صديق المجله - بغداد
في واجهة المكتبه الوطنيه في طهران يواجه الزائر صندوق بلوري كتب عليه مقدمة الشاهنامه الفارسيه للفردوسي..
والتي تقول ( كيف للعرب الأنذال الحفاة أن يسقطوا إمبراطورية فارس العظمى ؟ , علينا أن نعيدهم إلى الصحراء ) , بهذه الجملة تستقبلك ايران وهي ترسيخ لحلم وهدف ظل ينتقل من جيل الى جيل لغرض اعادة ملك باد وامبراطوريه انتهت وقد صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اذ قال ( اذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده ) صدق رسول الله ,,
منذ ان تولى الحكم في ايران نظام ديني متخلف والذي جيء به من قبل امريكا وبمساعدة الصهيونيه العالميه وهذا ليس تهويل او احتمال او ضربا من الخيال وانما هو واقع لكل مثقف يدرس كيفية وصول خميني الى السلطه وليس هذا بيت القصيد وانما النهج الذي اختطته ايران بعد عام 1979 والاحداث التي شاركت فيها لزعزة امن واستقرار دول المنطقه بل والعالم ..
تعددت الاراء في الاسباب التي تدعو ايران لمثل هذا النهج ىواشعال الفتن والنعرات الطائفيه ومعادات كل جيرانها بدون استثناء وللكثير من دول العالم عدا دول على عدد اصابع اليد الواحده وهي مستفيده من ايران في امور اقتصاديه او كورقة ضغط سياسيه كروسيا مثلا ومن الاراء من يقول :
ان سبب تصرف ايران هذا هو شعورها بالاهانه التاريخيه لسقوط اكبر امبراطوريه في الشرق قبل اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان على يد الفاروق عمر بن الخطاب ورجاله المسلمين الحفاة الانذال كما وصفهم الفردوسي وهذه صفة التعالي والغطرسه التي لم يتمكن الفرس من التخلص منها عبر التاريخ بالرغم من انهم اصغر اقليه في المنطقه قياسا بالعرب والاتراك والكورد وغيرهم .. وتصرفهم هذا لغرض اعادة مجد هذه الامبراطوريه هو كمثل من يحفر بئرا بواسطة ابرة خياطه في وسط الصحراء ..
وهناك رأي آخر يقول انها مؤامرة صهيونيه امريكيه ضد المسلمين بتشجيع الاقليه الشيعيه في المنطقه والتي ظلت تراوح منذ اربعة عشر قرنا بدون ان تتمكن من كسب تاييد او انتماء المسلمين اليها لكونها غير واضحه في طروحاتها وتعرضت الى الكثير من الاختلافات الداخليه وتنوع الاراء والمعتقدات بحيث وصل عدد الفرق الشيعيه اكثر من سبعين فرقه تختلف مع بعضها البعض وتكفر بعضها البعض ولكل منها مهدي موعود وفكر خاص وعقيده وقد قيل في هذا الخصوص وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا كثر الخلاف في امر فتركه واجب ) وقال ( اتركوا الشك الى اليقين ) صدق رسول الله وهذا ماجعلها متقوقعه في اجزاء متفرقه هنا وهناك تحت غطاء الاسلام فتراها علويه في تركيا وسوريه وزيديه في اليمن وفاطميه في مصر واثني عشريه في ايران والعراق واسماعيليه في افغانستان وبهره في الهند ولهذا كانت جميع هذه الفرق منبوذه وغير مقبوله من الناس اضافة الى تهاون بقيه المسلمين مع هذه الفرق حيث استفاد منها اعداء الاسلام بتوظيفها لمآربهم وعلى مر التاريخ من سقوط بغداد مرورا بالفرنسيين في سوريا والانكليز في الاهواز والجزيره والعراق والى الامريكان في احتلال العراق وخير مثال ما يحصل الان في سوريا والعراق واليمن ولبنان اي بالمختصر ان المبادىء والعقيده لاقيمة لها عندهم عدا الوصول الى الحكم والسلطه والمال .
وهناك من يقول ان ماتقوم به ايران هو جزء من مخطط واسع يشمل المنطقه في اشاعة الفوضى وتمهيد لخارطه الشرق الاوسط الجديد وان تكون لها حصة من التقسيم الجديد وان الثوره الايرانيه هي مقدمه للربيع الذي جرى ويجري في المنطقه وبعيدا عن ايران وهي اول فوضى خلاقه ادارها الجنرال ( هويتزر ) من داخل السفاره الامريكيه واستفادت امريكا وحلفائها من تجربة ايران في البلدان الاحقه ولذلك لم تمر نسمات الربيع في العشره الثانيه من القرن الواحد والعشرين على ايران ..
وهناك رأي آخر يقول ان ايران ذات نهج تحرري وعقيده دينيه تحاول ايصالها الى العالم الذي يخشى هذا التوجه ولذلك ناصبها العداء والحرب والعقوبات ومنعها من التقدم ونشر مبادىء الاسلام وفق العقيده الشيعيه التي نسبوها الى آل البيت وقد انفقت ايران المليارات من اموال الايرانيين الفقراء على الدعايه والمطبوعات والمؤامرات والتنظيمات السريه لغرض تحقيق الاهداف وتركت شعبها فقيرا يعاني العوز والجهل والتخلف والامراض ..
مع ملاحظة ان الفكر الشيعي الذي تروج له ايران هو الافكار الصفويه الشاذه عن الاسلام وعن التشيع العلوي العربي الصحيح ومنها ولاية الفقيه وتحريف القرآن واللعن والشتم وتزوير الحقائق التاريخيه وتحريف التاريخ وترويج البدع والخرافات والخزعبلات ..
هناك آخرين يعتقدون بان ماحدث في ايران عام 1979 هو تاكيد لقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ( ان في رأس كل قرن فتنه ) ( وان قرون الشيطان تخرج من هنا ) واشار صلى الله عليه وسلم باتجاه الشرق وان عام 1979 هو يقابل بداية القرن الهجري الخامس عشر بالضبط ويعدون ذلك تصديقا للحديث النبوي وان ماجرى في ايران هو فتنه وشيطان ولهذا يتوقعون لها الزوال بعد صعود .. ولله في خلقه شؤون ...
وفي كل الاحوال فأن ماتقوم به ايران واضح الاهداف والمعالم ومنذ اكثرمن ثلاثة عقود ونصف تقريبا و يبقى السؤال ماذا جنت ايران من كل هذا وماهو مستقبلها وهي تعلم جيدا ان تحقيق الحلم باعادة الامبراطوريه الفارسيه الساسانيه امل ليس بعيد فحسب بل محا ل ,و اما اذا كانت تنفذ مخططا مع الاخرين لايذاء العرب والمسلمين مدمجة جميع ماورد اعلاه في سله واحده عليها ان تنتبه الى ان امريكا وغيرها من دول العالم الكبرى سوف يرمون بها في سلة القمامه بعد ان تصبخ خارج الصلاحيه اشبه بحذاء قديم فقد فائدته ورونقه واصبح مكانه في سلة المهملات وهذا حال التحالفاتىالمرحليه لمصلحه قصيرة النظر تنتهي حال انتفاء الحاجه اليها ..
اليوم وبعد ماجرى ويجري في اليمن السعيد وعاصفة الحزم بدأت الامور بتغير سريع وتطور سريع وكل ذلك لايصب في مصلحة ايران طبعا وان موقف ايران اليوم وحلفائها في المنطقه يمر بصعوبه بالغه بل خطوره كبيره قد تؤدي الى تداعيات اكبر واعنف مما جرى في شباط عام 1979 وتنسحب على لبنان وسوريا والعراق وستكون انتكاسه كبيره لمروجي المذاهب الطائفيه في المنطقه وخساره لايمكن تعويضها بعد مئات السنين وخاصة اذا ماتورطت ايران بعدوان على البحرين او السعوديه وهذا مايبرر تصريحات امريكيه حاده يوم امس حول الدفاع عن دول الخليج وهناك تصريح اخر لمسؤول امريكي يقول فيه ان السعوديه ستفاجئنا بكونها دوله نوويه ..
مع تحيات
1043 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع