مصطفى الأغا
مضطر أن أكتب بشفافية، لأن للقارئ الحق على الناقد أو الكاتب بأن يكون صريحاً وشفافاً معه، وأن نواجه الحقائق بكل وضوح، وألّا ندفن رؤوسنا في التراب ونقول إن المشكلات ليست موجودة، معتقدين أنها ستنتهي لأننا تجاهلناها.
نعم كأس الخليج بطولة جدلية، والبعض قسمها إلى مراحل عدة، من كأس التأسيس والتلاقي إلى مرحلة المنشآت الضخمة ثم الانطلاقة إلى الآسيوية وكؤوس العالم، وصولا إلى كأس الأمراء والشيوخ والتصريحات والمجالس والمنتديات.
ولأنها جدلية، طالب كثيرون بإلغائها على أساس أنها استنفدت أسباب وجودها - بحسب تعبير من لا يريدونها - ولكن صاحب فكرة إقامتها الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم السعودي الحالي، رفض هذا الكلام وطالب بتطويرها بدلاً من إلغائها، والأكيد أن هناك من سيحاجج في فكرة «أولمبياد خليجي لكل الألعاب» وأعتقد أنه سبق أن تم طرح الفكرة وتم تنفيذ بعضها، ولكنها لم تلق تلك الحماسة الكبيرة ولا النجاح المطلوب.
بكل الأحوال، كيف يقولون إنها غير مهمة، وثمن المباراة الواحدة وصل إلى مليوني دولار عندما بيعت بالجملة؟! وأعتقد أنها وصلت إلى خمسة ملايين دولار عندما بيعت بالمفرق.
وكيف يقولون إنها مهمة، ومع ذلك لا نجد سوى حفنة آلاف من المتفرجين في المدرجات، على رغم أن الدخول مجاني (بلاش)؟
ويقولون إنها للتلاقي والتلاحم، وكثير من المباريات والتصريحات تزرع الحساسيات والتعصب وتفرق ولا توحد!
ويقولون إنها لدعم كرة القدم الخليجية بمفاصلها كافة، ومنها التحكيم، ثم يطعنون في نزاهة الحكم الخليجي ويطالبون بالأجنبي الذي كان كارثياً في أول يومين من هذه البطولة تحديداً.
ويقولون إنها غير مهمة، ومع هذا تجد آلاف الساعات من البث التلفزيوني وعشرات البرامج والملاحق الصحافية، وأكثر من 2000 صحافي وإعلامي يغطون بطولة يقول نصفهم: «إنها غير مهمة»!
إنها باختصار كأس التناقضات، وربما هنا يكمن سرها وحلاوتها.. أقول «ربما» فقط.
1236 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع