جواد عبدالجبار العلي
في أكثر من مناسبة ومؤتمر ولقاء يضع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن النقاط على الحروف، ويؤكد على موضعين مهمين، الأول خطر الإرهاب وكيفية معالجته وقضية العرب الأولى قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي،
وفي آخر حديث له مع رؤساء الوزراء الأردنيين حدد نقاط مهمة في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف الديني، وحجم الأخطار التي تهدد الأمن والسلام الدوليين، وكيف تتم عملية التصدي ومعالجة هذا السرطان الخطير الذي يهدد الجسد العربي برمته، وحدد نقاط مهمه ألا وهي أن الحرب على الإرهاب والفكر المتطرف هي حرب عسكرية على المدى القصير، وأمنية على المدى المتوسط وأيدولوجية على المدى البعيد. إذن هنا حدد الملك جوانب مهمة في المعالجة وكيف تتم هذه المعالجة. أولاً هنا لا بد أن نشير إلى نقطة مهمة، ألا وهي الدعم العسكري للدول التي تعاني من خطر الإرهاب، وخاصة العراق الذي احتلت ثلث محافظاته من قبل عصابات داعش، وقد بادر الأردن إلى فتح جميع مؤسساته العسكرية لتدريب ودعم وإسناد القوة العسكرية العراقية، وهذه بادرة مهمة حيث إن عمق العراق الأردن والخطر الذي استفحل في هذا البلد يهدد دول الجوار، إضافة إلى الوضع السوري الذي يعاني من وضع مأساوي يشترك فيه نظام مستبد وعقلية متطرفة لبعض أطراف المعارضة السورية، وهذا ما زاد الثقل الكبير على الأردن الذي استقبل الآلاف من السوريين الهاربين مما يجري، وهذا بالنتيجه يؤثر بشكل كبير على الإقتصاد الأردني لضعف الدعم الدولي للاجئين السوريين، ولكن القيادة الأردنية واجهت كل هذه الصعاب بروح الأخوة العربية، وتقاسمت رغيف الخبز مع السوريين كما فعلت سابقاً مع العراقيين والفلسطينيين، وأصبح الأردن بلد كل العرب لما يمتاز به من الأخلاق العربية والإسلامية والتسامح، وهذه هي شيم الهاشميين.
إذن الملك عبدالله الثاني عندما يحدد خطورة الإرهاب واعطاء سبل المعالجة ودعم العراق بكل الإمكانيات، ويفتح جميع الأبواب الإقتصادية والسياسية والعسكرية لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد سلامة العراق وشعبه، وهنا لا بد من الطرف الثاني أن يستثمر هذا الدعم اللامحدود من شقيقه الأردني، ويتواصل معه للوصول إلى كسر شوكة التطرف والإرهاب والإستفادة من جميع الخبرات الأمنية والعسكرية التي يمتلكها الأردن، وأن الزيارات المكثفة بين المسؤولين الأردنيين والعراقيين لكلا البلدين والتعرف بشكل واقعي وعملي على ما يجري، وخاصة زيارة وزير الدفاع العراقي إلى الأردن ولقائه مع الملك عبدالله الثاني، وشرح ما يجري في مواجهة خطر عصابات داعش والقدرة العسكرية العراقية، يجب أن تخرج هذه الزيارة بثمار تحدد مسار المواجهة ومعالجة أخطاء الماضي وتهيئة مسلتزمات تدريب القوة العسكرية والأمنية والإستخبارية لبعض صنوف القوى العسكرية العراقية.
إن مبادرة الملك عبد الله الثاني والأفكار والخطط التي حددها في معالجة خطر الإرهاب يجب وضعها في سلم التخطيط والمواجهة، وأن تكون الخطوة في طريق التصدي للفكر المتطرف الذي يسيء إلى ديننا الإسلامي المنفتح و المتطور، وهذه مهمة يضطلع فيها أساتذة الجامعات والمدارس ومراجعنا العظام في شرح أبعاد وخطورة هذا الفكر الذي أساء إلى سمعة الإسلام والمسلمين، وكيف استثمر أعداء المسلمين هذه الصورة التي هي بعيدة كل البعد عن ديننا الحنيف والسيرة النبوية.
إن القطر الأردني الذي يبذل كل الجهد في سبيل دعم اشقائه وخاصة العراق الذي يعاني من خطورة الإرهاب والذي راح ضحيته الآلف من ابنائه، اليوم يفتح أبوابه لدعمه والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الأخطار التي تحيط به، وبتظافر الجهود العربية سوف يتم القضاء على جذور الإرهاب وداعميه.
861 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع