صديق المجله - بغداد
ساقني الى هذا الكلام حول داعش وقتال داعش هو الهدف الرئيسي من كل هذا الدم كما يراه المحللون والراسخون في علم السياسه والاستراتيجيات العالميه وخاصة منطقة الشرق الاوسط ومن الطبيعي ان لايشمل هؤلاء منظري اخر زمن من السياسيين العراقيين الاميين والفارغين والذي صرح احدهم قبل ايام قليله في تابين الحكيم حيث قال ( ان خريطة الشرق الاوسط الجديد ستخرج من العراق لانه وسط الجو الملتهب )
وهو طبعا لايفقه ماهو الشرق الاوسط الجديد وماهي خريطته ولايفهم الا في مجال محدد محصور بين الزيارات واللطم واللفط والنهب وايذاء الاخرين .
ولايخفى على الجميع بان العالم كله يدور بدوامة داعش والارهاب والقتال الدائر على ارض العراق وسوريا واحتمالات تطوره وانتقاله الى اماكن اخرى والاخقاقات التي صاحبت العمليات العسكريه في العراق وظهور عنصر جديد في المعادله العراقيه وامتد جزئيا الى الجوار وهو الحشد الشعبي الذي بدا يؤثر في توازن القوى بين ايران والدول المجاوره وحتى غير المجاوره مثل اليمن .
ظهر تقرير دولي وسط حرارة الحملة التى تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم ( الدولة الاسلامية) يحذر من عدم معالجة التطرف بشكل واسع وشامل او اتخاذ قرارات خاطئة يمكن ان تؤدى الى تعميق الشرخ الطائفي في العراق وبالتالي كارثة لا رجعة فيها، وجاء هذا التقرير على شكل وثيقة لمنظمة العفو الدولية تقوم على أساس البحث الدقيق في المناطق التى مزقتها الحرب في البلاد والحسابات الرهيبة للجرائم التى ارتكبت مؤخرا من قبل الجماعات الشيعية المتطرفة على خلفية الحرب ضد ) داعش( ..
تتكئ هذه الجماعات الشيعية المتطرفة على دعم واضح من قبل النظام الايراني عبر وكلاء من ابرزهم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي استهدف السنة تحت مزاعم الانتقام لهجمات ( داعش )، وتقوم هذه الجماعات في بعض الاحيان بابتزاز المال عبر اختطاف الافراد من اسرهم، وفي معظم الحالات يتم القبض على الضحايا تحت وضح النهار من قبل ميليشيات ترتدى الزي الرسمي، وقتلهم بعد ابتزاز اموال كبيرة من أسرهم، وفي مشهد مرعب تصل الجثث الى المشارح بعد بضعة أيام وايديهم ما زالت مكبلة خلف ظهورهم مع أعيرة نارية داخل الراس، اما القوات الحكومية العراقية فهي تسهل ارتكاب الجرائم كما جاء في الوثيقة وتسمح للمليشيات الشيعية الطائفية بالافلات من العقاب .
هذا التقرير يمثل فقط الاحداث التى وقعت في الأشهر الماضية ولم يحتوي على أى شئ جديد ولكنه يذكر بالحريق الطائفي في عام 2006 و2007 بتحريض من قوة القدس «الارهابية» الايرانية التى تحمل اسما لا تمت اليه بصله والتى اجتاحت العراق وانهت حياة الآلاف من الابرياء الى الموت او الهروب، وبرز المشهد الدموي الطائفي في العراق بشكل واضح عندما ارتكبت قوات الأمن العراقية جرائم وحشية خلال القمع البشع للاحتجاجات السلمية في بلدة الحويجة في عام 2013 ناهيك عن مجزرة ايلول عام 2013 حينما اقتحمت القوات الخاصة العراقية مخيم اشرف في محافظة ديالي وقتلت 52 من اللاجئين الايرانيين المقيمين في المخيم، ووفقا لتحقيق مستقل اتضح بانه تم التخطيط للجريمة البشعة بتنسيق من قبل السلطات العليا في مكتب رئاسة الوزراء وسفارة ايران في بغداد .
يتفق اكثر المحللين بان وحشية الميليشيات العراقية الارهابية الموالية لايران هي صورة طبق الاصل من عنف تنظيم ( داعش ) ، وهى تبرهن مرة اخرى بانه بغض النظر عن الدعاية المعلنة الا ان ايران ليس لديها نية لرؤية سلام دائم في العراق وانها تلاحق أجندة متشابكة مع اهداف التحالف الدولي ضد « داعش» ولكنها تحاول التسلل مجددا للسيطرة على الحكومة العراقية .
ويوضح أن الصراع الطائفي الأول وصل للنهاية فقط بعد تصاعد القوة الكبيرة للقوات الامريكية وقوات الصحوة المحلية ولكن في عام 2010 وبعد تأمين المالكي ولاية ثانية كرئيس للوزراء بمساعدة من قاسم سليماني قائد قوة القدس والمنفذ للسياسة الخارجية الايرانية في سوريا والعراق، قدم المالكي فرصة غير مسبوقة لايران بتمكين المليشيات الارهابية الطائفية ودمجها رسميا مع الحكومة، واصبح العنف ضد السنة السمة المشتركة لسياسة المالكي الداخلية، وهكذا خلقت الفجوة الطائفية البغيضة بيئة مثالية لاقامة , الدولة الاسلامية , وقدرتها على الازدهار .
العراقيون لا يريدون تنظيم الدولة او افكاره التى عفا عليها الزمن كما هو معروف ولكن عندما يتم اجبارهم على الاختيار بين الجماعات المتطرفة الشيعية او السنية فان خيارهم سيكون بالتاكيد مع المجموعات التى لا تسبب لهم ضررا اكثر وهي حالة تؤدى الى الانقسام الطائفي ودفع البلاد الى صراعات داخلية عميقة ولذا فان الحملة الحالية غير المتوازنة ضد طرف معين لن تحل سوى نصف المشكلة لان أضعاف جماعة متطرفة لصالح جماعات متطرفة اخرى لن يحل الوضع، وعلى المدى الطويل ستكون هنالك نتائج كارثية سوف تعيد الجميع الى المربع الاول من الصراع ..وبمعنى آخر اي ان انهاء داعش سيقوي الجماعات الشيعيه المتطرفه ولذلك نرى الاهتمام والاندفاع تجاه الحشد الشعبي لغرض خلق قوه شيعيه رادعه ومتطرفه تخيف الاخرين بل تستولي على مقاليد الامور لتشعل حربا ضروس بي السنه والشيعه وتتكرر عاصفة الحزم في العراق حتما .
اذا ارادت الولايات المتحدة انجاح حملتها بشكل صحيح فعليها استهداف الطائفية ككل والتعامل مع ايران على أنها جزء من المشكلة وليس الحل كما هو معلوم وكبح جماح الميليشيات المدعومة من طهران وتفكيكها جنبا الى جنب مع الحرب ضد « داعش» واذا لم يتم عمل ذلك فان الجهد الدولي الحالي سينتهى فقط بنهاية مأسوية هي وضع السلطة مجددا بيد الجماعات الشيعية المتطرفة التى لا تقل وحشية عن « الدولة الاسلامية » واعادة العراق الى الوراء الى النقطة التى أدت الى نشأة « داعش»، وفي هذه الحالة سيضطر المجتمع الدولي وابناء العراق الى دفع ثمن باهظ في الدم والموارد قبل أعادة الامور الى نصابها الصحيح .
ان الولايات المتحده الامريكيه لاترى في ,, داعش ,, تهديدا للامن القومي الامريكي وان رؤيتها بان هنالك سرطان في منطقة الشرق الاوسط ولكنها واوروبا ليست لديهما فكرة عن عمق الشعور بالخلافات في المجال الديني، وان السرطان ليس في داعش فقط بل في المليشيات الشيعيه ايضا ومهما حاول رئيس الوزراء مسك العصى من الوسط لارضاء امريكا وايران في موضوع المليشيات الشيعيه وطلبه عدم نعنتها بهذا الاسم ودمجها مع القوات الامنيه تحت مسميات اخرى ومن هذا نقول للحكومه العراقيه والامريكيه وحلفاءهم ان الوضع تغير بعد عاصفة الحزم وان المعالجه يجب ان تتم باستأصال السرطان من كلتا الجهتين وليس من جهه واحده وان الاجراءات التي ينوي العبادي اتخاذها سوف تكلف العراق وشعبه الكثير من الدم ومن المحتمل جدا ان تكون هناك عاصفه اخرى على العراق بعد سوريا وعندها لن تنفعنا ايران ولا الولي الفقيه ولاغيره وسيكون حال الحشد الشعبي ( المليشيات ) شبيها بالحوثيين في اليمن ..
صديق المجله - بغداد
1038 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع