محمد علي الامام
الضباب والعتمه تجتاح المشهد العراقي والاجواء ملبده بالتشاؤم بعد توتر الاوضاع داخل الائتلاف الحكومي والبرلمان وعلى الارض وقد يعتقد البعض انني اميل الى التشاؤم ولكن هذا مايفرضه واقع الحال العراقي ..
الازمات المستمره منذ بداية الاحتلال ولحد الان والتي لم يجرأ احد من الولوج في اي واحدة منها وتفكيكها وحلها مما جعلها الغام على الطريق وضعها دستور اعوج وملغوم وتماهلت الحكومات التي توالت في العراق على مدى اثني عشر عاما تقريبا والتي كانت جميعا صنيعه للاجنبي وولائها للخارج ولجيوب اعضائها ..
حكومة السيد العبادي ورثت وضعا لايحسد عليه فقد اولغ سلفه في الاجرام والسرقه والتآمر وحاول ان يجعل من نفسه ديكتاتورا آخر في مسيرة الانظمه العراقيه اضافة الى عدم وجود جيش وطني يمكن الاعتماد عليه و تولي الرعاع والجهله واللصوص والفاشلين مقاليد الامور وكل همهم المكاسب والولاء للاجنبي وحب المظاهر على حساب البلد الذي بدأت ملامح ضياعه وتفته واحترابه بعضه ببعض لاسامح الله واضحه للعيان ..
الازمه الكورديه
منذ الاحتلال والذي اسس لمحاصصه يبغي منها تقسيم العراق وعزف على وتر الطائفيه والقوميه والاثنيه حتى بدأ الجميع متكالبين الى السيطره على المناطق واحتوائها تمهيدا لضمها الى اليهم مستقبلا لان الجميع ضالع بالمؤامره ويعلم اهدافها ونتائجها النهائيه وقد تحركت قوات البيشمركه الى مناطق كانت خارج سيطرتها وتحت سيطره الحكومه ومنها على الاخص كركوك واجزاء من الموصل وديالى ويطالب الاكراد بضم هذه الاجزاء اضافة الى كركوك الى الاقليم حاليا لتكون جزءا من الدوله الكورديه الموعوده وفي المقابل فان الشيعه يرفضون ذلك ولكن ليس حبا في وحدة العراق ولكن لان هذه المناطق تؤمن لهم موردا ونفوذا اضافة الى مزايدات سياسيه واعلاميه ولكون الكور من اهل السنه اي القضيه تحمل بعدا طائفيا ايضا ,,
اما اهل السنه فانهم منقسمين بعد ما جرى البعض مع العراق الواحد والاخر مع الاقليم او الانصال والجميع لايمانعون من قيام دوله كورديه بمحافظاتها الثلاث الحاليه وهذا التناقض في الرؤى والمطالب وخاصة في بلد يرزخ تحت اطماع خارجيه متعدده لايمكن فيه الوصول الى تفاهمات هادئه وقد مضى على هذه القضيه اكثر من عشرة سنوات دون ان تحقق اي تقدم بل بالعكس فان العلاقه بين الشيعه كقيادات واحزاب واجزاء من الحكومه يقفون بالضد من الكورد بل وصل الامر الى ايقاف التمويلات المركزيه الى الاقليم مما تسبب في ضائقه ماليه كبيره يعاني منها الاقليم حاليا سببها نوري المالكي بعدم حل الاشكالات الكورديه مع المركز والان بدأت حمله ضد الكورد وصلت فيها الامور الى الاصطدام المسلح بين الحشد الشيعي والبيشمركه في اطراف كركوك والتهديد بالحرب ولكن التهدئه التي اعتمدها الكورساهمت في التخفيف من حدة الازمه ممايؤخر الصدام الكبير الذي سيأتي بعد استقلال كوردستان وضم كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها وسوف تكون المناطق المتقاتل عليها وهوالعامل الذي سيسبب اشتعال فتيل القتال بين العرب والكورد .
المحافظات الساخنه
لايمكن نكران الظلم الذي وقع على اهل السنه من قبل الحكومات المتتاليه على العراق ومحاولات اخضاع السنه بالقوه والتهديد وتنصيب قادة شيعه معروفين بولائهم لايران وبطائفيتهم في هذه المحافظات وعمليات الاعتقالات العشوائيه وعدم اجراء المحاكمات الاصوليه والقانونيه لهم بل حتى عدم اجراء التحقيقات الابتدائيه ومن تم التحقيق معهم واطلق القضاء سراحهم ظلوا في الحبس لاسباب طائفيه وفساد اداري ومالي اضافة الى عمليات الاغتيالات المتكرره والخطف والتهديد وعندما قامت المحافظات السته باعتصامات قانونيه ومطالب مشروعه باعتراف المسؤولين الحكوميين قامت الحكومه بمقاومتها بالقوه المسلحه وهذا ماحدث في الفلوجه والحويجه والمحموديه وغيرها ولحد الان لم يحاسب احد على هذه الجرائم بل ولم ينشر التحقيق حولها وغطت الحكومه على جرائمها كما هو عهدها منذ اول حكومه لحد الان وعندما قرر المالكي مهاجمة ساحات الاعتصام التي اشعلت فتيل ثورة العشائر وفشلت الحكومه في ايقاف تقدم قوات العشائر والقضاء عليها ابتكر المالكي وايران وامريكا مايسمى بداعش والتي خدع فيها السنه لانها كانت تظهر وكانها مسانده لهم ولكنها كانت غير ذلك بالتاكيد ..
مايجري الان في هذه المحافظات من تنكيل وقتل واغتيالات ونهب المتلكات وحرق وتدمير دور المواطنين وهدم المساجد وتهجير المواطنين وتسكين الشيعه بدلا منهم واليوم جميع النازحين من مدنهم هم من السنه والمسيحيين والايزيدين والنسبه الاكبر هي من السنه حيث بلغت بحدود اربعة ملايين نسمه وهنا اذكر من لاعقل له ان ماتقوم به هذه المليشيات السائبه والمعروف ولائها واهدافها ستكون حافزا لهذه الملايين القادرة على ان تتنتج على الاقل نصف مليون مقاتل بامكانه ان يصل الى الفاو اذا من تهيئت له الوسائل وهي متوفره وتنتظر الوقت المناسب ولذلك كانت امريكا ولاتزال تؤكد على اشراك السنه العرب في قتال داعش لانهم سوف يكونون مضطرين الى ان يشاركوا داعش اخرى جديده باسماء اخرى لمحاربة الشيعه والانتقام منهم على الافعال التي فعلوها بمدن اهل السنه وتمددهم على بغداد وتمكين الفرس من اجتياح العراق والسيطره عليه ..
المشهد القادم سيكون صراعا شيعيا سنيا كورديا على ارض العراق وسبق لنا وقبل اكثر من عام ان قلنا ان العراق هو ساحة عمليات الصراع العربي الفارسي القادمه وبدأ يظهر بوضوح لان امريكا لاتريد ان تقاتل ايران او ان تشن حربا عليها ولكنها ستدع ايران لمن هو قادر عليها ولستنزف الاطراف جميعا ممالديهم وليكون سعر النفط 25 دولارا كما تريد امريكا ولان تشيع الفوضى في المنطقه اكثر منها حاليا وما نشاهده من مليشيات ايرانيه تحت مسميات عراقيه وهي واضحه للاعمى وهي تنضم للحشد الشعبي الشيعي وهناك اكثر من عشرة الاف من الحرس الثوري الايراني على الاراضي العراقيه الامر الذي دعى احد اعضاء منظمة بدر الايرانيه العراقيه ان يصرح ويقول ان ظهور قاسم سليماني بهذا الشكل في العراق يعتبر اهانه للعراقيين جميعا ..
ومن هذه العوامل وبغياب جيش وطني تسعى كل الاطراف الى عدم وجوده لانه يهدد امارات واقطاعيات ونفوذ وولائات من الشمال الى الجنوب ومصالح دول اقليميه منها عربيه ..
من المستفيد ؟؟؟ بالتاكيد اعداء العراق هم المستفيدين من كل هذا وبالدرجه الاولى ايران لانها تخلصت من عدو لدود وخصم عنيد وتركه مستقرا سيعيد بناء نفسه سريعا ويظهر جبروته من جديد ولهذا بثت السم الاصفر في جميع مفاصل العراق لمنع ذلك وتحت ستار المذهب وحب آل البيت كذبا وزورا ..
والكويت هي المستفيد الثاني لانها تحمل حقدا قديما على العراق ولكي تمنعه من النهوض لمنع اثارة حسابات قديمه كثيره .. واسرائيل التي بشر بزوالها كتاب الله الكريم على يد العراقيين وامريكا التي تعتبر العراق حجر الزاويه في تحقيق الشرق الاوسط الجديد ...
هل نحن مقبلون على حرب اهليه ؟؟
لله دركم ياعراقيين ويا عراق
محمد علي الامام
830 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع