مصطفى كمال باشا ياملكي رئيس المحكمة العرفية العسكرية العثمانية

                                     

                            آرا دمبكجيان


مصطفى كمال باشا ياملكي رئيس المحكمة العرفية العسكرية العثمانية

       

بعد أندحار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى و التوقيع على هدنة مُدْروس في 30 تشرين الأول 1918، تشكَّلَت حكومة جديدة في تركيا في 11 تشرين الثاني 1918 الذي بعتبر التاريخ الرسمي لإنتهاء الحرب. شكَّلَ الحلفاءُ المنتصرون مع الحكومة التركية الجديدة المحكمةَ العرفية العسكرية العثمانية في أسطنبول لمحاكمة الأعضاء المتنفِّذين من حزب الأتحاد و الترقي الذين أرتكبوا جرائم حرب و كانوا مسؤولين مباشرة على حملات إبادة الأرمن و أرتكاب المذابح بحقِّهم أبتداءاً من 1915.

                

    ترأّس المحكمة العرفية العسكرية أمير اللواء "نمرود" مصطفى كمال باشا ياملكي قائد الجيش الثالث العثماني من مواليد مدينة السليمانية التابعة لولاية الموصل في 25 كانون الثاني 1866  و توفّاه الله في 25 أيار 1936 في مسقط رأسه. خدم في الحرب الإيطالية-التركية و في حروب البلقان.
كان مصطفى باشا ياملكي كردياً تخرَّج من الأكاديمية العسكرية العثمانية في أسطنبول و عمل ضابطاً في الجيش العثماني، و أشتغل كصحافي و شغل منصب وزير المعارف في حكومة كردستان.
دُعيت المحاكمات العسكرية في حينها ب"محاكم نمرود مصطفى الحربية."  و لكونه ضابطاً في الدولة العثمانية دافع عن السلطان محمد السادس بعد أنتهاء الحرب ضد الحركة التي قادها مصطفى كمال باشا (أتاتورك فيما بعد) ضد الدولة العلية و حكمَ عليه و على مناصريه غيابياً بالموت. و حكمت كذلك على أعضاء القيادة الثلاثية لحزب الأتحاد و الترقي طلعت باشا و أنور باشا و جمال باشا السفاح و كل من عاونهم في المذابح التي أقاموها ضد الأرمن. وقَّعَ السلطان محمد السادس (آخر سلاطين آل عثمان) و داماد فريد باشا و علي كمال على وثيقة إلقاء القبض على مصطفى كمال. و قبل أنتهاء المحاكمات العسكرية أُعفي مصطفى ياملكي من منصبه بعد أن غيَّرَت بريطانيا من موقفها حين رأت أفول نجم  الدولة العثمانية من غرب تركيا و بزوغ نجم مصطفى كمال (أتاتورك) من شرق تركيا.
بعد تلك المناورة البريطانية جاء مصطفى كمال الى الحكم مع الكماليين و ألقوا القبض على مصطفى ياملكي و لكن تدخُّل الأنكليز حال دون أعدامه، و هو الذي كان قد حكمَ عليهم بالأعدام، فأُطْلِقَ سراحه و أمّنَ الأنكليز له ممراً آمناً نحو كردستان العراق. أستولى الكماليون على ممتلكاته و على قصره في أسطنبول على جري عادتهم.
و على عادة الأنكليز في خيانة العهود فقد ساعدوا على تهريب مجرمي حزب الأتحاد و الترقي خارج تركيا.
أسس عددٌ من الأرمن منظمة تحت أسم "عملية نيميسيس"، على أسم نيميسيس إلهة العقوبة الإلهية فأغتالوا طلعت باشا، المسؤول الأول عن المذابح بصفته وزيرا للداخلية، في برلين في 15 آذار 1921، و جمال باشا في تفليس، عاصمة جيورجيا السوفييتية سابقاً، في 25 تموز 1922. و قُتل أنور باشا على يد جندي أرمني يخدم في الجيش الأحمر في أثناء المعارك  بين قوات أنور و الجيش السوفييتي في تركستان (طاجيكستان الحالية). و تم أغتيال سعيد حليم باشا، رئيس الوزراء في أثناء مذابح 1915 في روما في 5 كانون الأول 1921. و أغتيل رئيس وزراء أذربيجان فتالي خان خويسكي في 19 حزيران 1920 في تفليس لدوره في قتل الأرمن في باكو. و أغتيل وزير داخلية آذربيجان بهبود خان جيفانشير في 18 تموز 1921 في أسطنبول. و أما الدكتور بهاء الدين شاكر، القيادي البارز في حزب الأتحاد و الترقي و أحد مؤسسيه البارزين و الذي كان يقتل ضحاياه بإجراء التجارب الطبية عليهم، فقد تم أغتياله في 17 نيسان 1922 في برلين مع جمال عزمي والي طرابزون السابق الذي أمر بإغراق 15 ألف أرمني في ولايته في البحر الأسود.
عندما بدأ هتلر و الحزب النازي حملات إبادة اليهود في أوروبا قيل له في 1940 أن العالم سيدين أفعاله، أجاب: و من يتذكّر المذابح التركية بحق الأرمن الآن؟
هل صَدَقَ هتلر في كلامهِ؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

620 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع