علي السوداني
ما زالت الصبايا والنسوان السود والسمر والخلاسيات والبرونزيات والشقراوات السمينات منهنّ والنحيفات ، يطلبنَ ودّي وحبّي وصداقتي ومشاركتي صفحتي في غابة الفيسبوك المكتظة أيامها بألف عجيبةٍ وعجيبتين .
تفتتح البنّوتة الشهيّة طلبها بمفردة " هاي " الأفرنجية القحّ ، وإذ تستعمل معها تقنية التطنيش ثلاث مرات ، ستكرر رسالتها عليك مع تعريب السلام وتحويله إلى مرحباً صائحة ، فتعود أنت إلى حرونك وسكوتك ، فترسل المغدورة عنوان بريدها الألكتروني ، وتقول لك حبيبي علّوكي الوردة أرجوك راسلني ، فتواصل أنت الصمت . في ليالي القنوط والبرد الشديد ، تفيض بك الرغبة لأن تقترب من سرّ هذا الجسد الحنطيّ الساخن ، فتردّ على الهاي بالهاي والمرحباً بالمراحب ، وهنا ستطيّر إليك البنت السهرانة ، إضمامة كفٍّ مزروعة فوقها إبهام متعجّب . إنْ سكتَّ ثانيةً فسوف تتلقى وردة ، وإن أجبت بإنجليزية مكسّرة فستكون قد ملكتَ نصف قلب الخلاسية وستدعوك فوراً إلى مخدع صفحتها ، وهناك سيصطدم رأسك بمشروطية المواصلة التي تريد منك قبول طلب صداقتها حتى تتمكن من رؤية محتوياتها . أقصد محتويات الصفحة طبعاً . هنا تحديداً ، ستفور عندك رغبة مروّعة بمواصلة اللعب ، لكن إياك أن ترضخ لشرطها الذي يشبه مشنقة معمولة من حبل مغشوش ، بل اطلب منها صورة تكون بمثابة فاتحة شهية وخير وبركة . ستغيب البربوك عنك وتزرعك بحلق التنّور سبع دقائق مسبّعات ، بعدها ستكون بمواجهة شرسة مع صورتها . في هذه الثنية الطيبة ، سيكون بودّي أحبّتي أن أرسم لكم بحروفي المعلنات ، تفاصيل لطيفة ومشوّقة عن تلك الصورة المذهلة ، إلّا أنّ الأمر سيبدو حتماً غير صالحٍ للنشر .
على باب اللعبة الأخير ، ستشعر بالإنهاك وستهاجمك أعراض تيبّس فقرات الظهر ، مع جبل ثقيل من فقدان الأمل ، فتصدر فرماناً قوياً وحاسماً بالتوقف ونقش نقطة المنتهى .
بمقدورك طبعاً قبل النهاية بقليل ، أن تكتشف شيئاً لطيفاً ومبهجاً ومنعشاً ، وهو أنّ المستطيل الكائن على يمين صفحة هذه الناهد الكاعب ، قد ازدحم بصور بعضها لأصدقاء تعرفهم لحماً وشحماً ووجهاً ، وأخرى لصحبٍ ألكترونيين ، وربما صورة رجل معمّم لحيته تكاد تصل سرّته ، كان قد وافق ممتناً على طلب صداقتها وودّها ويدها بالحلال !!!
527 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع