محمد علي الامام*
لقد تعلمنا من التاريخ والاحداث المتسارعه في الشرق الاوسط وكما يقول المثل الشعبي (لايمكن لديكين ان يستمرا في قفص واحد)
وكما اراد الحوثيون ان يغتصبوا السلطه تحت تهديد السلاح الذي لم يكن يشعر به جيران اليمن مع توفر المعلومات الكثيره والدافع والاهداف ولكن هناك حاله اتسم بها العرب وهي ان الرد دائما يكون متأخرا ومهما يكن فقد كانت عاصفة الحزم هي الرد المناسب على تمرد الحوثيين الذين ارادوا ان يلتهموا اليمن كلها او ان ينشئوا دوله داخل دوله على اقل تقدير اذا لم يستطيعوا قرض الدوله كلها ليكونوا دوله داخل دوله كما هو الحال في لبنان وتواجد حزب الله باسم المقاومه التي لم نشهد منها شيئا سوى استعراضات وكلام وشعارات والغايه غير ذلك تماما وهي باتت واضحه وضوح الشمس بالرغم محاولات عدم تصديقها وهي تحقيق المشروع الايراني في المنطقه تحت مظله الدفاع عن المذهب واهل البيت وكأن اهل البيت اصبحوا ملكا خاصا لايران وعملائها ..
حزب الله في لبنان يمثل دوله ايرانيه سوريه داخل لبنان ويشكل مصدر تهديد وخطوره على وحدة لبنان مع وجود السلاح والاموال والقرار المنفرد خارج اطار الدوله وهذا يعني ان حزب الله في لبنان هو بمثابة دوله اقرب للاستقلال منها الى العمل تحت مظلة الحكومه اللبنانيه وتنفيذ اجندات خارجيه وباعتراف واضح وصريح من لدن قيادته .
لقد حدث في المنطقه حدثا قلب المعادله وافشل المخطط الايراني راسا على عقب ومايقوله الحوثيون ونصر الله والبعض في العراق وسوريا ماهو الا تطييب خواطر للاصابه البليغه التي حدثت وماتلاها من تشكيل القوه العربيه للتدخل السريع وانها سوف تكتمل في نهاية حزيران القادم وهنا سيكون للعرب قوه مشتركه تتالف عناصرها من ( مصر الاردن المغرب السعوديه ومجلس التعاون الخليجي وقد تدخل في تشكيلها قوات باكستانيه تركيه وماليزيه اضافة الى باقي الدول العربيه ) وان هذه القوه تمتلك العوامل التي تجعلها قادره على تنفيذ مهام قتاليه لتوفر العناصر الاساسيه وهي السلاح والقوه البشريه والاموال ..
في العراق محاوله يقوم بها عملاء ايران متبعين نفس الاسلوب الذي اتبعه حزب الله في ظاهره الدفاع عن لبنان ضد اسرائيل ثم كشف عن اهدافه بعد ان استقوى وهذا الاسلوب مشابه تماما وهو قيام الحشد بالدفاع عن العراق ضد داعش وفي نفس الوقت سيكون هو القوه الضاربه وبديل عن الجيش العراقي ومن ثم تبدا عمليه لوي الاذرع ومن بعدها فرض الشروط والاجندات ..
اليوم امام القوات العربيه عدا داعش ثلاث محطات مهمه والبعض منها صعبا ولكنه ليس مستحيل وبدون القضاء عليها لن تستتب المنطقه ومايجري الان ليس جديدا على التاريخ فقد ظهرت الكثير من هذه الفرق المتكرده تحت مسميات الدين وهي في باطنها غير ذلك ولذلك فان امام القوه العربيه ثلاث محطات ,, فالمحطه الاولى قد بدأت في اليمن وعاصفة الحزم وسوف تنتهي خلال اسابيع ولكن من هي المحطه الثانيه ؟؟ لقد بدى واضحا ان حسن نصر الله في خطابه الاخير قد بدا يتحسس الهزيمه القادمه التي بدأت تلوح في الافق السوري ولذلك كان خطابه يوحي بان الحرب هي حرب وجود وعرض ودين وكأن الحرب التي كان يتفاخر بها منذ ثلاثين سنه لاعلاقة لها بالدين او الوجود او الوطن وهو يقصد بذلك المذهب ومصالح ايران ومخططاتها والهلال الشيعي ونهاية حزب الله وقد اعترف بذلك صراحة حين قال ان نهاية النظام في سوريا يعني نهاية حزب الله وهذا ما كررنا قوله في عدة مناسبات ..
المحطه الاخيره والتي سيقاتل عليها الايرانيين وعملائهم الى آخر طلقه وآخر جندي هي في العراق وسبب وجود الحشد الشعبي لهذا الغرض وليس كما يدعون وان رئيس الحكومه بين فكي الكماشه الامريكيه الايرانيه والوطنيه وداعش وان داعش ستتمدد في العراق وباتجاه الشرق تحديدا وانها تستخدم اسلوب الاستنزاف وتشتيت القوات العراقيه المتعبه والهزيله وان داعش تضرب في كل مره هدفا جديدا يغير من خطط العراقيين في مجال محاربة تنظيم الدوله وستظل داعش على اسلوب الكر والفر وتنقل الاهداف حتى يترنح الثور لكي تجهز عليه بالضربه القاضيه في بغداد وكربلاء والنجف وسامراء ..
دخول القوات الايرانيه الى الاراضي العراقيه في قاطع ديالى وواسط هو تحسبا لما قد يحدث وهناك دراسة تقول ان مايجري هو سحب اقدام ايران الى الاراضي العراقيه لغرض ان تكون المعركه بينها وبين داعش على ارض العراق وبالتالي تكون نهاية الطرفين بشكل اسرع وانظف لامريكا ..
لبنان هو المرشح ان يكون المحطه الثانيه لعاصفة الحزم ... انتظروا انا معكم من المنتظرين ..
*محمد علي الامام
لواء ركن متقاعد
1107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع