ألآستاذ فؤاد يوسف قزانجي
العلامة ابو بكر، محمد بن يحيى الرازي ،كان طبيبا فارسيا بارعا أشتهر في القرن العاشر للميلاد ، عاش بين (864-923) ، بالاضافة الى ذلك كان عالما في الكيمياء والتعامل مع المعادن . في الطب اشتهر بكتابه (الحاوي في الطب ) وكذلك في الجامع الكبير وكتاب الادوية المفردة الذي تضمن سردا لاعضاء الجسم، وهو اول من ابتكر خيوط الجراحة .
ولد في مدينة الري قرب (طهران) .درس في بغداد،ثم عاد الى مدينته ليتولى امر المستشفى فيها .
له اسهامات في مجال الكيمياء عندما قسم المواد الى اربعة اقسام هي : المعدنية والنباتية والحيوانية ثم المشتقة . وهو اول من عرف حامض الكبريتيك الاخضر. قال عنه الباحث جورج سارتون : “ ان الرازي كان من اعظم الاطباء المسلمين في العصور الوسطى . ويقول الباحث جيرار كرمانا ان افضل ماكتب كان في الكيمياء في كتابه (كتاب الاسرار) ،كما اشتهرت في اوربا رسالته في وصفه اعراض الحصبة والجدري.(1)
درس الفلسفة والمنطق . واكد في كتاباته :”ان العقل هو المرجع المهم الذي نرجع اليه “ . وله مؤلف في نقد الاديان ، وفي مناقشتها، حيث اكد ( ان الله منح العقل للانسان ليفكر به )،وقد تاثر بالفيلسوفين سقراط وارسطو في الكثير من افكاره الحرة وصار يعد فيلسوفا ايضا، لكنه اختلف مع المشائين في امكان التوفيق بين الفلسفة والدين. ومع ذلك فان معظم كتاباته النقدية مزقت او احرقت، فلم يصلنا منها اي منها .(2)
كما ناقش في كتاب له بعنوان (في النبوة ) فكرة النبوة ،وتسائل كيف يختص الله قوما بالنبوة دون قوم، ويفضلهم على الاخرين ، ويجعلهم ادلة لهم، واحوج الناس اليهم؟ وكيف يؤكد ان بينهم العداوات، وانه يكثر بينهم المحاربات، ويهلك بذلك الناس؟ كما ذكر الباحث عبد الرحمن بدوي ، وخرج بنتيجة ان الرازي كان يشكك في دينه، وعلى ذلك كان البيروني محقا بضلالة الرازي . واشار الى ذلك ايضا الباحث ( بي . والكر ) ،واضاف من الواضح ان اراء الرازي قد تاثرت بالمسيحية أو المانوية المنتشران في بعض انحاء ايران والعراق في عصر العلامة الرازي . (3)
قال الرازي يسخر : ممن التزم دين العجائز فهو الفائز .
وبروى عنه هذه الابيات :
نهاية اقدام العقول بمقال واكثر سعي العالمين ضلال
وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال
ولم نستفد عن بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقال
اتهم رجال الدين من الحنابلة، العلامة الرازي بالكفر تارة ، وتارة اخرى بالزندقة ، واثاروا عليه الرأي العام، فطرد من عمله في ديوان احد الوزراء في بغداد ، وصودرت مؤلفاته ،وضرب بالكتب الموجودة في مكتبته على رأسه طويلا حتى فقد بصره ، ولم يجرأ احدا من اصدقائه وتلاميذه على زيارته ،حتى توفي معدما ومهملا ، على الرغم من انه يعد من ابرز العلماء المسلمين،اذ يعزى اليه اشارته الى وجود الدورة الدموية في الجسم، ومعرفته للجدري والحصبة .
اهم المصادر
1-3 Walker, P. The Political Implications of Al-Razis Political Aspecs of Islamic Philosophy> Cambridge 1992 . P80-85
2- ابو بكر الرازي . موقع www. Yabeyrouth
753 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع