سلام توفيق
يخطاء من يتصور ان الدول المتقدمة وعلى راسها المانيا دول عدل اجتماعي بالمعنى المتكامل .. فمواطنين هذه الدول ومنها المانيا يعانون بسبب سياسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية مثلا:
لايمر يوم هنا الا ونقراء عن اضراب شريحة معينة مطالبين بحقوق اكثر او امتيازات اضافية او انصاف جهودهم في الحد الادنى..بدءا بمثليي الجنس وانتهاءا بالنازيين الجدد مرورا بكل شرائح المجتمع الاخرى
اليوم اعلن عمال وسائقي القطارات اضرابا جديدا مطالبين بزيادة رواتبهم ..طبعا المسؤولين على شركات النقل العام التي ينتمي لها هؤلاء العمال والسواقين لن يفوتوا هذه الفرصة كالعادةوستقفز اسعار التذاكر 5% او اكثر مع انها ارتفعت في بداية السنة الجديدة.. وهي ترتفع في السنة مابين 2-3 مرات
اي ان الشركة تحقق ارباحا طائلة مضافة مستفيدة من الاضرابات التي تحدث بين فترة واخرى
ايضا ومنذ اسبوعين هناك اضراب لمنتسبي حضانات الاطفال الحكومية مطالبين بزيادة رواتبهم وانا استفسرت منهم فظهر ان اغلبهم يتقاضى راتبا شهريا لايتجاوز 1200 يورو!!!!!! اي انهم منذ 10 سنوات لم تزيد رواتبهم حتى 10 % بينما ارتفعت الايجارات بنسبة 200 % منذ ذلك اليوم الى الان!!!!!
طبعا الغالبية العظمى من عاملي قطاع الخدمات يتقاضون اجورا مماثلة مع استثناءات قليلة جدا ..وهي اجور متدنية جدا قياسا بارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب والضمان الصحي واسعار الوقود والتامين على السيارات
قرات قبل ايام ان هناك 3 ملايين الماني يعملون ساعتين اضافييتينaushilfe لان رواتبهم لم تعد تكفيهم ..والعدد المعلن هو اقل بكثير من العدد الحقيقي وهناك مثلهم او اضعافهم يضطرون للعمل بطرق ملتوية تهربا من نار الضرائب ولتحسين الدخل
ولتعرف حجم المشكلة فان مبلغ 1200 يورو مثلا قد لايكفيك لدفع ايجار شقتك رغم انها لاتتعدى غرفتين من 50 مترا مربعا!!!!!
هناك استياء عام من الوضع الحالي ومن الجميع فاجرة ساعة العمل لازالت كما كانت قبل 10 سنوات بالمقابل هناك قفزات مرعبة في الايجارات وباقي الخدمات
هنا الحكومة تحابي ارباب العمل وكل القوانين لصالحهم على حساب طالب العمل..وبدلا من ان تلجاء الحكومات المتعاقبة الى تحسين اجور العمال بشكل طردي يوازي الارتفاعات المستمرة في الاسعار فانها تحث العامل على ايجاد ساعات عمل اضافية
اما ارباب العمل وبعد ضغوطاتهم على الحكومات لتفسح المجال لمواطني الاتحاد الاوربي بالعمل فقد اغرقوا المدينة بعمال قادمين من شرق اوربا مثل رومانيا وبلغاريا والمجر يعملون مقابل اجور متدنية جدا حتى انك تراهم ينامون في الاماكن العامة او البنايات المتروكة او قيد الانشاء وفي احسن الاحوال يتقاسم افراد ربما يتجاوز عددهم 10 غرفة صغيرة واحدة تسمح لهم بالنوم على التناوب وفي اوقات الفراغ يمارسون عمليات التسول والاستجداء وحتى النصب
لذلك ستبقى لعبة القط والفار بين طالب العمل من جهة والحكومات ومن خلفها ارباب العمل قائمة الى حين والاضرابات مستمرة والاسعار في تصاعد مستمر والاجور تبقى متدنية مادام الحل هو لصالح الطرف الاقوى والخاسر الدائم في المعادلة هو العامل بالاجر
فهل كانت الاشتراكية رحمة للناس ولماذا اذن سقطت في معاقلها؟
وهل ستدور عجلة الزمن وتسحق الراسمالية وتتلاشى ويتلاشى معها نفوذ اصحاب راس المال؟؟
وماذا ستكون المحصلة??ماذا ينتظرنا من نظريات فكرية بشرية؟؟
789 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع