د.وليد الراوي
لقد خرج الكثير من العراقيين الذين امضوا شهورا وربما سنينا في السجون الاميركية في العراق, وهم اناس بعضهم بريئ وليس لديه اي نشاط معارض لقوات الاحتلال والقسم الاخر معارض يحمل فكرا وطنيا او اسلاميا ولم يمارس اي عمل ميداني ضد القوات الاميركية كما يوجد البعض ممن ساهم بقتال قوات الاحتلال.
خرج هؤلاء وهم في حال غير الحال الذي دخلوا به الى السجون ,حيث المخبر السري الذي ادلى بمعلومات كاذبة كي يحصل على مكافئة غير مجزية , روى لي صديقي المحامي (أ- ر) انه اثناء متابعته لقضية تعويض مادي عن حادث اصطدام عجلة عسكرية اميركية مع عجلة موكله حيث كان استلام مبلغ التعويض من احدى المعسكرات الامريكية في مطار بغداد الدولي وعند استلام مبلغ التعويض الذي هو (10.000 دولار) تكلم معها احد الشباب " المخبرين" واذ يقول له " خالي كم تقرير كتبت حتى يعطوك هذا المبلغ" .
خلال وجودي في الاردن الحبيب , عملت مستشارا لمنظمة " مركز ضحايا التعذيب" والذي كان مختصا باعادة تاهيل المعتقلين من الناحية النفسية , في هذا المركز شاهدت العجب العجاب,اكثر من 5000 قضية لمعتقلين كلهم ابرياء عانوا ويلات التعذيب والاضطهاد في سجون المحتل وبعضهم في سجون حكومة الجعفري والمالكي. سنة ,شيعة ,مسيحيين, من مختلف المحافظات والمدن.
ضرب ,ايحاء بالتغريق , تعليق لساعات طويلة, خلع اطراف واصابع واظافر , تكسيراطراف واسنان, اهانة كرامة الانسان بشكل لامثيل له في التاريخ الانساني والحيواني ,اعتقال اقارب المتهم, اغتصاب زوجته او امه او ابنته امامه, اغتصاب للنساء واغتصاب للرجال,كانت تمارس هذه الاعمال الاجرامية تارة من قبل فنيون متخصصون وشركات وتارة اخرى من قبل من يملئ قلوبهم الحقد " الطائفي" الاسود.
خلال عملي ولاكثر من سنتان , اتصلت بجهات عراقية رسمية وشبه رسمية كثير عسى ان انجح في جعلهم يساندون قضايا هؤلاء الضحايا, يساندون اخوانهم العراقيين وليس مساندة المنظمة , محاولة لتقليل الاذى والضرر الذي لحق بهم عبر دعم مالي بسيط او تبني معالجة مريض او معوق بسبب الاعتقال ولكن دون فائدة.
رتبت مقابلة مدير المنظمة وهو "امريكي الجنسية" مع السفير العراقي الاستاذ سعد وتمت المقابلة ورحب بالوفد وتحدثنا طويلا وطلبنا منه المساعدة في تامين تاشيرت دخول للمنظمة " 3" اشخاص لزيارة السجون العراقية وفعلا ارسل كتاب الى وزارة الداخلية " العصر الصولاغي" وعلى قول احبابنا المصريين " لاحس ولاخبر" فشكرا للسيد السفير السابق الاستاذ سعد على مساعدته.
ثم تكلمتلامع الدكتور (م-ع) من قيادات الحزب الاسلامي في عمان والمقرب من السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية في حينها ووعد بالزيارة والمساعدة وفعلا ارسل السيد ( م.د) وزار المركز في الهاشمي الشمالي واطلع على كافة التفصيلات ووعد بارسال تقريري الى الاستاذ طارق الهاشمي لدعم الضحايا فبدلا من ذلك اخبر الاجهزة الامنية الاردنية بنشاطي وبنشاط المنظمة ( بالطبع , النشاط رسمي واصولي) .
رتبت لزيارة بعض من شيوخ عشائر معروفين " جدا" وحظروا نشاطا للمركز والتقوا بالكادر والضحايا واذا بهم كصاحبنا في الحزب " العيلامي"
يروج الان نية الحزب الاسلامي بتبني قضايا ضحايا السجون فقط اود التذكير , اين كان هذا الحزب( العيلامي) من قضاياهم وانا شخصيا تكلمت عن الموضوع معهم في عام 2008.
دائما صم بكم هي جميع القوى السياسية العراقية حيال هذا الملف والسبب معلوم لان سيدهم اشار لهم بالسكوت وعدم التفوه بكلمة واحدة والا فالبسطال الاميركي جاهز لسحق رؤوسكم ورؤؤس الذين " خلفوكم" كما سحق راس مسؤول الحزب الاسلامي الدكتور محسن عبد الحميد .
اما الان فبعد ان نشر التقرير هنا في اميركا وقامت الدنيا ولم تقعد , انطلقت السن الصم والبكم في الحديث عن الضحايا وبدات بعض القوى في محاولة لتبني الموضوع ولكن اقول : ان الموضوع بدا يكبر هنا في اميركا ككرة الثلج وستصل الى كل من ساهم او أمر او وجه بهذه الاعمال الغير انسانية هنا في اميركا وقبل ان يصل الى العراق الجريح ولنا في صولاغ دريل اسوة سيئة.
الدكتور وليد الراوي
591 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع