كلام في الحب ...

                                       

                        عبدالكريم الحسيني

             

                       كلام في الحب


يعتبر الحب من اقدم العلاقات الانسانيه بين الافراد والبيوتات والمجتمعات هو لغه يفهمها الجميع بالرغم من اختلاف لغاتهم ولهجاتهم واديانهم وطوائفهم  وقد تفهمها الحيوانات ويميل اليها كل قلب وكل جريحه  وهو الحب ذلك المصطلح الذي يوقظ في الانفس الكثير من الحواس والانفعالات والتغيرات بكافة اشكالها من الهادئه الى العنيفه ,,

     

يعرف الحُبّ ُعلى انه ( شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين قابله للاتحاد ، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين.
وتم تعريف كلمة حب لغوياً بأنها تضم معاني الغرام والعله وبذور النبات, ويوجد تشابه بين المعاني الثلاث بالرغم من تباعدها ظاهرياً..فكثيراً ما يشبّهون الحب بالداء أو العله، وكثيرا أيضاً ما يشبه المحبون الحب ببذور النباتات.

  

أما غرام، فهي تعني حرفياً : التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. وتعني أيضاً "العذاب الدائم الملازم" ; وقد ورد في القرآن الكريم : ﴿إن عذابها كان غراما). والمغرم : المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته. وأُغرم بالشيء : أولع به. فهو مُغرم ,,
وقد وضعوا للحب العديد من الاسماء لوصفه والاشاره اليه مثل(المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد). وهناك أسماء أخرى كثيرة التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.
الحب في جميع الاديان مباح ونرى ان اكثر اسماء الله الحسنى تشير الى المحبه مثل ( الودود والرحيم والرحمن والبر) وهناك من الكلمات التي تحرض على الحب مثل تراحموا وتوادوا وتعاطفوا وانما المؤمنين اخوه وكثير مما ورد في السير وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

عن المغيرة بن شعبة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم  فذكرت له امرأة أخطبها فقال فاذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وخبرتهما بقول النبي فكأنهما كرها ذلك قال فسمعت تلك المرأة وهي في خدرها فقالت إن كان رسول الله أمرك أن تنظر فانظر وإلا فإني أنشدك. كأنها أعظمت ذلك. قال فنظرت إليها فتزوجتها فذكر من موافقتها. قال شراح الحديث وأصحاب المعاجم اللغوية بأن معنى يؤدم بينكما هو أن تكون بينكما المحبة ,,

                          

الحب ..هو ذلك الشعور الخفي الذي يتجول في كل مكان ويطوف الدنيا

بحثاً عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس .. ويسحر الأعين ..

ليتسلل بهدوء .. ويستقر في غفلة من العقل ورغماً عنك ..

داخل تجاويف القلب .... ليمتلك الروح والوجدان ..

ليسيطر على كل كيان الإنسان .. والحب هو ذالك الشعور الذي يتملك الإنسان في داخله
ويطوف به العالم حيث يشاء بأفراحه وأحزانه
يجول كل مكان فوق زبد البحر يمشي دون أن يغوص في أعماقه

الحب .. هو ذلك الوباء اللذيذ المعدي الذي يصيب جميع الكائنات بدون استثناء ..
له مغناطيسية تجذب الكائنات إلى بعضها البعض ..
وبدونه لن تستمر الحياة على أي كوكب ..
للحب .. معاني عظيمة وتعاريف عديدة تختلف من عاشق لأخر .. فكل محب لديه تصور وتعريف  خاص لمعنى الحب

                                      

 الحب له الوان وانواع وهو جميل بجميع انواعه لانه فطره الانسان ان يحب والذى اود ان اتحدث عنه هو الحب بين الرجل والمرأة وهو حب جميل وخطير فى نفس الوقت وله عده انواع وبه يرفع ويسعد اناس ويدمر ويشقى اخرين..كل انسان يتمنى ان يجد الانسان الذى يحبه واساس كل حب هو التفاهم والانسجام وتوافق الافكار والاراء وتناسب المشاعر والاحاسيس فمن يبتلى بحب انسان ويتعلق به ولايبادله الطرف الاخر الحب بنفس المقدار والاسلوب يكون نصيبه العذاب والتعاسه ونهايته الى الهلاك سواء فهمه الطرف الاخر او لم يفهم ..وكثير ما يحدث هذا بين اناس يرتبطون وتستمر علاقتهم ومن ثم يبدا احد الطرفين بابتزار مشاعر شريكه ويستغل شده حبه لها او له وتبدا المعاناه والالام ..وهنا تتجلى الانانيه ويتحول الحب الى عقاب وعذاب...والمشكله الاخرى هو ان يصادف هذا الحب عقبات ومصاعب تحول بين لقاء من نحب وهنا تتجلى قيمه الحب ومدى تصديه وتحمله لهذه المصاعب فالحب الحقيقى لا يقف امامه زمان او مكان او اى قوة لانه حتى وان حالت المصاعب بين لقاء الاجساد فلن تقوى على منع لقاء الارواح والمشاعر فمن يحب حقيقه يستطيع ان يعيش مع حبيبه فى داخل وجدانه واعماقه ويحس دائما انه معه فى جميع احواله بل حتى يصبح جزء من كيانه ومرتبط به فى نومه ويقظته وليله ونهاره ما اعظم ان نحب وان نعيش من اجل ان نحب ونعمل على اسعاد من نحب ولكن السؤال الحقيقى من هو ياترى الذى يصبر على بعد حبيبه وفراقه فهى نار مستعره تحرق قلب المحب ولا يطفئها الا لقاء الاحبه الروحى والاتصال بالمشاعر قبل الاجساد فكم من اناس حولنا يعيشون تحت سقف واحد وهم لا يحسون ببعضهم ولا تجمعهم الا اقدار ومصالح ولكن دون احاسيس ومشاعر ..الحب هو ذلك الاحساس الذى نسعى اليه ونحن لا نعلم ما هو مصيرنا قد يكون سعاده واحيان كثيره يكون هلاكنا ولكن لا نزال نبحث عنه على امل السعاده فهو شعور واحساس لا نملك الا ان ننقاد اليه ونصدقه لاننا نحب ان نحب  ,,

                       


من خصوصية العاشق, الخروج عن الحالة  البشرية فليست اللحظة هي تلك اللحظة التي كان يعيشها قبل الحب و بعده .و يكفي أن ترَى من تحب أجمل ما في الكون و بهذا تكون قد حصلت على الأسمى . فالمعنى يتطلب حالة هيجان شديدة في المشاعر .و نهم في الأخذ و و نظره جديدة لكل إيماءة و همسة .
و ما أن يفتر الحب حتى تتبلد الروح و تسقط النفس من برجها العاجي و تذبل.
و السؤال الساذج الذي يطرح نفسه و ربما يروق لبعض الدارسين في علوم النفس أو العاطلين عن الحب بتهمة التبلد الحسي و هو : ما ذا لو كان الحب مجرد فكرة مسيطرة على عقل الإنسان و قلبه؟! و ماذا لو كان هناك من يستطيع التحكم بهما ؟! و كل ما أملكه هو تعليق مقتضب على صيغة سؤال بقولي : ( أهو إنسان فعلا؟! ) أشك في ذلك! .
للحب قيّم أدبية مشروط بها .و هو في نظري ( ذروة الجمال ) و ( شهيّة الحياة ) .و إذ كُنتَ لا تملك شيئا من حطام الدنيا فأنت غنيّ بهذا الحب, و إن كنت تملك عرش المُلك و بلا حب فأنت تعس عبس معقد  وحيدا في  هذه الدنيا . الكثير منا ليس له شريك في عاطفته و لكنه يعيش على فتات هذا الأمل ـ إمّا قصة انتهت و إما قصة يعتقد بأنها ستبدأ في يوم ما ...و لكن الشائع في الأمر بأن الجميع يعتقد بأنه مُحب رغم أن الإثارة الجنسية و الجمالية وحدهما لا تكفيان فهما سرعان ما تنطفئا إن خلتا من مسحوق الحب السحري .أمّا الذين يكفرون بالحب فهم بين مُحبط و بين متبلد حس او فاشل في تجربه سلبيه.  
الحب هو أن يكون من تحب كل شيء في أي شيء... الحب هو أن يكون حبيبك بالنسبة لك الفرق مابين الحياة والموت ... بين أن تكون في الوجود أو ألعدم ... أن يكون من تحــب بالنسبة لك كل الحدود ... وأن   ... تتقبل حبيبك كما هو ... ترى أسواء عيوبه أجملها لديك ... وأن تشعره أنه ليس هنالك في الكون سواه ... هو وأنت فقط ... قلب واحد ... لايشعرك بالدفء سواه في أي ليلة كانت ... وأن كانت ليلة ممطره ...  بارده ... حاره دافئه  ... حزينة او فرحه ..
الحب هو ان يكون المرء عاشق من راسه حتى اخمص قدميه وان لا يرى في الدنيا اجمل من وجه من يحب ولا صوتا احلى من صدى صوت من يحب ان يطير بين عوالم السعادة يستشعر دفء شمس الحب التي لا تغيب و نفحات الحنان التي تداعب الوجدان فلا يستطيع ان يعيش بعيدا عنها ,,
و لكن عندما يجرح الانسان باسم الحب و يفاجا انه اعطى قلبه و وهب روحه للانسان الخطأ تبدأ حينها المعاناة عندما تحس ان قلبك لم يعد ينبض من جديد و كانه لم يعد يعيش بين ضلوعك تستشعر الالم وترتشف كاس المرارة و الحرمان
و تتمنى حينها لو ان الارض تبتلعك او ان تاخذك اجنحة النسيان لتحلق في الخيال لتعيش عالما خاليا من العيوب و النقائص عالم في عقلك انت تحاول عن طريقه ان تلملم باقي اوراقك و تمسك بقلمك و تضع قلبك بين القضبان و تاخذه الى البعيد لانك لم تعد قادرا على الحب من جديد او انك لا تريد ان تجعل قلبك يحب من جديد لان جرحه لم يلتئم بعد لذلك تفضل الرحيل ,,
 انه الحب الذي يجمعنا انه الدفئ الذي يحوينا كل ليله كل صباح  من الشروق إلى الغروب.انه الإخلاص والوفاء ..انه التضحية والكبرياء انه الوعد والعهد..انه الحياة .. انه الوجود هذا هو الحب .. ومعناه هو دافع يدفع المحبوبين إلى الشعور بالارتياح وحب العطاء ولكن للأسف البعض يتناسى معنى الحب النبيل البناء ,, للأسف ..
الحـب ياســـاده ياكـــرام ... هو أصل العشق والغـرام
...الحـب هو الهـوى والهيام ... الحب هو غاية المـــرام..
 ... الحب أسمى من أن يكون ...إحساس بالقلب فقط ...بل يتعدى الحدود والفوارق ...


عبد الكريم الحسيني
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1371 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك