تقديم: أ. د. شموئيل (سامي) موريه
بين الاستاذ الشاعر الدكتور جبار جمال الدين وأ.د. سامي موريه صداقة طويلة الامد تمتد اواصرها الى العائليتين، ويجمع بينهما حب العراق والثقافة العراقية والتاريخ والعادات والتقاليد المشتركة وعشق اللغة العربية وآدبها بالاضافة الى الأعجاب بموهبة صديقنا الشعرية الفذة، فشعره الفياض بالمعاني والصور والرموز والشخصيات التاريخة والتشبيهات الجميلة، ما يأخذك العجب.
فهو نابع من التراث وامجاد علماء الكوفة وتبحرهم باللغة والمعاني. يقول بعض المؤرخين من نقاد الأدب: إن الله حبا ابناء الخلفاء العباسيين بموهبة نادرة من ارتجال الشعر لا نجدها عند غيرهم، وخاصة في نسل أواخر الخلفاء العباسيين من آل السويدي. وقد إلتجأ أحدهم الى مصر ونزل في بيت الشيخ حسن الجبرتي وبهر علماء الأزهر بموهبة ارتجاله للشعر المتين النسيج والمعاني، وهذا ما نلاحظه عند شاعرنا جبار القوافي، فهو يبهرنا بسرعة نظمه وجودته ورقته وغنائيته وبدقة وصفه للشخصيات التي يقرأ عنها، فيرسم لها صورة شعرية حية رائعة عن طريقة القراءة فقط، وكثيرا ما قلت له انه ينظم "بحدس لدني" وهذا ما نعده من كرامات آل البيت ومن المواهب النادرة قديما وحديثا.
ولكن شاعرنا من انصار تحرير المرأة ويرى من مبادئ التحرير نظم قصائد التهاني والمديح فيها. فهو الاكاديمي المثقف المستنير،وشتان بين ما كتب احد المؤرخين قائلا عندما ولدت ابنة للسلطان سليم العثماني فأمر باطلاق المدافع في جميع البلاد احتفالا، فكان تعليق المؤرخ على هذا الحادث الغريب بقوله "لا بد ان هذا من اشراط الساعة". أما اليوم فقد اصبح الامر، بسبب المساواة بين الجنسين من "شروط الصداقة والاخوة التي تربط العراقيين بروابط من الحب والاخاء والود والشعور بالانتماء، ما يعجب له العراقيون وغير العراقيين ولا يستطيعون تفسيره. ترى هل السر كامن في قول امرؤ القيس "إن الغريب للغريب نسيب"، فقد صار العراقيون غرباء مشردين في انحاء العالم، يتعرفون على بعضهم البعض بالحدس او بحبة بغداد او اللهجة الخاصة بهم. حتى في اسرائيل يصيح احدهم اذا ادرك أن من جلسائه عراقي، "والله انت عراقي!"، احب نوري السعيد العراق وحاول ابدال تحريك حرف العين فيه من الكسرة الى الرفع، ليكون العراق رافع الجبين، شامخا أبدا، فخاب الظن، فهل لامجاد العراق العراق من عودة؟ إن الجيل الجديد الصاعد بمواهبه واحتكاكه بالحضارة العلمية الحديثة وتحرره الفكري، لكفيل بان يعيد وحدة العراق واستقلاله وعودة المشردين للبناء والتجديد، فلكل جواد كبوة، مهما كانت عسيرة، فهو سباق في حلبة العلوم والفنون، واثبت علماؤه المشردين في العالم تمكنهم من المشاركة في الحضارة الحديثة ومساهمتهم فيها بصورة مشرفة،
حُيِّيتِ "ألْمَا"
للشاعر الدكتور جبار جمال الدين
قـَرّتْ عُيونُكِ يَا مَايَا بـزَنْـبَـقَـةٍ مِنْ دَوْحَةِ الْعِـلْمِ وَالِايْمانِ وَالأدَبِ
ألْمَا الّتِي أشْرَقَتْ أهْلا بِطَـلْعَـتِهَا بَـيْضَاءَ سَاطِعَةً كَالْلُؤلُؤِ الـرَطِبِ
يَا زَهْرَةً مِنْ زُهُورِ الرّوْضِ يَانِعَةً وَيَا بَرِيقَ هَـوَى قَـدْ هَامَ فِي الْهُدُبِ
هَـلْ أنْتِ إسْتيرُ قَدْ عَادَتْ بِرَوْنَقِهَا أمْ أنْتِ رَاحِيلُ بِنْتُ الْجَاهِ وَالنّسَبِ
نُفُـوسُ أهْـلِيكِ قَدْ طَابَتْ سَرَائِرُهَا لَمّا خَطَرْتِ كَبَدْرٍ حَفّ بِالشّهُبِ
طُوبَى لِسامِي بنِ مُورِيه وَأسْرَتِهِ إذِ انْتَهَى كَـرَمُ الآبَاءِ لِلْعُقَبِ
وَلْتَهْنَئِي أنْتِ يَا مَايَا بِفَاتِـنَـةٍ يَسْعَى لَهَـا الْمَجْدُ إرْثًا مِنْ أَبٍ لأبِ
ألْمَـا أحَيّيكِ عَنْ بُعْدٍ بِقَافِـيَةٍ جَـمِيـلَةِ الْوَقْعِ رَغْمَ الآهِ وَالتّعَـبِ
أدْعُـو مِنَ اللهِ أنْ يُـبـْقِـيـكِ يَانِعَةً مِثْلَ الغَدِيرِ زَهَا فِي مَوْجِهِ الْعَـذِبِ
طَابَتْ لَيَالِي الْهَوَى وَازْدَانَ مَبْسَمُهَا لَمّا اصْطَفَتْكِ الدّنَا مِنْ خَالِصِ الذّهَبِ
وَلْيَحْفَظِ اللهُ سَامِي الخَيـْرِ إنّ لَـهُ فَضَائِلَ جَـمّةٍ تَـبْقَىَ مَدَى الْحُقَبِ
574 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع