فلاح ميرزا
التاريخ مليئ بالقصص والامثال والعبر وما جاء به كتاب الله خير دليل على ذلك
بعث مرة صديق لي عن قصة طير أراد أن ينزل ويشرب من بركة ماء، لكنه خاف أن يؤذوه البشر، فانتظر حتى رأى شيخا بلحية وعمامة يشرب، فقال لنفسه هذا شيخ طيب ولن يؤذيني إذا نزلت أشرب، فلما دنا من البركة قذفه الشيخ بحجر فقأ بها عينه، فذهب شاكيا للنبي سليمان، فحكم النبي بفقء عين الشيخ جزاء له على ما فعل، إلا أن الطير قال ولماذا أفقأ عينه وهي لم تفعل لي شيئا، إنني أطالب بنتف لحيته وحرق عمامته حتى لا يخدع غيري بهما كما حصل لي .. قول فيه اكثر من معنى وعبرة وفيه الحكمة فى تمكين العقل على العاطفة فى اخذ الاشياء باسبابها واحكامها وكأن الزمن لاينفصل عن الكينونة التى ينطلق منها يبدأ بشئ ثم يعود اليه فمنذ ان كنا اصحاب دين ورسالة تدور فى عقولنا مفاهيم الشريعة وما جاءت به من تطبيقات لبناء الانسان ومن ثم المجتمع الذى هوفيه وما جاء به كتاب الله على لسان رسوله الكريم وضعت المبادى التى تلزم الانسان الى التعامل بها لتحقيق العيش مع الاخرين بصورة تضامنية متبادلة فى الاحساس والحب والمودة, وليس كل ما يقوله من يطلقون على انفسهم رجال الدين يكون ملزم ولعل مثل الطير اعلاه دليل على مخالفته لحكم النبى سليمان القاضى بفقء عين الشيخ فالذى يجرى الان فى العراق بين العراقيين بحاجة الى تمكين العقل فى الحل لحتواء مايجرى لهم من تمزيق لروابط الدين والمودة بينهم وماعدى ذلك فان مستقبل البلد يتجه نحو الضياع وهذا مالم تتمكن عليه قوى الظلام منذ الاف السنين التى جمعتهم فى ارض مابين النهرين ولعل التاريخ يوضح لنا ما فعله المغولى هولاكو بهم بسبب أساءة رجال الدين للغرض الذى اتى من اجله فلو احسن التصرف معه مع تمكين العقل لما جاء من اجله لما حصل الذى يذكرنا بالدمار والقتل للعقلاء والمفكرين واصحاب العلم والقول وما اكثر العبر وقلة الاعتبار فلم يعتبر الزعماء بما ذكره التاريخ ولا حتى السياسين ولا غيرهم بما جاء به كتاب الله واقواله للرسول فلقد ذكره بكلمة قل 309 مرة وبصيغة الامر والتوجية فلو تمسكنا بها لكنا بافضل حال من امم كثيرة اخرى ولاننا ابتعدنا عنها اصابنا الويل ولو فرضنا بان انتزاع الخلافة تم بطريقة لم يتفق عليها فهل يستوجب ذلك اللجوء الى الكفرة لتصحيح ما حصل؟ولو نظرنا الى ماجاء به هؤلاء واولها مخالفة نصوص الشريعة فى بناء الاسرة ثم التصرف بالمال العام واستغلاله للتخريب وليس للبناء وادخال مظاهر العبودية والتخلف للمرأة بطريقة تعاملها مع زينتها ولبسها واعمالها ثم قتل الاخرين من الاديان الاخرى التى اوصى بهم الله بكتابه ثم ازالة موروثات الاقوام الاخرى التى ابقاها الله لتكون شاهد عليهم كالاثار والتماثيل والا لما ذكر الله نبيه سليمان وسخر له الجن لعمل التماثيل ولنبينا ابراهيم ان يرفع قواعد البيت فما يصيبنا هو ماكتب الله لنا وهو مولنا وهو الذى سينصرنا على القوم الظالمين كلام جاء بصيغة المضارع وليس الماضى فعلينا الانتباه للقول الالهى فأن النصر ات وعلى هؤلاء القوم وهم الظالمون
1070 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع