د. عمر الكبيسي
ترجلَّ من أيابِ وارتحالِ أخُ في العزم أصلبُ من جِبال
ترجلَّ ليس من ضَعفٍ ويأسٍ ولا خوفٍ من المرَضِ العضال ِ
وفي الدربين كنتُ له رفيقا تصدى لاحتلالٍ واعتلال ِ
لهُ بالصبرِ باعٌ لا يبارى وعزمٌ لا يَلينُ ولا يُوالي
مضى يزهو بياضاً في نقاءِ به طٌهرٌ من السعيِّ الحلالِ
مضى ورِعاً ولم يُغرى بدنيا ولا طَمَعٍ بجاهٍ أو بمَالِ
مضى فذاً بإبداعٍ ونهجٍ به وصلٌ عروبيُ الخِصالِ
ولم يخضَع لتهديدٍ وحجزٍ ولا نكدٍ بأهلٍ أو عِيالِ
مضى في الدَربِ لا خطراً يبالي بسُوحِ سياسةٍ أو في قِتالِ
أمينٌ في مَسيرتِهِ وضُوحٌ وفي الأزماتِ فصلٌ في المَقالِ
**********
تَمسكّ في ثوابتهِ بعزمٍ فقلَّ مثيلُه بينَ الرجالِ
إذا اشتدت وجدت له خطاب يَحِثًّ بجَمعِهَ نحو النضالِ
وليس كمثله ممن ألفنا بحكمته يجيب على السؤالِ
وإن حاورتَهُ عِلماً تجلى ببرهانِ الشريعةِ والكَمالِ
بحجته يُقوّضّ كل قول ٍ وفعلٍ فيه خَدشٌ باختزالِ
ومِن تَصميمِه بَرَزَت جيوشٌ تقاومُ كلَّ غازٍ واحتلالِ
كتائبُ ثورةِ العشرينَ أبلت بوجهِ الغاصبينَ ولَم تُبالي
وإقدامٌ بروحٍ فيه يَسري وريثُ المجدِ في سُوحِ السِجالِ
أبا الأحرارِ والثوارِ إنا لِما سطًّرت نمضي في وِصالِ
غيابُكَ سوفَ يَمنحنُا صموداً وعزماً لا يُجارى في النِزالِ
**********
مشيناها خطىً كتبت علينا ولن تُثني عزائمَنا الملالي
مشيناها ولن يُجدي خُصوماً تَشَبَّثهُم بخطفٍ واغتيالِ
سنسحقُ غدرَهم والمكرَ فِيهُم وإن جارَت على العَرَبِ المَوالي
إذا حَنَثَوا بِدينِ الله ثأراً وكِسرى عَادَ مفخرةٌ الرِغَالِ
فهذا يومُ رِدَّتِهم جِهَاراً وما دانوا بهِ مَحضَ احتيالِ
سَنسحقَهُم لأنَّ العدلَ فِينا وفُرسُ العَصِرِ تيهٌ في ضَلالِ
كما جرعَ السمومَ لهُم وليٌ سَنسِقِيهُم سِموماً في نِصالِ
سيوقضُ ثأرُهُم فينا جِيوشاً ويصَبحُ فِعلَهُم مًحضَ انفعالِ
سبييلُ العارفينَ يَظِلُّ هِدياً ومكرُ الناكرين الى نِكال
***********
بني وطني كفانا ما حَيينا يشردُنا احتلالٌ باحتلالً
لنا بلد ٌبهِ أمنا ًأشدنا وكنا صفوة ًصفوَّ الزَلالِ
ونحنٌ اليومً بَعضٌ ضدَّ بعضٍ تُفَّرِقُنا السياسةُ باحتيالِ
يُهجّرُّ شَعبنَا والذبحُ فينا على وَضحِ النهارِ وفي الليالي
تشضيَّنا على عِرقٍ ودينٍ أقاليما جُنوباً أو شِمالِ
لقد فقد العراق بناة فخر ولم يبقوا به غير التوالي
اذا بقي العراق اسير قهر وتهجير وعنف واعتقال
فلن يبقى العراق كما ورثنا ولكن سوف يمضي لانفصال
وتعبث نزعة الأطياف فينا ونمضي من قتال لإقتتال
بني وطني كفانا ما افترقنا وما نجتر من نزق الجدال
فلحظة حكمة وقرار جمع كرمش العين من حال لحال
**********
وداعاً يا رفيقَ الدربِ إني بفَقدِكَ من له رِفقُ بحالي ؟
وكنتُ إذا اشتكيتَ اليك وهناً تَزيلُ بكَفِكَ الشافي اعتلالي
فعذراً إن ذوى قلَمي وطِبي لأمرٍ شاءه ربٌّ الجَلالِ
كانك ضيفهُ والله أولى وأدرى في إسطفائِكَ لارتِحالِ
عزائُك خَيرُ برهانٍ وفتوىً لِمَن يَصبو لصُلحٍ باكتمالِ
وجمعُك كانَ أكبرَ من دَليلٍ بأن خطابَكَ الحلُّ المِثَالي
لقد وَفيّتَ ما أذكيتَ وَعياً ومهدّتَّ الوصولَ الى المَنالِ
خُذوا مِن سِيرةِ (الضاريِّ) نهجاً بهِ إنقاذُ شَعبٍ مِن زَوالِ
على النَهجِ الذي أرسيتَ فِكراً نسير الى التحررِ والمعالي
وسَلوَانا بِمَن أودعت فينا (مثنى) في العقيدةِ والعِقالِ
في 14 آذار 2015
750 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع