يحدث في السعودية.. لماذا لا يحصل عندنا؟

                                   

                         عدنان حسين


في السعودية التي لا تُعجب بعضنا ممّن لا يعجبهم الا أنفسهم، أقدم ملكها الجديد مرة ثانية على ما يثير الإعجاب حتى عند الأعداء والمبغضين الأسوياء، فالملك سلمان بن عبد العزيز أصدر منذ يومين مرسوماً بإعفاء رئيس المراسم الملكية محمد بن عبد الرحمن الطبيشي من منصبه لأنه اعتدى على مصور صحفي.

الطبيشي موظف مخضرم في البلاط الملكي السعودي، عاصر العديد من الملوك، ولم يُعرف عنه تصرف خشن مع الإعلاميين وغيرهم كالذي استدعى إقالته في الحال وعلى الفور. الحادث وقع أثناء مراسم استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس في مطار الملك خالد الدولي في الرياض حيث أقدم رئيس المراسم المعزول على صفع أو دفع مصور صحفي.
وهذه هي المرة الثانية التي يتصرف فيها على النحو الملك السعودي الذي لم يمض على توليه العرش غير أربعة أشهر، ففي وقت سابق أعفى الملك سلمان وزير الصحة أحمد الخطيب من منصبه بعد مشادة كلامية نشبت بين مواطن والوزير على خلفية طلب المواطن نقل والده الى أحد المستشفيات بالرياض وإصراره على ذلك.
أهتمُّ بما فعله الملك السعودي لأعيدَ الى مركز الاهتمام التصرفات الخرقاء التي كثيراً ما يقدم عليها مسؤولون كبار في الدولة وحماياتهم من دون أن يعتذر هؤلاء المسؤولون عن أفعالهم وتصرفات حاشياتهم، ناهيك عن الاستقالة او الإقالة من المنصب تحملاً للمسؤولية الأخلاقية في الأقل.
في شهر شباط الماضي وقع لدينا حادث أكبر من حادث مطار الرياض، اعتدى أفراد حماية مستشار الأمن الوطني بالضرب على مجموعة من المراسلين والمصورين الصحفيين كانوا مكلفين بتغطية ندوة حوارية في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية ببغداد، ما أدى الى إصابة مراسلي قناتين تلفزيونيتين نقلا الى المستشفى للعلاج، وحى الساعة لم نسمع بأن الوزير قد اعتذر عن فعلة أفراد حمايته، أو انه قد اتخذ إجراء في حقهم يردعهم وغيرهم في المستقبل.
وفي كانون الثاني الماضي اعتدى افراد حماية وزير حقوق الانسان لدينا على رجال مرور كانوا يؤدون واجبهم في أحد الشوارع في حي المنصور ببغداد، ويطبّقون القانون الذي أراد أفراد الحماية خرقه، وإذ رفض رجال المرور خرق القانون انهال عليهم أفراد الحماية بالسباب والضرب. ومنذ ذلك الوقت حتى الآن لم نسمع ان وزير حقوق الانسان قد اعتذر عن السلوك غير الحميد لأفراد حمايته أو انه قد أمر بطردهم من الخدمة، وهو أقل ما يستحقون عن فعلتهم. أكثر من هذا ان الوزير عندما اشتكى رجال المرور عنده اتهمهم بانهم يتعمدون تأخير مرور موكبه لانهم "بعثيون وصداميون"!
أمثلة الحوادث من هذا النوع كثيرة، تقع يومياً تقريباً في شوارعنا وساحاتنا ومطاراتنا ومستشفياتنا وسواها ممّا يرتاده الناس والمسؤولين وحاشياتهم... ولا أحد يهتمّ بأن يضع حدّاً لها، حفظاً لكرامة الناس وحرصاً على هيبة الدولة وقوانينها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع