فلاح ميرزا
المعايير التى وضعت لادارة السلطة فى العراق من اطراف دولية لايمكن اعطاءها وصفا دقيقا وفقا لمايشهده العراق والمنطقة من اضطرابات البعض يعزيها الى وضع شعوبها وحالة التخلف السائدة لمجتمعاتها وما ترسخ فيها من مفاهيم وتقاليد ابعدتها عن الحرية وابداء الراي والتمسك بالمعانى التضليلية للسياسة الغربية ومفاهيمها واهمها الديمقراطية التى بشر المحتلين بها العراقيين بعد الاحتلال والتى وضع لها تفسيرا لايعبر عن معانيها الحقيقية
, و نطق بها اولهم رامسفيلد وزير الدفاع الامريكى اثناء عمليات نهب ممتلكات الدولة فى عام 2003 قال عن ذلك بانها الديمقراطية التى حرم منها الشعب العراقى واخرين سياسيوا العصر الحالى ورجال الدين ايضا قالوا عنها بانها تعنى التخلص من النظام والتحرر من المظلومية التى عانوا منها طوال 1400 عام ومثلهم قال بوش الابن ونائبه ديك شينى وتونى بلير وعباقرة البيت الابيض فوكياما وبريحنسكى وكيسنجر واخيرا الرئيس اوباما الذى عبر عنها بتعبير الديمقراطية التوافقية , فالتغير المصطنع الذى اصاب الحكومة باحلال العبادى محل المالكى يدخل ايضا فى هذا المفهوم ولكنه ايضا لم يلغى الوضع الذى سيكون عليه العراق فى المرحلة القادمة فلازالت بالونات المواقف الدولية واولها الولايات المتحدة والدول الاوروبية تتفجر الواحدة تلو الاخرى وهى اشبه ما تكون عليه بالونات اختبار للسياسة الامريكية الخاصة بمشروع الشرق الاوسط ؟ ولا غرابة بالذى حصل فى العراق حصرا منذ 2003والذى سيحصل الان ومستقبلا ,فالاستراتجية الى اطاحت بالفكر القومى العربى ووضعت محله الفكر الطائفى حقق اغراضه مرحليا فى العراق كخطوة اولى على ان يتعبه مشروع تقسيمة الذى اشير اليه بين الحين والاخر بواسطة مسؤولى الادارة الامريكية ولم يلاقى اى ردود فعل رسمية ولا حتى شعبية من العراقيين وتأتى زيارة رئيس اقليم كردستان للولايات المتحدة تأكيدا على اصراره على تحقيق خطوة متقدمة على هذا الطريق وقد تأتى خطوة كتلك فى مرحلة ضياع مركزية الدولة واشتداد الصراع على الزعامات بين الكيانات السياسية وتدخل اطراف غير رسمية فى مسائل الجيش والامن واشاعة الفوضى وارباك اجهزة الدولة قد يساعد بصورة مباشرة على المضى بهذا الاتجاه لذلك تأتى تلك الزيارة باهميتا والاستعداد لها كلما ضعف موقف الحكومة فى مجابهة ازماتها مع نفسها من جهة ومع بقية الاطراف التى تشاركها السلطة من جهة اخرى, ولاشك فأن الادارة الامريكية حاولت يائسة وهى تدرك مسبقا بما يحصل ولكنها لا تلغى النصيحة للحكومة ولكنها تدرك انها تسير فى طريق مسدود لصعوبة التميز بين الموقف الدينى والسياسى الذى تعيشه الاحزاب الدينية,التى وجدت ان من مصلحتها ان يكون الوضع يسير على تلك الصورة التى ترى فيها قوتها فى تعميق الوضع الطائفى عندما تلجأ الى تعميم المناسبات الدينية يقابلها تعطيل لنشاطات الدولة وتقسيم الدول ليس جديدا فقبل العراق كان السودان وإذا كان تقسيم السودان قد تم بقرار من الكونجرس الأمريكي، فهل يكون قرار تقسيم العراق الأخير أيضا قدرا محتوما؟.. وهل يعتبر العراق مجرد محطة مرحلية تليها سورية ومن ثم اقطار عربية اخرى فيطال التقسيم الدول السبعة التي نظر لها مشروع الصهيوني ‘برنـار ليفـيى . وماذا يقول التاريخ القديم والمعاصر؟.. وكيف نسقط هذا المشروع الخبيث ونستبدله بمشروع لمستقبل مشرق جميل قد لا يكون مستحيلا إذا توفرت الإرادة ..وكثر هم الذين اشاروا فى تحليلهم للوضع العربى وقالوا بان معضلة الحكومات لاتكمن فى رفضأو قبول ما تتفضل به عليهم الولايات المتحدة من حلول سياسية لمشاكلهم الاجتماعية المستعصية وأزماتهم الاقتصادية البنيوية، بل تكمن في أنهم لا يعرفون مايردون بغض النظر عن ماتقوله الشريعة. حين ذاك تغيب الدولة سياسيا والشعب يستبدل بالرعية، ليتحول الإنسان من مواطن شريك في تقرير مصيره ومستقبل عياله إلى خروف يعيش في زريبة الراعي.. و بالتالي، هناك فقط الحكام “النبلاء” الذين يديرون مزارعهم الخاصة جدا بمنطق القبيلة وعقلية العصابة، والباقي مجرد قطيع ورعاع كما يحلو للفقهاء أن يسموهم. لكن النتيجة الطبيعية لهذا المفهوم الشعوبي، أدى إلى تقسيم العرب إلى 22 شعبا، يناصبون العداء لبعضهم البعض منذ ‘سايكس – بيكو” إلى عصرنا الحالي وان احلال الفكر القومى الذى دعت اليه الاحزاب القومية لقد جوبه بالعداء البغيض من الاطراف الاستعمارية مما ساعد على تثبيت حالة الانقسام والتخلف والجهل الذى تمسكت به الاحزاب الطائفية على عكس الفكر القومى الاوروبى الذى قاد شعوبهم نحوالتقدم العلمى واقتصادى اى انهم صنعوا مجتمع الرفاهية ولا علاقة لها بالعرق واللغة او التاريخ. كما اعتقد منظرو القومية العربية... كل العلوم وبالاخص علم الاحتماع السياسى تؤكد ان التغيير الصحيح يكون عندما ترقى الشعوب وتتطور اى ان الطفرات التى تحصل على الاقتصاد والصناعة والزراعة تاتى نتيجة الرؤية الحضارية ومشاريع تنوية رائدة تنقل المجتمعات من الفقر والجهل والمرض والتخلف إلى عصر الإنتاج الذي بفضله يتحقق التقدم في كل المجالات، فتذوق الشعوب طعم الرفاهية.. غير ذلك، مجرد شعارات لا تعني ما تقول وقد جربها العرب حد القرف بل زادت شريحة الفقراء اتساعا، وتراكمت أعداد المعطلين عن العمل، واستفحلت المشاكل وتعقدت الأزمات، وبات الأمر يحتاج ااصحاب الخوارق أو عصا موسى لإنقاذ العرب مما هم فيه من عذاب.وبغياب الشعب لايحدث على الارض اى تغير حتى لو امتلئت وسائل الاعلام بالشعارات والمواقف تساعد على ذلك وتفاعل الشعب بهذه الديناميكية، هي التي تحدث التحول في البنى والعلاقات المجتمعية، .والا فان الذى مارسته الاحزاب الطائفية على الارض فاق حتى ماصنعته ثورة اكتوبر فى روسيا والباستيل فى فرنسا والعالم دار ظهرها عليها وهذا السلوك الدولى لايمكن ان يكون كذلك مالم يكون قد اتفق عليه وحروب فى العالم قامت وتدخلت بها الولايات المتحدة بقوة لان منطق حقوق الشعوب الذى قامت على اساسه الامم المتحدة تستوجب ذلك وعليه بما يفسر هذا السكوت واذا تقربنا اكثر للموضوع فاين هى الجامعة العربية ان المواجهات اخذت ابعاد جديدة بعد مجيئ حكومة العبادى الذى بدء وكانه صاحب حلول توافقية تستند بالاساس على نظرية الديمقراطية التوافقية التى اسسها الرئيس اوباما وهى تجيز للطوائف ان تمارس حقوقها بطرق متعددة واولها القوة لذلك اتجه الى مبدء تسليح الطوائف وهو اشبه بخندق مظلم لايرى فيه النور الا بعد فوات الاوان
1033 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع