ريهام مازن
موضوع المقال اليوم هو الذي كنت قد وعدت أعزائي الرجال بالحديث فيه في المقال قبل الماضي والذي كان بعنوان (أبو عين زايغة).. وبمجرد نشر مقالنا، حتى توالت تعليقات الكثير من الرجال ، لتؤكد لنا أنه ليس كل الرجال يفكرون هكذا!
وموضوع اليوم هو حساس بعض الشيء؟ ولماذا؟ لأننا تعودنا في مجتمعنا ألا نناقش مثل هذه الأشياء علنا، لأنها من قبيل العيب والحرام والأشياء التي (ميصحش) تداولها!
من جانبنا نعى أنه ليس كل الرجال كذلك، لكننا نعرف أيضاً - وقبلنا كل الرجال - أن هناك رجال يفعلون أكثر من ذلك نفسه !
والمسألة طبعا ليست بهذه البساطة مع هؤلاء الرجال، فغير" أبو عين زايغة" هناك من يملئ عينيه ومن أدمن مشاهدة نساء على الانترنت، وقد غفل عن أن الله سبحانه وتعالى يراقب كل تصرفاتهم، فهو العليم البصير، ويطلع على ما تخفيه الصدور!
مثل هذه الحالات لاشك أنها تمثل " حالات مرضية" عند عدد لا بأس به من الرجال، وربما يكون نقص المادة العلمية والتعليمية في مثل هذه الموضوعات، يُعد واحداً من العناصر التي أدت لظهور مثل هذه الحالات المرضية، وخاصة مع سماء المعلومات المفتوحة والآتية من الخارج، وهذه الحالات من سابع المستحيلات أن تبوح بأعراض مرضها، لأي مستشار في العلاقات الزوجية أو حتى لصديق تثق فيه من باب أن الخوض في هذه الأحاديث قد يمثل إهانة لشخصه ولرجولته!
ولو تجردنا من مسألة الحلال والحرام في الأمر، وأن الرجل العاقل هو ذلك الشخص الذي يستطيع أن يفرق بين الحلال والحرام، وأنه ما يجب له أن يسير وراء نزعاته وشهواته الغريبة والشاذة أحياناً مُكتفياً بزوجته، فإن المشكلة تظهر تداعياتها لدى هؤلاء الرجال عندما تكتشف زوجاتهم الأمر، حيث بدأت بعض النساء المتزوجات بالبوح والشكوى من أزواجهن، لدرجة أنني استمعت في جلسة كنت فيها عند "الكوافير" لبعض النساء اللاتي كن يتحدثن بصراحة وعلى المكشوف، فأخذت إحداهن تروي، أنها تعلم أن زوجها يشاهد نساء على الانترنت، لكنها لم تستطيع مواجهته، خشية أن يكذب، فتكرهه أكثر، أو يؤكد فتطلب وقتها الطلاق، وحكت الزوجة كيف أن مثل هذه الأمور تجعلها "مشمئزة" منه، كما تكره أن يقترب منها.. وسيدة أخرى تحكي أنها طلبت الطلاق من زوجها فعلا لمعرفتها بنفس الشيء، وأخرى بعثت بخالها لمراقبة زوجها، الذي يسهر كل ليلة حتى مطلع الفجر، على "كافيهات" الانترنت، ليرى ما الذي يفعله، فوجده يفعل نفس الشيء، وبالفعل طلقت من زوجها.
أردت أن أفتح هذا المجال للمناقشة، خاصة أن الناس يحجمون عن الخوض فيه، وطبعا لأنني لست كالنعامة، فمن العيب كوني أحمل رسالة سيحاسبني عليها الله، أن أبخل على قرائي بالحديث في مجال يعتبر البعض أنه عيب، لكن العيب أن نرى ونسمع ونغمض أعيننا عن أشياء يجب التصدي لها.
ومن هنا فإن إقبال الرجال على مشاهدة "نساء الانترنت" يمكنه أن يؤدى إلى تدمير حياة أسر بأكملها.. إذن، الأمر يحتاج إلى مناقشة واعية، ولا يحتاج إلى أن نضع رؤوسنا في الرمال بدعوى "حساسية" مناقشة مثل هذه الأمور، أو غض الطرف عنها!
وبما أن القصة أصبحت مجال حديث الزوجات، فلابد طرحها على الملأ ، لأنه لا حياء في الدين ولا حياء في العلم، مادام الهدف النهائي منها هو الإصلاح قدر المستطاع!
أما هؤلاء الرجال الذين باتوا يدمنون " نساء الانترنت"، فعليهم أن يعلموا أنهم قد وقعوا في فخ مرض سيؤثر عليهم وحدهم نفسياً، وعصبياً، وربما حتى فسيولوجياً، وأنه لابد أن يراجع نفسه كثيراً لتجاوز حالته بالسبل كافة، حتى إذا إضطره الأمر إلى الذهاب لطبيب في العلاقات الزوجية.
من قلبي: أقول لهؤلاء الرجال، أنه يمكنك أن تعجب بنساء العالم أجمع، وتنبهر بأيهن، لكن من تستطيع أن تأنس إليها هي زوجتك، فهي الملاذ الآمن الذي وهبها الله لك، لأنها خالصة لك، ونصيحة أخيرة، كل النساء من الناحية الفسيولوجية، واحد... وعلى الزوج بلطفه وحنانه مع زوجته، حتى وإن لزم الأمر، أن يعلمها أو يطلب منها كل ما يريد، فلا خجل ولا حياء بين الأزواج، من أجل حياة زوجية مستقرة!!!
1085 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع