احمد صبري
ما يلفت الانتباه إلى تَجربة الإمارات العربية المتحدة صمودها خلال 43 عاما في مواجهة العواصف التي ضربت الخليج خصوصا والمنطقة عموما.
وعلى الرغم من ارتدادات الحروب والأزمات التي شهدتها منطقتنا العربية إلا أن الإمارات تماسكت واستمرت في طريق التكامل والوحدة بين إماراتها السبع في مشهد يجسد إرادة القائمين على هذه الدولة لمواصلة المشوار والتمسك بخيار الوحدة الأبدية.
إن تجربة الإمارات العربية المتحدة وما حققته على صعد البناء والعمران والرخاء والأمن تدعو الحالمين بالوحدة والتكامل العربي إلى دراسة هذه الظاهرة واستلهام العبر منها بعد الخيبات التي أجهضت تجارب مماثلة على مدى العقود الماضية لا سيما وحدة مصر وسوريا ومجلس التعاون العربي واتحاد المغرب العربي مرورا بوحدة العراق وسوريا ومصر واتحاد الجمهوريات العربية بين ليبيا والسودان ومصر وسوريا وانتكاسة دولة الوحدة في اليمن التي انتهت جميعها إلى الفشل ولم تصمد أمام التحديات التي واجهتها في تلك المراحل والسبب بتقديرنا غياب إرادة التوحيد ونكران الذات عند حكام تلك الدول فغدت الوحدة شعارا بلا مضمون بعد هذه التجارب.
وأدت هذه الخيبات إلى تراجع شعار الوحدة وحلم تحقيقها كخيار حامٍ لمستقبل الأمة وأقطارها من فرط ما أصاب مسيرة العمل العربي التوحيدي من انكسارات واجهت مشروع الوحدة.
فبدلا من التمسك بالوحدة شعارا لتجاوز التشطير والتجزئة وتعضيد الجهد العربي في مواجهة التحديات استدار الحالمون إلى الخيار القطري كملاذ مناقض لمفهوم الوحدة.
لقد وضع الشيخ زايد آل نهيان أسس دولة الإمارات العربية مستندا إلى مفهوم الشراكة والمصير المشترك وأرسى دعائم هذه الوحدة بالعدل والمساواة وتقاسم الثروة الأمر الذي عزز المسيرة وأغلق الباب أمام محاولات الاستئثار بالسلطة ومصادرة حقوق الآخرين.
من هنا تكمن أهمية تجربة الإمارات العربية التي أضحت أنموذجا في التداول السلمي للسلطة وفق الاستحقاقات الدستورية وقبل ذلك أنموذجا لتكريس ثروة البلاد لسعادة ابنائها.
وهنا لابد ان نتوقف عند دور الامارات ومسؤوليها تجاه اشقاءهم العراقيين الذين واجهوا تداعيات الاحتلال وفقدان الامن حيث قدمت الامارات عن طريق الهلال الاحمر الاماراتي مساعدات كبيرة لمحتاجيها من العراقيين كما لاننسى مبادرة الراحل الشيخ زايد بافتتاح مستشفى كبير في بغداد في سنوات الحصار الظالم استفاد منه الاف العراقيين من خدماته العلاجية والطبية وهي مجانية
وإذا كانت الإمارات العربية المتحدة حققت نواة لتجربة ناجحة ماثلة للعيان لم تستطع العواصف أن تنال من بنيانها فحري بدعاة الوحدة أن يتلمسوا الطريق الذي أوصل الإمارات السبع إلى الوحدة إذا ما زالوا يحلمون بالوحدة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
613 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع