سلام توفيق
مشكلتي اني متابع للوضع العراقي واتابع الاخبار في اكثر من مصدر... وعندي القدرة على التحليل والاستنتاج المنطقي المعقول.. ولكن !!! عندما يكون اللا معقول هو السائد ويتسيد المواقف
فانك قد تشكك بمدى استيعابك لواقع الامور ...اليوم مضى حوالي 4 اشهر على ((تسليم)) مناطقنا في سهل نينوى المريب الى عصابات داعش التكفيرية ومن والاها من الخلايا النائمة ((داير ما دايرنا)) ...
واقول مريب لان الوضع القائم قبل دخول داعش كان يوحي بذلك فهي سبق ان ((سلمت)) لها الموصل بجانبها الايمن ... وكانت البيشمركة تتمركز على الجانب الايسر منها... وفجاة انسحبت هي الاخرى
فلو اخذنا بفرضية الخيانة والمؤامرة في سقوط الموصل بجانبه الايمن ...فما بال الجانب الايسر وقد علم بتطورات الاوضاع قبلا!!? علما ان اجزاء من مدينة الموصل كانت قد سقطت قبل عدة ايام اصلا وخصوصا
مناطق حي القاهرة و17 تموزوالاربجية ...لتمهد اقتحام الموصل من ذلك المحور وتامين دخول العصابات...ومايؤكد كلامي هو رواج خبر تفقد اثيل النجيفي وحراسه مدينة الموصل ليلا حاملا بندقيته الاعلامية ونشر الخبر والصور في المواقع الاخبارية
وتداولته القنوات الفضائية.. وكذلك خبر ارسال رئيس الوزراء انذاك نوري المالكي الى خبرائه في الحرب الجنرالين كنبر وعلي غيدان الى الموصل قبل 72 ساعة من تسليمها!
من ابسط مباديء الهجوم المقابل في الحرب هو ان تفاجيء عدوك وهو منهك وان لاتسمح له بان يثبت قطعاته ويحكم دفاعاته ويعيد بناء موضعه الدفاعي وتعويض خسائره التي تكبدها في هجومه... لا ان تعطيه بكل حفاوة الوقت الكافي ليفعل كل ذلك
زائدا امرين مهمين جدا يدفع العراق ثمن كسبهما من داعش ...الاول هو اعطاء داعش الوقت الكافي للاستفادة من الاسلحة والمعدات التي غنمها من معسكرات وثكنات الجيش وقوى الامن والشرطة وخصوصا الثقيلة مثل الصواريخ والدبابات وحتى الطائرات!
فهذه المعدات تحتاج الى خبرات لاتتوافر في من يخوض حرب عصابات باسلحة خفيفة او متوسطة وتحتاج الى فنيين وطيارين وضباط اكفاء يديرونها وهذا مايتعلق بالامر الثاني الذي ساذكره في السطر التالي
الامر الثاني الذي كسبه داعش هو الوقت الكافي لتحرير خلاياه النائمة ومناصريه ومؤيديه وحتى من بعض باغضيه من العرب السنة الذين وجدوا فيه اهون الشرين مما لاقوه من ظلم على يد جيش المالكي الطائفي وافعاله السوداء
ومن ثم كسبوا ود النسبة الغالبة من السنة في مناطقهم بعد ان منحوا وقتا كافيا للتغرير بمن انخدع بهم وبدولتهم الزائلة باذن الله...ثم انتقلوا الى مرحلة خطف الضباط والقادة والفنيين من العسكريين واغروهم واجبروا قسما اخر على تدريب عناصرهم على استخدام المعدات التي غنموها
وقتلوا وفتكوا بمن رفض التعاون منهم فكسبوا بذلك امرين الاول انهم تخلصوا من عدو محتمل والثاني انهم ادخلوا الرعب الى صفوف المترددين في تنفيذ اوامرهم
بعد كل هذه المكاسب التي لم يكن يحلم بها داعش في يوما من الايام ..وكان قادة البلد يخططون لتثبيته وليس لازالته ..حتى تم ازاحة كابوس المالكي الذي كان جاثما على الصدور.. لياتي دور العبادي الذي رفع لواء التحرير صادقا وهو يحاول ان يصلح ما دمره سلفه المالكي
لكن الوقائع الان غريبة وتثير الاف التساؤلات اختصرها ببساطة شديدة بهذه النقاط
--- الحكومة تبنت وصايا المرجعية بان لاتتم الاستعانة بتدخل بري غربي او امريكي تحديدا!!!السيد مقتدى يهدد بالويل والثبور في حالة عودة الامريكان!!
---- الجيش وبديله الحالي ((الحشد الشعبي)) اثبت انه غير قادر على تحرير كل المناطق التي تحت رحمة داعش فهو منذ شهور يشن هجمات برية يرافقها غطاء جوي محلي او غربي ولم يتمكن من دخول تكريت وفرض السيطرة الكاملة عليها وكذلك بيجي!!
---في الوقت الذي نسمع عن تقدم الحشد باتجاه الموصل وسيطرتها على الشرقاط ووصولها الى مفرق القيارة تكون هناك اخبار اخرى عن احباط هجوم لداعش على الضلوعية وبلد والدجيل يعني الحشد يتقدم الى الموصل وداعش يتقدم الى بغداد! !!
--- الرمادي هي بيضة القبان لحسم المعركة! سقوطها بيد داعش يضع بغداد في خانة الخطر! وستكون الخلايا النائمة لداعش في بغداد قد تهيئت للمعركة النهائية ..
---داعش انهكت الحشد بفتحها عدة جبهات غير متوقعة عكس ماكان متوقعا بقيامها بالتمركز في الموصل ..وبدلا من تركيز قطعاتها للدفاع عنها نجدها قامت بالهجوم على محاور عدة في الرمادي والفلوجة وهيت وبلد والضلوعية وسد الموصل وتلكيف وغيرها
ولم تعد الحكومة قادرة على اغاثة واسعاف بعض الوحدات او العشائر المحاصرة التي قاتلت الى جنب الحكومة ضد داعش مما ادى الى ابادتهم بعد نفاذ ذخائرهم
لناتي الى الموصل وسهل نينوى
انا كنت من اوائل الناس الذين توقع تحرير مناطقنا بوقت قياسي لو شاءت الحكومة او البيشمركة لان تواجد عصابات داعش كان باعداد قليلة جدا اتخذت وضع الدفاع السيار او راس النفيضة التي كانت مهمتها جمع المعلومات عن تحركات البيشمركة في القاطع
وهذه المعلومات وصلتني من خلال بعض الباقين هناك تلك الفترة التي تلت نزوح الاهالي الى كردستان..وكان من السهل تطهيرها لو كانت هناك نية حقيقية لذلك ..لكن الامور سارت على العكس تماما كما تابعنا تلك الاحداث..حتى تغيرت الموازين بفعل فاعل وايادي خفية
ولسوء تصرف تلك الاطراف دفعت مناطقنا ثمنا غاليا ..فهاجر من هاجر وينتظر من ينتظر الى اليوم عيونه ترنوا للهجرة وقلبه يخفق للعودة على امل ان ياتي ذلك اليوم الذي تتحرر فيه مناطقنا ..
ولكن!!!!!!
يبدوا ان الاجندة سائرة بذلك الاتجاه الذي لانريد الخوض فيه الا مرغمين وواقع الحال غير الامال!!
شيطان في عقلي يوسوس لي
الحكومة وحشدها الشعبي لن تصل الى مناطقنا ربما لسنوات قادمة اذا استمر الكر والفر بينها وبين داعش
البيشمركة قالوها بصراحة على لسان رئيس الحكومة ان ليس واجبا عليهم تحرير الموصل!! وربما يشمل او سيشمل هذا الفرمان سهل نينوى والمناطق الاخرى التي كانت تحت نفوذهم قبل تسليمها لداعش دون قتال
داعش تدمر وتفجر وتسرق وتفرغ البيوت من محتوياتها وتشل كل حركة للحياة مستقبلا فيها
بذريعة قصف اوكار داعش..امريكا وفرنسا تقصف وتدمر الباقي مما لم تقوم به داعش !! يعني فيفتي فيفتي !! احنا ندمر النص وانتوا النص !!
الى اليوم الذي نقرر الحسم على الارض يكون من بقي على امل العودة الى الديار..لايزيد على عدد اصابع اليدين..والرجلين ..
وعندما يعودون سيقفون طويلا على الاطلال ..يلعنون كل اطراف الجريمة
بينما سيضحك هؤلاء بخبث ولسان حالهم يقول
شلون نفهمكم بعد مالكم عيشة بهذا البلد وهذه الارض !! !!
افهموها بقى !!
4653 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع