نهى الشرنوبي
قالت لي أحدى صديقاتي : بكم موبايلك ؟ قلت لها على ثمنه ، فقالت : أنا اشتريت مثله بأقل من هذا السعر ب500 جنيه لكن دون ضمان ، قلت : لا أنا أهتم بالحصول على الضمان ، فقالت : والله أنت طيبه يا نهى ، "ضمان ايه فى البلد دي" ؟!
قلت : الضمان الذي معي من شركة معروفة ، قالت لي : لا توجد شركة فى مصر إلا وستقول لك عند أي عطل "ده سوء إستخدام" ومن الآخر لا يعرفون القيام بتصليح أى قطعة بالموبايل وإذا تم تصليحه تدفعي سعر قريب من سعره وهو جديد بالإضافة إلى أنه سيخسر مرة ثانية بعد مدة قصيرة .
وبصراحة أعترف أن صديقتي كانت على حق ولم تكن تبالغ كما قلت لها وقتها وأنا كنت فعلا طيبة أوبالأصح ساذجة ففعلا بعد 5 شهور من شرائي للموبايل الذى ضمانه يصل إلى عام فوجئت أن الموبايل لا يشحن وكلمت الشركة الشهيرة فردت عليه خدمة العملاء وبعد سماع موسيقى لا أريد أن أسمعها لمدة 10 دقائق وحوار مع موظف خدمة العملاء لمدة مماثلة ليس له أى قيمة حول من أكون وماذا أريد وما هو رقم موبايلي وما رأيي فى خدمتهم الهاتفية ؟ قال لي يجب أن تتصلي برقم الصيانة رغم أنني قلت له أن موبايلي لا يشحن فى بداية المكالمة ولم يكن هناك أى داعي لحواره هذا معي وكان المفروض أن يصلني داخليا بالصيانة مباشرة .
المهم أتصلت برقم الصيانة الذى أخبرني به فرد عليه بعد سماع الموسيقى وتضييع الوقت وكسب المال من قبلهم موظف آخر قال لي بعد إجراء نفس الحوار الممل الأول يجب أن تذهبي لأقرب موزع معتمد لنا ، فذهبت وقال لي الموزع أتركي الموبايل وأسئلي عنه بعد عشرة أيام وبعد انقضاء المدة المقررة وقبل أن أذهب إليه اتصلت بي موظفة من الشركة الشهيرة وقالت لي بحسم وحزم لا يقبل الجدل أن العطل بالموبايل يرجع لسوء استخدامي ، فقلت لها بإصرار الموبايل ليس به خدش ولم يقع عليه نقطة ماء .
قالت لي بإنفعال : نعم ولكن مكتوب أمامي على الكمبيوتر أنه به سوء استخدام وضرر من الدرجة الثانية ومطلوب 200 جنيه لإصلاحه وأنهت كلامها بنفاذ صبر موافقة أم لا ؟ قلت مضطره ومحبطة هذه المرة : موافقة ، قالت لي لا الموافقة لا تتم بالتليفون يجب أن تذهبي للموزع المعتمد وتدفعي الفلوس مقدما قبل البدء بإصلاح الموبايل ، قلت حدفع قبل الإصلاح ؟! قالت لى النظام كده !! المهم دفعت الفلوس المطلوبة ولم يتصل بي أحد بعدها وكل ما أكلم الموزع فى التليفون لا يرد وأضطر للذهاب إليه مخصوص وأركن سيارتي بصعوبة قريبا منه لأنه بمركز تجاري حوله زحام وذلك من أجل أن أسمع جملة : لم يأتي الموبايل من الشركة وأقول بدوري للموزع كل مرة : لماذا لا ترد على الموبايل حضرتك ؟ ويرد علي : "زي ما أنت شايفة بكون مشغول مع الزبائن" تارة وتارة أخرى يقول لي أصل الموبايل يكون بعيدا عني ، المهم مر شهر كامل وزهقت ، فذهبت إلى فرع من فروع الشركة الشهيرة بمول شهير لأشتكي له .
ففوجئت بمدير الفرع يقول لي بإبتسامة استخفاف لا تفارق شفتيه : احنا فرع مبيعات وملناش دعوة ؟! فقلت له : معنى كلامك أنكم تبيعون الموبايل فقط وليس لديكم خدمة ما بعد البيع ؟! قال لي : عموما كرم وفضل مني سوف أتصل لك بمندوب الصيانة بالمول !! قلت له : فضل منك لماذا طالما الشركة لها مندوب صيانه بالمول ؟! لم يرد وكلم المندوب والذي أبلغه أن موبايلي بالصيانة ومنتظرين موافقتي على زيادة مبلغ إصلاح الموبايل إلى 1000 جنيه بدلا من 200 جنيه قلت له مستنكرة : لماذا ؟! قال لي : لأننا كنا نعتقد أن المشكلة فى تغيير قطعة صغيرة به ولكن بعد تغييرها لم يشتغل الموبايل ولذا سنضطر لتغيير الmother board بالكامل ، فقلت له : لا ، أنا أريد الموبايل وال200 جنيه التي دفعتها ، قال لي : أذهبي للموزع وحاولي استرداد المبلغ منه إذا كان ذلك ممكنا !! .
قلت له : إذا ، أنتم تطلبون من العميل دفع مبلغ صغير للإصلاح "كجر رجل" ثم يزداد المبلغ للأضعاف بعد ذلك مع ترك العميل مدة طويلة يجري ورائكم فيها ، يضطر بعدها لدفع ما تريدون من نقود حتى لا يضيع ما دفعه لكم من مال وجهد ووقت على الفاضي وطبعا هذا فوق فلوس الضمان التي دفعها لكم العميل من قبل بلا فائدة تذكر ، فقال لي ببرود : على فكرة لم أتذكر أن أقول لك أن مندوب الصيانة قال لي أن الموبايل سيرد لك مفككا وليس مجمعا إذا لم توافقي على استكمال أعمال الصيانة به ، قلت له : العيب ليس فيك ولكن المشكلة فى أن الزبون فى بلدنا دائما على حق قبل البيع و"يعمل له البحر طحينة" ولكنه عليه أن يشرب من البحر قدر المستطاع بعد البيع ، ثم تركته وأنا أخطو خطوات سريعة بإنفعال وأقول لنفسي : عموما آخر مرة أدفع فلوس فى ضمان موبايل على الفاضي أو أحاول تصليح موبايل عند هذه الشركات التي لا يراقبها أو يحاسبها أحد .
794 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع