د. بشير عبدالواحد يوسف
الحچاية الاولى: عماد في الثامنة والثلاثين من العمر يعمل في الشورجة في بغداد بائع زوالي في محل صغير ورثه عن أبيه في بناية كنيسة الأرمن الأرثوذكس الملحق بها مقبرة قديمة .
عماد يحب هواية تربية الطيور ( يعني مطيرچي) ..... فوق سطح غرف المقبرة بنى عماد أقفاصاً لطيوره ..... سعادتهُ عندما يأتي ولده زياد ذو الاربعة عشر ربيع لمساعدته لانه يتفرغ ساعة زمن ليصعد لطيوره يجهزها بالماء والطعام ويطيرها ويهز لها علمهُ الابيض الذي تعرفه طيوره ..... ذات يوم شتاء مشمس لاحظ عماد لقالق ذكر وأنثى يبنيان لهم عش فوق فنار الناقوس ..... عماد يراقب اللقالق كل يوم عن كثب ويتابع الأنثى وهي تجمع البيض في العش ثم تعاونا في النوم عليه..... في احد الايام خطرت في باله فكرة ان يستبدل بيضة واحدة من بيوض اللقلق ببيضة بطة ونفذ مادار في عقله .... أستغرب ذكر اللقلق البيضة الغريبة في لونها وحجمها وبقيَّ المسكين بين الشك واليقين وانتظر بفارغ الصبر وبعد ثلاثة أسابيع فقس البيض فشاهد وهو في حيرة من أمره فرخ البطة فأندهشَ وترسخ يقينه وصعدت عنده الغيرة والحمية وأخذ يقاقي ويمور ويدور ثم طار وعاد بعد ساعة زمن وبرفقتهِ عشرة لقالق ذكور وشاهدوا فرخ البط وسط أفراخ اللقلق المسكين قاقوا وتفاهموا وقرروا فهاجموا مجتمعين أنثى اللقلق وقتلوها ورموها من فنار الناقوس جثة هامدة ثم قام اللقلق بنقر فرخ البط الى ان قتلهُ ورماه من العش .... شكر مساعدة اللقالق لتخليصة من الزوجة الخائنة والانتقام منها لتكون عبرة للقالق بهز رأسه وصفق لهم بجناحيه لأنهم غسلوا ما لحقه من عار.. عماد يتابع الحدث ويندم على فعلتهِ ويرعى اللقلق وفراخه طيلة فصل الشتاء ولغاية مرحلة الهجرة والعودة للوطن .... من غرائب ما لاحظهُ عماد انهُ عندما تشتد الشمس ساعات الظهيرة أحياناً يذهب اللقلق ويجلب كمية من الماء البارد في منقارهِ ويرشهُ على فراخهِ ويَفرد جناحيه ليظلل فراخه.... سبحان الله الذي زرع الرحمة والحنان وزرع معهاالغيرة والانتقام .
هذه الحچاية الزغيرونة حكاها عماد لكل زبائنه تقريباً وهو مسؤول عن دقتها وصحتها والله أعلم.
755 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع