ضربة حرة (شمّاعة الخليج الأزلية)

                                       

                           مصطفى الآغا


من الطبيعي أن يدفع المدرب ضريبة إخفاقات منتخبه في أية بقعة في العالم، ولكن من المستحيل أن يتم وضع كل أسباب الإخفاقات عليه،

ومن المستحيل «تفنيشه» بعد أول أو ثاني خسارة، ونحن لا نقول أن نصبر عليه أعواماً مثلما صبر أرسنال على فينغر، ولا مان يونايتد على أليكس فيرغسون، ولكن - وللأمانة - أجد لغة التعالي واضحة جداً على أي مدرب كان في هذه المنطقة، ومهما كانت سيرته الذاتية ومهما كانت إنجازاته فستجد من يقلل من مكانته وقيمته وحتى خبرته وموهبته، وهو ما حدث مع عشرات إن لم يكن مئات من المدربين «العالميين».

من يعمل في مهنة التدريب يعلم علم اليقين أن مصيره قد يتغير بين مباراة وأخرى، ولكن هل يعني تغيير المدرب أن المشكلة تم حلها وأن المنتخب سيتحول إلى بعبع مع المدرب الجديد؟

نعم، استغربت أن تستغرق فترة التحاور مع العراقي عدنان حمد حوالى العام، ويحتاج إلى خسارة واحدة أمام السعودية بعد سبع مباريات من دون خسارة، وتتم إقالته قبل أقل من شهرين من نهائي أمم آسيا، وكاد البرازيلي فييرا أن يدفع الثمن نفسه بعد خماسية عُمان، وسمعت العشرات ينتقصون من خبرة ومكانة فييرا ويتساءلون بالحرف: «من هو وماذا فعل في حياته سوى أن نال كأس أمم آسيا مع العراق» ؟ وهل هناك إنجاز لمدرب أكبر من الفوز بكأس العالم؟ ولا ننسى أنه توج مع منتخب ظروفه صعبة، ولاعبوه منتشرون في بقاع الأرض، ولا يلعبون أساساً على أرضهم منذ 35، أي أنه «عمل من البحر طحينة».

أما الكلام الأقسى فمن نصيب الإسباني لوبيز كارو مدرب السعودية، الذي جرده كثيرون حتى من «الفهم»، والكلام نفسه يمر به حالياً العراقي حكيم شاكر، وسابقاً الفرنسي بول لوغوين مدرب عُمان الذي خرج مرتين من خليجي 20 و21 بخفيّ حنين، وطالبوا بإقالته، ولكن الهدوء العُماني والرؤية البعيدة المدى أثبتا نجاعتهما وأثبت العُمانيون أنهم يبحثون عن البناء لا عن النتائج الآنية.

والمُلاحظ أن كل الخاسرين والخارجين والمصدومين في كل البطولات يبدؤون «بتفنيش» المدربين، ثم يبدأ الإعلام والمسؤولون بنبش الماضي والحاضر، والحديث عن المنشآت والفئات العمرية والتغذية والكوادر ودوريات الحواري والاحتراف الحقيقي والإعلام والتعصب، وربما يشكلون لجاناً للتحقيق ولجاناً لمتابعة التحقيق ولجاناً لمتابعة ما توصلت إليه لجان المتابعة، ومن ثم وبعد أول انتصار كبير، ولو على جار أو زائر ضعيف، ينتهي كل شيء وتختفي كل اللجان وتبدأ الحكاية من البداية، وحتماً بالنهاية نفسها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

811 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع