فلاح ميرزا
الاعلام فى عصرنا هذا الذى يتميز بقدرته على وصف الاشياء ومن ثم تحويلها الى شواهد وحوادث ومسميات تصلح لان تكون مواد اريد بها ان تكون حسب رغبة صناعها وهم الذىن يتولون اخراجها بصورتها التى نتلقاها ,
اما مدمرة للشعوب او بناءة ومصلحة تساعدها على تجاوز مشاكلها وازماتها بصورة سهلة وغير مضطربة وغالبا قد يتغلب المفهوم الاول على الثانى لذلك تجد ان وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة قد لاتشابه فى مفاهيمها ووسائلها وقد ازدادت فى هذا القرن بصورة غير طبيعية (الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى) عما كان عليه فى القرن الماضى رغم ان القرن السابق شهد احداث دراماتكية تضمنت حروب وثورات وعصيان واضرابات ,ولازالت ماكنته تستخدم فى كثير من المواضيع كاداة للمقارنة ويمكن ان يقال عنه بانه كان اعلاما مبدئيا الى حد ما في مواده ويقدم حقائق ثابته بخلاف مانراه ونسمعه الان عن الاعلام الحالى الذى بدات الدول تتسابق لاحتظانه وتتفنن بالتلاعب في مواده واخراجه الى العلن بطريقة درامكتكية او كوميدية الغاية منها جذب المتلقين اليه كل حسب طريقته فى التقديم فاختيار المعلومة التى ستقدم تتطلب اختيار من يقدمها مذيع او مذيعة ونوعية الاصوات التى يتطلبها الخبر ونوعية الالبسة التى يرتديها كل منهما واضافات جانبية اخرى ترتبط بصورة او باخرى بالمادة التى تقدم ملصقات او افلام خلفية تتضمن موضوعا له علاقة بالخبر وغالبا لاتتشابه الوسائل الاعلامية فى تقديمها لمادة الخبر وكلما توسع الاعلام فى نقل الخبر كلما ازدادت الاضافات الغير حقيقية له بحيث يكون المتلقى مشوش التفكير فى نقل الخبر الى الغيرفالاعلام التجارى لايشبه الاعلام السياسى والدينى والاجتماعى وكل من هولاء يتفننوا فى عرض مادتهم للمتلقى فالاعلام الذى يمثل المؤسسات التجارية والاستثمارية لايتشابه تماما عن غيره من الاعلام الذى تتولاه مؤسسات حكومية الذى اريد به ان يكون بوق للحكام في الدفاع عن مصالحهم التى قد لاتتطابق مع مصالح شعوبهم وهذه صفة يتميز به الاعلام العربى والاسلامى على العكس من ذلك فان الاعلام الاخرالغربى والاشتراكى له من يديره بطريقة ممنهجة سريعة التقبل من متلقيه وسهلة للتداول بين الناس وشهدت احداث الربيع العربى وقبلها غزو العراق اعلاما مبرمجا اشبه بالقنبلة الذرية من حيث السرعة فى التاثير والايذاء وتصديق الاخبار الكاذبة وتكذيب الاخبار الصادقة فاحتلال العراق الغير شرعى اصبح تحريرا للعراق وشرعيا واسقاط انظمة وتغير جغرافية دول بواسطة منظمات قادمة من الخارج عملا مقبولا دوليا وليس عملا ارهابيا وانتهاك اجواء دول بواسطة طائرات حربية تقوم باسقاط قنابل وبراميل وصواريخ على الاحياء السكنية عملا مقبولا وليس محرما ويستحق ثناء الامم المتحدةوتهجير الملايين من ديارهم ليس له رادع ولا معارض له تاثير وفى كل الحالات فان وسائل الاعلام قد تكون هى المستفيده من تلك الحالات لانها بذلك تساعد ماكنتها على العمل وكسب الاموال والمؤدين وكل يوم والاعلام فى شان ففى الربع الاخير من القرن الماضى كانت الشيوعية وانظمتها تتوالى بث افكرها عن طريق وسائلها الاعلامية وكان ذلك خطرا على الراسمالية وانظمتها مما فرض عليها تسليط الاعلام الغربى بكل وسائله لاسقاطها ونجح فى ذلك ثم توالى موضوع اسقاط الانظمة الوطنية فى بداية القرن الحالى تحت مسميات الربيع العربي ومحاربة الارهاب ونجح الى حد ما فى ذلك والان تحول الى التدخل فى محاربة او تاييد مذهب او طائفة ضد اخرى ولا يعرف الى اين ستنتهى ولمصلحة من؟ وفى كل الاحوال فان مفهوم القوى ياكل الضعيف هو مايركز عليه اعلام هذا القرن فالتطور الذى شهدته الصناعات العسكرية يستوجب التخلص من الاسلحة المخزونة لدى الدول الصناعية عن طريق ايجاد مناطق نزاع وحروب ولعل منطقة الشرق الاوسط المتخمة بالاموال بحاجة الى تلك الاسلحة وكان موضوع اسرائيل فى السابق يشكل طريقا بهذا الاتجاه لدى بعض الانظمة العربية فى حين ان موضوع توجه حكام ايران لتوسيع دائرة نفوذهم المذهبى والدينى قد تساعد على جعل انظمة المنطقة لان تكون تحت التوتر والاستعداد للدخول فى صراعات ومنازعات معها وقد تكون عسكرية كما حدث فى العراق وسوريا وحاليا اليمن وهذا هو بيت القصيد حيث سيتم بيع اسلحة ومعدات وامتصاص مليارات الاموال العربية وتلك هى مهمة الاعلام لتمهيد الطريق, ان التاريخ الاعلامى لكل نظام اشبه بصناعة قابلة للتغيير والتحوير شانه شان اية صناعة اخرى تتطور وتتغير بمرور الزمن فى حين ان صناعة التاريخ صناعة تخضع فى مسيرتها الى تغير مسمياتها وحوادثها وشخوصها ومواقعها فالبطل مرة يكون منتصرا وفاتحا وفى المرة الاخرى يوصف بالخائن والفاسد والماجن وصاحب ملذات وخمر وجوارى وكذلك مايقال على ابطال المعارك والفتوحات وللاسف فان الوصف هذا يقودنا الى اصحاب الرسالة الاسلامية تلك الرسالة التى وضعت قيم السماء فوق كل القيم والاعتبارات لذلك اصابت المجتمعات العربية وغيرها بهزة شمولية امتدت الى كل بقاع الارض واخذ بها المؤمن والكافر لما تضمته من شرائع وقواعد لتنظيم المجتمع والانسان وعلاقتهما بالخالق بخلاف السياسة ففى السياسة لاتتشابه الاقوال بالافعال فلكل فرد نزعة بما يعتقده تدفع به الى البر الذى يريد الوصول اليه او الى الهلاك وسواء تعامل مع الدين اومع غيره فالخلفاء الراشدين العظماء لهم من التاريخ صفحات ماسية ما يجعلهم جواهر لاحدود لها من المفاخر وكل الذين يحالون ان يدقوا اسفين بينهم بصورة او اخرى سياسية او دينية فهم لا دين لهم وليس لهم من التاريخ سوى الخزي والفشل ولقد برزت فى الاونة الاخيرة محاولات لتشويه مسيرتهم والتقليل من شانهم والتقليل من الانتصارات والاعمال الرائعة التى حققوها للمجتمات الاسلامية وغير الاسلامية والصاق حوادث وقصص مفركة فى مسيرة حياتهم (الجوارى والخمر والغلمان والعبيد ..الخ) وهذا بالتاكيد واحدة من الوسائل الاعلامية التى تستخدم فى المرحلة الحالية رغبة فى زرع بذور الفتنة والشقاق بين العرب والمسلمين بعضهم مع بعض ولاشك فان للمدارس الدينية دورا فعالا بهذا الشان فالتلمودين والانجليين والصفويين وخبرائهم الاعلاميون يساهمون فى نبش صفحات من تاريخ الصحابة ومن جاء بعدهم من الخلفاء وتشويه مسيرتهم كالذى قام به الخليفة ابو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم وارضاهم والاموين والعباسيون والاخرون من بعدهم من انتصارات وخدمات للانسانية لازالت صفحاتهم مضيئة بالنور والخير
708 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع