورة.
إيران التي تقوم بما تقوم به في اليمن وفي العراق من ترسيخ للطائفيين التابعين لها، تريد أن تشعل البحرين هي الأخرى حتى تكتمل الحلقة وتصل إلى هدفها الأكبر الذي سعت إليه منذ سنوات طويلة.
إيران تقوم بتسخين أذنابها في البحرين ودفعهم إلى العنف والاصطدام بالدولة ثم تقوم بتضخيم كل كبيرة وصغيرة لكي تقنع هذه الأذناب وتقنع العالم أن شيعة البحرين مضطهدون وتكون النتيجة هي خلق احتقان دائم داخل البحرين لإشعال حرب طائفية فيها تمهيدا لتعميم التجربة العراقية واليمنية فيها.
إنه الهلال ولا شيء آخر هو الذي يحرك كل الأحداث في المنطقة العربية كلها هذه الأيام وما يقال من تصريحات إيرانية هو جزء من الخطة، والهدف الأساسي لهذه التصريحات هو توفير الغطاء للتحركات التي تجري على الأرض من قبل الشخصيات والجماعات التابعة لها على الأراضي العربية.
الخارجية البحرينية أدانت التصريحات المستفزة للمتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، والحقيقة أن كل بحريني يجب أن يرد بشكل أو بآخر على هذه التصريحات السخيفة التي تريد أن تعكر صفو العملية الانتخابية التي يتم الاستعداد لها في البلاد.
كل الوطنيين البحرينيين لابد أن يوصلوا صوتهم ليس لإيران وحدها ولكن للعالم كله بأن البحرين هي واحة الحرية الدينية في المنطقة وأن الجميع يمارس شعائره الدينية بكل حرية، وعلى إخواننا المسيحيين واليهود وغيرهم أن يدلوا بدلوهم في هذا المضمار.
أما الذين يوافقون على التصريحات الإيرانية والذين يتخذون منها دعما وتقنينا لما يقومون به من تحركات فهم أصحاب الخطط الطائفية الساعية لتغيير هوية البحرين بأكملها الذين لا انتماء لهم لهذه البلاد.
أما الخارجية الإيرانية فنقول لها: أنتم الذين تصنعون الطائفية في البحرين وفي غيرها، ومن الطبيعي أن تدافعوا عن ما تصنعونه.
565 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع