الاستاذ فؤاد يوسف قزانجي
اول عالم فلك في العصر الحديث هو الاب او (القس) نيكولاوس كوبرنيكوس (ت1542) البولندي المولد من مدينة (تورون) الواقعة قرب الحدود الالمانية . عاش ضمن عائلة مسيحية متدينة وكان اخوه قد رسم قسيسا قبله ، اما اختاه الاثنتين فقد تبتلتا ودخلتا الى الدير كراهبات.
صاغ كوبرنيكوس نظرية مركزية الشمس، وشرحها في كتابه الشهير (في ثورات الاجواء السماوية) . ثم سعى الى تطوير نظريته التي اساسها دوران الارض والاجرام السماوية حول الشمس . وكان الناس حتى وقته يؤمنون بنظرية بطليموس التي ترى ان الارض مركز الكون وجميع الاجرام تدور حولها . وانفق كوبرنيكوس من عمره حوالي عشرين سنة حتى توصل الى نظريته تلك فاعاد صياغتها وعززها بأدلة علمية في عام 1539 ، وطبعت في عام 1543 .كما القى سلسلة من المحاظرات في روما وذلك في عام 1535 .
وقد عارض ابحاثه بعض من كبار رجال الدين، وكان المصلح الديني مارتن لوثر (1483-1546 ) قد قال ينتقد كوبرنيكوس “ انه الاحمق الذي قلب علم الفلك راسا على عقب .”
في نهاية حياته كان بعض كبار رجال الدين في بلاده ، قد ضاقوا ذرعا باراءه ،فاصروا عليه ان لا يغادر بيته ، ولذلك لم تطبع مجمل نظريته العلمية الا في عام وفاته (1542)، ووصلته نسخة من كتابه الاخير، وهو على فراش الموت ، وفي نفس الوقت كان شونبيرك ،احد الكرادلة البارزين في روما،قد بعث برسالة الى كوبرنيكوس يحثه على طبع كتابه الاخير ، وان خشي ذلك ، فانه يستطيع ان يضع اسمه مع كوبرنيكوس .
كان كوبرنيكوس شخصية متعددة المواهب ،فبجانب اهتمامه في علم الفلك وحركة الاجرام السماوية ،درس اولا القانون في احدى الجامعات حتى حصل على شهادة الدكتوراه ،ثم ارسله البابا لدراسة علم الفلك عام 1500 في احدى كليات روما ،وبعد تخرجه ،درس الطب في جامعة اخرى وصار يعالج الناس شبه مجانا حتى عام 1503 وبعدها عاد الى وطنه بولندا ، وكان قي معظم اوقات فراغه ، منكبا على دراسة حركة الاجرام السماوية . وقد اهتم كورنيكوس بنظرية العالم اليوناني اريستاكوس من ساموس فيما يخص آرائه عن الشمس باعتبارها المركز الذي تدور حوله الارض . وحينما بلغ الاربعين ، كان قد جمع اراءه عن الشمس والفلك في كتيب، قام بتوزيعه على معارفه من العلماء والشخصيات المثقفة ،اذ كان يقضي اياما طويلة وهو يراقب حركة الارض والكوالب ، وكان يجري حسابات فلكية دقيقة . وكان بداية مؤلفاته الابداعية: (حول تطور حركة الاجرام الفضائية ) الذّي تضمن الادلة العلمية على صحة نظريته . وقد اشار الى ان الارض تدور على محورها في الفضاء ، وان الارض والكواكب الاخرى تدور حول الشمس. فلما انتشرت ارائه اساء بعض رجال الدين فهمه وقصده العلمي .
بعد وفاته مباشرة تغيرت نظرة العلماء الى الكون بعد اطلاعهم على كتابات كوبرنيكوس، وكانت نظريته قد فتحت الطريق لمزبد من الابحاث في علم الفلك،واعتبر كوبرنيكوس مؤسس علم الفلك الحديث، وعرف العالم ان الارض كوكب في حالة حركة مستديمة ، محكومة بقوانين طبيعية،نستطيع من خلالها تفسير حدوث الظواهر الطبيعية .
واكمل جزءا من نظريته التي هزت العالم ، كاليلو كاليلي الايطالي . ثم جاء بعدهما بنصف قرن العالم كبلر الذي اكمل جوانبها العلمية،بعد اختراع التلسكوب . واستعملت ابحاث هؤلاء في اول تقويم شبه دقيق وهو التقويم الغريغوري .
اعيد دفن رفات الاب العالم كوبرنيكوس في عام 2010 في كاتدرائية (فرمبورك) البولندية التي كان كوبرنيكوس قسيسا فيها . وقد اطلق اسمه على النظام الاوربي للاقمار الاصطناعية، الخاص بنشر المعرفة ومراقبة مناخ الارض وحركة الكواكب الاخرى، واعتبرت هذه الاقمار عيونا ساهرة على سلامة الارض .
اهم المصادر
1- www.notablebiographies.com
ملاحظة: يرجى الحذر من موسوعة ويكبيديا باللغة العربية، في الموضوعات التي تخص بعض الشحصيات والقضايا الجدلية المسيحية مثل كوبرنيكوس.
1058 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع