ريهام مازن
راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية، كان ضيف برنامج "حديث اليوم" على قناة (RT، روسيا اليوم) للحديث عن رؤية هذه الحركة لمستقبل الحراك السياسي التونسي خاصة بعد فوز حزب نداء تونس في الانتخابات البرلمانية والرئاسية وعن الدور الذي يمكن أنه تلعبه الحركة في المرحلة القادمة.
قال الغنوشي خلال حوار تلفزيوني مساء الثلاثاء 16 ديسمبر، إن للنهضة مليون ناخب أعطتهم حرية الاختيار، قائلا إن الحركة ليست معنية بالانتخابات الرئاسية لكنها ليست منسحبة منها وحريصة على أن تكون نزيهة وشفافة.
واعتبر أنه من الضروري انتخاب المرشح الأصلح الذي يقدرعلى الجمع بين كل التونسيين ولا يقسم بينهم ويحافظ على الحريات والديمقراطية، واعتبر أن سواء المرشح الباجي قائد السبسي، والذي فاز بمقعد الرئاسة مؤخرا في تونس أومحمد منصف المرزوقي، منافسه، الذي كان، كليهما قادر على تحقيق هذه الضمانات.
ومتعلما من الدرس الذي وقع فيه جماعة الإخوان بعد وصولهم لسدة الحكم في مصر، قال الغنوشي: "من أقوى الشهوات، الرئاسة، والنهضة كبحت جماحها عنها" مشيرا إلى أنه إذا ما تقدمت الحركة للاستحقاق الانتخابي الرئاسي لحصلت انشقاقات وسقطت تونس في ما لا يحمد عقباه.
وهنا تدخلت المذيعة بسؤال الغنوشي حول أوضاع الإخوان في مصر والرئيس السيسي، وأدهشني جدا الرد الذي قاله، حيث وصف ما حدث في مصر بزلزال كبير لم تستطع مصر النجاة منه حتى الآن، أما تونس فقد استطاعت "بالديمقراطية" أن تتغلب على هذه المصاعب!
وقامت المذيعة بسؤاله ثانية، هل ذلك يعني أنكم استفدتم من تجربة الإخوان في مصر، وتلافيتم الوقوع في هذا الشرك؟ فأجاب: "لا شك أن حركة النهضة بالطبع استفادت، لكننا كنا ندرك أخطاء الإخوان التي وقعوا فيها من البداية".. لكن عاد الغنوشي ورفض الوضع المصري الحالي، قائلا إن مصر تعيش حالة من الدكتاتورية، وأن مصر لم تسير في الطريق السليم للديمقراطية المرجوة، ولم تتعلم من الدرس السابق!
ثم هاجم رئيس حركة النهضة بتونس، الأوضاع في مصر، مؤكدا أن أهم درس تستوعبه تونس من التجربة المصرية هو، ألا تسير في طريقها.. ورأى أن من مصلحة تونس أن تقودها حكومة وحدة وطنية لإنجاح الانتقال الديمقراطي... وليس النظام الدكتاتوري في مصر!
وقال الغنوشي إن "تونس الشجرة الوحيدة التي ظلت شامخة في غابة ممتدة من هنا إلى العراق"، داعيا إلى أن يكون الخطاب السياسي خطاب تهدئة ووحدة وطنية.
في حقيقة الأمر ما قاله الغنوشي، هو وجهة نظره الخاصة، التي لن يستطيع أن يفرضها علينا، وأقول للسيد الغنوشي أن مصر لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي سواء لتونس أو أي بلد أخر.
حقيقة مهمة أود أن أوضحها للسيد رئيس حزب النهضة، إذا كانت غائبة عنه، وهو أن تعداد تونس الشقيقة التي يتحدث عنها الغنوشي، لا يبلغ سوى ١٠٫٨٩ ملايين وفقا لتعداد عام (٢٠١٣).. فما يقوله يتناسب مع حجم تونس الشقيقة، أما تعداد مصر وفقا للهيئة العامة للاستعلامات في شهر أغسطس 2014، وصل 95 مليون.. إذن، نحن 10 أضعاف دولتكم يا سيد غنوشي، فلا تصح المقارنة.
الوضع في مصر له طبيعة خاصة، ويحتاج إلى بعض مما وصفته "بالدكتاتورية" التي تسيطر على مقاليد الأمور، وأعتقد أن أربعة أعوام من الفوضى تكفي لكي يحسم الشعب أمره بالشكل الذي يناسبه، فكل مجتمع يرى من وجهة نظره ومن منظور ما يتفق مع احتياجاته!
من قلبي: إذا كان ما وصفه الغنوشي عن الوضع في مصر "بالدكتاتورية" ، أقول له انظر إلى "ديمقراطية" العراق، وسنقول وقتها : "يا أهلا بالدكتاتورية التي تحفظ لنا ماء وجهنا، وتحافظ على تماسك بلدنا ووحدته بشعبه وجيشه".. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والله المستعان على ما هو آت... وكل عام وأنتم بخير بمناسبة أول أيام العام الجديد أعاده الله علينا نحن المصريون، بكل خير وأنعم الله علينا بنعمتى الأمن والأمان... اللهم أمين!
861 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع