سرور ميرزا محمود
من يقرأ التأريخ اليهودي ويدرسه بعناية بصورته الصحيحة يلاحظ الدوافع الدينية والأديولوجية لإستخدام المرأة بشتى الوسائل من أجل الحفاظ على الأمة اليهودية ،قديماَ ماعملت ( دليلة ) و (إستير) حسب ما ذكره التلموذ
وتأريخه، أما حاضراَ في اربعينيات القرن الماضي فقد لعبت (ميرا) دوراً مهماً في إغتيال الكونت برنادوت بتأريخ 17 أيلول عام 1948، وهو سليل العائلة الملكية السويدية والوسيط الدولي الذي عيَّنته الأمم المتحدة لحل النزاع العربي – الاسرائيلي، وذلك بسبب اقتراحه أن تكون القدس عربية ،وضم النقب للعرب ، كما لا ينسى دور( غولدا مائير) وما عملته من ضم أراضي عربية بما فيها القدس في عام 1967 عندما كانت رئيسة لوزراء (إسرائيل)، لنصل الى ما ستتضمنه مقالتنا حول حقيقة دور تسيبي ليفني وزيرة خارجية (إسرائيل) السابقة ورئيسة حزب كاديما وعميلة الموساد التي شاركت في فترة الثمانينات من القرن الماضي باغتيال بعض من علماء البرنامج النووي العراقي، والتي ساهمت أيضاً بملاحقة الشخصيات الفلسطينية في أوربا واغتيال أحد قادتها.
نشرت صحيفة التعاون المصرية التي تصدر عن مؤسسة الأهرام بتأريخ 9 آب 2011 مقالة بقلم تامر دياب بعنوان (أسرار إغتيال يحي المشد؟ رئيسة وزراء إسرائيل السابقة أدارت مجموعة الأغتيال التابعة للموساد) وبنفس المضمون (من يحاكم ليفني قاتلة يحي المشد) سلَّط الضوء على وزيرة الخارجية السابقة (تسيبي ليفني) وهي الآن رئيسة حزب كاديما قادت وشاركت خلال عملها بالموساد في الفترة 1980-1984 ضمن مجموعة القتل التابعة للموساد والتي قتلت عالم الذرة المصري (يحي المشد) مع تفاصيل كاملة لطريقة القتل وظروفها، وكان ذلك بتأريخ 13 حزيران 1980.
وقبل أن نضيف معلوماتنا المستقاة من ظروف عملنا المهني والعملي، ومتابعاتنا لما حدث في فترة الثمانينات والتسعينات وما بعدها ماحصل للبرنامج النووي من تدمير نتيجة العدوان في حرب الخليج الثانية وماعملته فرق التفتيش وأساليبها غير المهنية لخدمة دوافع سياسية واستخبارية شاركت فيها القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبتوجيه مباشر وغير مباشر للموساد الأسرئيلي وألاعيبه التي أصبحت مكشوفة ومعروفة عربياً ودولياً، وإستكمالاً لما كتبناه بسلسلة مقالات مضافة لما كتبه قادة البرنامج النووي العراقي وبعض من كوادره المنصفين، فلا بد أن نشير أن محتوى وتوقيت الحدث جديد وبارز في المقالة ألا هو ذكر ليفني ودورها بعد أن تبوأت مراكز سياسية حساسة، وإنها الان زعيمة لحزب مؤثر في الساحة الإسرائيلية.
ولكن من الواضح والأكيد والذي تعلمه كافة الدوائر البحثية الحساسة والاستخبارية، هو دور الموساد في إغتيال العلماء العرب ذوي الإختصاصات النادرة سابقا، ومن المؤكد لن تكون الأخيرة، كذلك تشمل الفلسطينين ذوي المواقع الحساسة والذين لا يتوافقون مع مصالح ومبتغيات إسرائيل.
ولهذا وجدنا من المناسب إضافة معلوماتنا عسى أن تكون رافدا لتشجيع الآخرين وخاصة الكتاب المرموقين بفضح ممارسات الدور الموسادي المخرب لكل من يريد أن يعيش العالم بوضع أحسن، ومعاقبة ومحاسبة أي كان في هرم المواقع نتيجة أعمالهم الأجرامية وكما يلي :
* لا يمكن أن نتصور أن تنشر مثل هذه المقالة في زمن حسني مبارك الذي كان نتيجة لتوافقاته السياسية وارتباطاته، لايسمح بذلك، ولكن الوضع الان مختلف عما كان سابقاَ ، ولهذا نعتقد بأن تسريب إسم ليفني جاء من المخابرات المصرية، ونحن متيقنون بأن المخابرات المصرية تملك معلومات إضافية يمكنها الان إدانة وفضح دور الموساد وبعض أجهزة المخابرات الغربية التي تتعاون بشكل مباشر أو غير مباشر مع إسرائيل بما في ذلك شخصيات مهمة منه موجودة في الساحة الدولية.
* بتأريخ 12 حزيران 2009 إستضاف الاعلامي جاسم العزاوي في برنامجه على شبكة الجزيرة الانجليزية "في داخل العراق" زميلنا في البرنامج النووي العراقي الدكتور عماد خدوري، وكان موضوع الحلقة حول طبيعة ذلك البرنامج ، وفي سياق الحديث تطرق الدكتور خدوري الى أن ليفني حاولت تجنيد بعض الموفدين العراقيين الذين كانو يتدربون في فرنسا وتحديدا في المجمع التقني العلمي في ساكلي ، وأنه عرفها عندما شاهد صورتها بعد أن أصبحت وزيرة خارجية إسرائيل، وهي نفس الفتاة التي كانت في فرنسا عام 1980، وهذا ما يؤكد وجودها بتلك الفترة ودورها الموسادي.
* بعد ستة أشهر من إغتيال المرحوم الدكتور يحي المشد، أغتيل بالسم بتأريخ 13 كانون الأول 1980 المرحوم الأستاذ عبد الرحمن رسول، خبير الهندسة المدنية العراقي، وفي حينها ألقي القبض على ليفني، والمعروفة بحسناء الموساد، وكانت صفتها خادمة أوعاملة تنظيف، وبالرغم من استخدامها اسما مستعارا وهويات غامضة، الا أن الشرطة الفرنسية تعرفت على إسمها الحقيقي، وبالرغم من ذلك فقد تمكن الموساد من إطلاق سراحها وغلق القضية مما يشير الى التعاون المشترك بين الموساد والمخابرات الفرنسية.
* ساهمت ليفني في إغتيال مساعد القائد الفلسطيني خليل الوزير في أثينا عام 1983 وهذه القضية ليست خافية لدى السلطات الأمنية اليونانية .
* بتأريخ 9 حزيران 1981 توفى الدكتور سلمان رشيد، بمرض غامض في جنيف لم يعرف الأطباء سبب وفاته، ويعتقد بأنه أصيب بمرض من نوع فايروسي، وكان المرحوم فيزيائيا متميزاً يشارك في المعهد الاوربي للابحاث النووية (سيرن)، فهل شاركت ليفني بقتله وهل كانت ضمن المجموعة الأوربية للموساد في تلك الفترة؟
المركز الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن" على الحدود السويسرية الفرنسية
وللتأريخ فإن ما أريده هنا هو أن أربط خيوط الموضوع ، لذا إستعنت بالملاحظات وبرؤوس النقاط التي أحتفظ بها، ومن خلال المتابعة لما يكتب حول البرنامج النووي، حيث قرأت قبل فترة طويلة مقالة، بعنوان:
وكانت حول الفصل الكهرومغناطيسي لليورانيوم، ولماذا إختار العراق هذا النوع لتخصيب اليورانيوم، وتطرق بوجود اسرائيليين ذوو درجات عسكرية وعلمية عالية في (سيرن) ، وهنا أيضا يمكن ربط مسألة القتل، حيث كان المرحوم يقضي فترة تدريب لمدة شهر في المعهد، لهذا نتساءل: أياً منهم شارك في القتل بتدبير من الموساد؟
* كما أن السلطات الامنية البريطانية ومخابراتها تعلم تفاصيل ليفني ومسؤوليتها عن البيوت الآمنة في بريطانيا، وتعلم أيضاَ بأنها العضوة النشيطة لشبكة الموساد في أوربا .
* لم تسلم الجهات الايطالية والفرنسية التي لها اتفاقيات نووية مع العراق من التعرض لهجمات الموساد، دون القاء القبض على عناصرها وهي معروفة عندهم، لهذا فقد قام الموساد بتفجير اربع قنابل بتأريخ 7 آب 1980 ، إثنتان منها في مقر شركة سنيا- تكنيت الإيطالية في روما، وثالثة في دار مدير فرع الشركة في ميلانو ، والرابعة في بيت الخبير الفرنسي المتخصص بالمفاعلات النووية فأصابته وزوجته بجروح خطيرة .
كات هدف الموساد إجهاض التقدم النووي العراقي واجتثاثه ، لإعتقاده بأن استهداف رموز الاختصاصات النادرة مثل التصاميم النووية والفيزياء النووية والهندسة النووية، سيؤدي الى إيقاف عجلة النهوض النووي العراقي، ولكن فاتهم بأن خطة تطوير الكادر كانت تسير بتصاعد مذهل للقدرات العراقية ووفق توقيتاتها الزمنية وما خططه قادة البرنامج في منتصف السبعينات لتشكيل قدرات بشرية علمية تأخذ مكانها الصحيح في عجلة التقدم العلمي النووي، حيث كان لنا 60 من ذوي التخصصات المختلفة يتدربون في فرنسا وعدد آخر في إيطاليا، وكانت لنا بعثات تدريبية ودراسية، حيث استطاع العراق الحفاظ عليها وخصوصا في فرنسا بعد مقتل المرحوم يحي المشد، فاتخذت إجراءات لحماية رموز كانت مرشحة للتعرض للإغتيال وتم اسكانهم في شقق السفارة حتى عودتهم الى العراق.
كما أن الموساد فشل في التعرف على مشتريات العراق لليورانيوم من النيجر والبرتغال والبرازيل لنفس الفترة، وكل ما حصل في حينه من قتل وتدمير للمفاعلات التي أنشأت مع الفرنسيين ، في ذلك الزمن وللحقيقة لم يكن العراق قد فكر لبناء مشروعه النووي الا بعد أن قامت اسرائيل بعدوانها لضرب مفاعلي تموز في 7 حزيران 1981 ، وبعدها حصل التغير والتفكير لبناء نشاطه النووي بالقدرة والتفكير العراقي، مما يدلل بأن هناك من الفرنسيين من ساعد الموساد بالقيام بعملياتهم القذرة وليس عن طريق زرع علماء أو إختصاصين عراقيين في جهازهم .
في عام 1990 صدرت الطبعة الأولى من كتاب (عن طريق الخداع.. الموساد من الداخل) وبالإنجليزية By Deception، لمؤلفه فيكتور أوستروفسكي والمولود في كندا من أب كندي وام يهودية وهو مؤمن بالعقيدة اليهودية وتراثها ، حيث ذهب الى اسرائيل للفترة 1969-1971 للخدمة الالزامية العسكرية، وبعدها عاش في الحياة المدنية والتحق للفترة 1982-1986 في الموساد، وترك الخدمة هارباً الى كندا وأصدر كتابه في فترة عودة العراق للضوء مرة أخرى بسبب قضية المتسعات... حيث تشير بعض المصادر والتقارير بمحاولة اسرائيل منعه من إصداره وتهديده بالمحاكمة، لأنه خان الأمانة بسبب كونه ضابط مخابرات! الا ان الطبعة كانت وصلت الى الأسواق وانتشر الكتاب بعدها، حيث وصل الينا في منظمة الطاقة الذرية العراقية، وقمنا بدراسته وهو يتكون من عشرة فصول ملخصها: أقسام الموساد، والأسماء الاولى لرؤوساء الاقسام، وكيفية تدريب الاعضاء على الأسلحة ، وفن التجسس الذي هو تعبير عن الوجود وإثبات الذات والعقيدة النابعة عن تفوق الاسرائيليين عن الأجناس الأخرى، وفيه تفاصيل مهمة عن التقنيات والإختراقات والتدريب، والخداع والغموض والتكتم، والقسم الخارجي، والأبحاث والاتصال مع المخابرات الصديقة والتخطيط للعمليات وجمع المعلومات .. كما إنه يكشف شيئاً عن عمليات الموساد .
وفي الكتاب فصل عن محاولاتهم لإجتثاث المشروع النووي العراقي، وسميت العملية (ابو الهول) يذكر فيها وبشكل مبالغ ومثير وبطولي كيف إستطاع الموساد تجنيد أحد المتدربين العراقيين في فرنسا بإستخدام أساليب الجنس والمال، وإنه، أي المجند، ساعدهم في إعطائهم المعلومات عن برامج التدريب، وإنهم بدورهم تمكنوا في عام 1979 من الوصول لمعرفة الصفقة السرية بين العراق وفرنسا لتزويد المفاعلات النووية وتواريخ إرسال الشحنات، ولهذا تمكنوا من ارسال مجموعة من الموساد، فزرعوا عبوات ناسفة في قلب المفاعل في ميناء الشحن قرب طولون، جنوب فرنسا، مما أدى الى تدمير القلب، حسبما جاء في الكتاب، بينما الحقيقة تفيد إنه تضرر جزئيا وتم إصلاحه.
ويروي الفصل قصة مقتل الدكتور المشد، على أساس أن من أخبرهم بمجيئه الى باريس هو ذلك المجند، وبدورهم كانوا قد إخترقوا البرقيات الفرنسية مع العراق ومكان تواجد المرحوم المشد في فندق الميريديان، فزرعوا أجهزة التصنت، وأرسلوا المومس نفسها التي كانت مرسلة سابقا الى المجند العراقي، أيام محاولة تجنيده ، كما أرسلوا أحد عملائهم لإغراء المرحوم بالمال للموافقة على تغيير تخصيب اليورانيوم الى نوع اخر بنسبة تخصيب واطيء، أي 18% بدلا من 93%، ولكنه رفض وبعد ساعتين أرسلوا إثنين من عملائهم وفتحوا باب الغرفة وذبحوه، حسب قول الكاتب.
كما ذكر الكاتب، مساعدة المجند بإعطائهم خرائط المفاعلين العراقيين في منطقة التويثة، جنوب شرق بغداد، مما سهل عملية الهجوم في 7 حزيران 1981 .
لقد قمنا في المنظمة بدراسة الكتاب وخاصة بما يتعلق بالنشاط النووي وتوصلنا الى أن المعلومات الخاصة بالإختراق والتجنيد عارية عن الصحة، وأنها محاولة للتشكيك والاثارة، ولا يمكن الوثوق بها لأسباب عديدة أهمها: انه لم يكن لدى الاسرائيليين، أو غيرهم، أي معلومات عن البرنامج الوطني الذي إبتدأ بعد الهجوم الاسرائيلي على المفاعلات الفرنسية، في طولون، كما لم نتلق أية معلومات أمنية تشير الى الاختراق طيلة فترة الثمانينات، بالإضافة الى أن من شارك في بناء كافة المنظومات للبرنامج هم من كان متدربا في فرنسا وايطاليا وبعثاتنا وكادرنا القديم، كما ان هذا الاسلوب ليس بغريب عن إسرائيل وألاعيبها الماكرة والخبيثة التي تصور للرأي العام بأنها صاحبة البطولات وإلإثارات، كما هم مؤمنون بتفوقهم على الأجناس الأخرى، ولهذا كانت تحليلاتنا صحيحة ومثبتة، وحتى اليوم لم تستطع اسرائيل وغيرها من إختراقنا بالتجنيد.
ولكن يمكن القول بالتعبير الدقيق لشاهد عاصر كل هذه الأحداث وبرؤية واضحة وصريحة يمكن إدراج مسألتين حدثتا سابقا، الأولى منها أثناء الحصار الشامل الذي كان مفروضا على العراق منذ عام 1990 حتى عام 2003، والثانية بعد الإحتلال الأمريكي، يمكن تسميتها بالتبرع الشخصي وبدوافع مشبوهة ، وتتعلق بـ:
1. ما أقدم عليه خضر عبد العباس بعد عام 1994 أي بعد مغادرة العراق لبرنامجه النووي وما دمرته حرب الخليج عام 1991 وماقدمه العراق وما اكتشفته فرق التفتيش.
2. ماقدمه مهدي العبيدي بعد الاحتلال في عام 2003 من تقديمه لخرائط تصاميم الطارد المركزي والذي كان محتفظاً بها في بيته دون علم الأجهزة الحكومية في حينها.
حيث سيحاسبهم التأريخ لخيانة وطنهم من جهة وخيانة أمانتهم العلمية والمهنية من جهة أخرى.
من الغريب أيضاً في عام 2010 جرى تنقيح الكتاب وعاد الى دائرة الأضواء مرة أخرى حيث تورط الموساد باغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح في دبي، حيث تم التركيز على أن الموساد يملك تقنيات التزوير لإصدار الجوازات والهويات وبطاقات الإتمان ورخص اجازات السوق والهويات المدنية، ولكن الموساد ضرب بالصميم نتيجة البراعة والجهود الإحترافية لشرطة دبي، التي كشفت، بالكامل، عمليات وصول وقتل وهروب منفذي العملية وأصابع الموساد، ولكن السؤال لماذ صدر تنقيح الكتاب في هذه الفترة؟ لكن دور السلطات الإماراتية كان مثيراً للتقدير بالكشف عنهم وتعرية أساليبهم .
عندما ذكرنا في العنوان السياسيين قصدناه تذكيراً بما عملوه، ألم تحتل غولدا مائير أراضي عربية وكم قتلت نتيجة سياسة حكمها؟، وأرييل شارون وجرائمه في لبنان وفلسطين وخارجهما معروفة، وشيمون بيريز أبو البرنامج النووي الاسرائيلي الذي ساهم بدوره بإمتلاك إسرائيل لسلاحها النووي، عدداً وكميةً بعيدة عن أنظار المجتمع الدولي ومواثيقه الدولية ولنقل الرادعة منها، ومناحيم بيغن الذي أمر بقتل العلماء وضرب المفاعلات العراقية، وبنيامنين نتنياهو وغيرهم كثير.
يبقى سؤالنا:
أين وثائق ويكيلكس التي أنارت العالم بتقاريرها الكثيرة ولم تجرأ ان تكتب عن دهاليز السياسة الأسرائيلية وبرامجها وأسلحتها النووية والعسكرية وحتى أسلحة الدمار الشامل التي تحتفظ بها في ترسانتها ؟ .
وأخيرا يتوجب على الكتاب والمحللين إبراز ما أعلنه الموساد من جرائم يندى لها جبين البشربة لتعريتهم ومحاسبتهم، ومن الله التوفيق.
4660 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع