د.علي حسين علي
لانريد ان نخوض في اسباب وتفاصيل ظهور داعش ومن الذي اوجدها وساهم بها وعلاقة الدول العظمى والاقليميه بها فهذا اصبح الزاد اليومي للكثير من المحللين والكتاب ولكن اريد ان اطرق موضوعا اراه لابد منه وبكل صراحه وشفافيه تاركا الخجل والمحاباه في الحديث عن السنه والشيعه والطائفيه ولكونها اصبحت لاتتحمل الصبر لما افرزته من دماء وعذاب ومحن طالت الاخضر واليابس ..
لايخفى على كل ذي بصيره من ان السنه دفعوا ثمن سقوط النظام في 2003 وكان الثمن غاليا جدا من شبابهم ودمائهم واموالهم ووضعوا في صورة الارهابيين والصداميين والمتضررين الذين يبحثون عن مجد ضاع وغير ذلك حتى اثقلوا بهذه وبالرغم من انهم ادوا واجبهم الوطني في مقاومة المحتل وبكفاءه الا ان ذلك لم يكن يرضي الشيعه ولا يرضي امريكا ولايرضي ايران والكويت والاخوه الكورد وبسبب ذلك فقد كون جميع هؤلاء حلفا معلن او غير معلن ضد السنه وحاول بعض السنه ان يرمموا واقع الحال هذا عندما انبرى نفر من حرامية الانبار ليشكل قوات الصحوه السنيه التي كانت محاوله مقصوده او غير مقصوده لاثبات عدم وجود دعم من السنه الى القاعده كما كان يروج الامريكان والشيعه وايران وفعلا تمكنت قوات الصحوه وباسلحه خفيفه وباشهر معدوده من تنظيف كل الغرب العراقي من القاعده وكذلك بغداد وضواحيها ولكنهم كوفئوا بالتهميش والطرد وايقاف رواتبهم وقتلهم وغير ذلك ولقد سمعت باذي حديث بين اثنين من سياسي الشيعه اتحفظ على اسميهمها يقول احدهم ( اذا كان الجيش الامريكي بعظمته ومعه الجيش العراقي والشرطه الاتحاديه غير قادر على انهاء القاعده في العراق ويتمكن عدد من السنه من تنفيذ هذا الواجب الذي اقلقنا سنين وبعده اشهر وبكفاءه عاليه فان هؤلاء قادرين ان يسقطوا الدوله ويعيدوا الحكم للسنه ) هكذا كان تفكير الشيعه الغايه هو حكم العراق باي وسيله وباي طريقه حتى لو كان على جماجم العراقيين ..
واستمر مسلسل التهميش والاقصاء والقتل والاغتيالات والخطف والحوادث التي لم تحسم واحده منها لاسباب يعلمها المسؤولين الشيعه الذين استلموا مناصب امنيه في البلاد وعلى سبيل المثال فان وزارة الداخليه التي يتضمن ملاكها 36 منصب بدرجة مدير عام زائد ثلاثة مناصب وكيل وزاره لم تجد في هذه المناصب ولا سني واحد عدا اللواء غازي حكمت وهو مسيحي واخرج بسرعه لان الامريكان كانوا قد وضعوه في الداخليه وهكذا تم ابعاد السنه من الوزارات الاخرى وهم يعلمون جيدا ان السنه اصحاب الكفاءات والكوادر العلميه وبدأت الهجره الى الخارج حتى قال المالكي لقد قضينا ثلاثون سنه لاجئين فعليكم ( يقصد السنه ) ان تقضو ثلاثين سنه مثلنا حتى تفكروا في حكم العراق .
ثم تداولت الاحداث تكرارا وباسلوب الانتقام من السنه وبطرق مختلفه من العشائر تاره ومن المدن تاره اخرى وقتل مايزيد عن مائة شيخ عشيره سني ووجيه وقتل الاطباء والضباط والعلماء والسياسيين ومعظمهم من السنه حتى افرغوا الوزارات والدوائر واحتلوها بمجاهيل من طائفه واحده حتى اضطر السنه الى رفع راية الاعتصام وقدموا مطالب سلميه معقوله ومنطقيه باعتراف الكثير من سياسي الشيعه والكورد ولم يتمكن نوري المالكي من معالجة الموقف لان ايران لن تقبل ان يحل الموضوع سلميا وتكون فيه خساره لقوة الشيعه وحاول المالكي استفزاز السنه في الفلوجه والرمادي والحويجه والقضايا معروفه واغلق التحقيق فيها كحال الاخريات كما هو معروف ايضا حتى ثارت العشائر ورفعت السلاح وااسقط بيد الشيعه ووصل الذعر اقصى حالاته وبدأت عمليات تهريب عوائل السياسيين والتهيؤ للهروب وباتت العشائر على محيط المطار الدولي وفشلت اكثر من اربعين هجوما على الفلوجه فقط وهذا كان مؤشر يحتاج الى حل وهنا ظهرت داعش لكي تقلب المعادله ووضع اهل السنه في موقف صعب اما مع داعش واما مع الشيعه وتقول القاعده الفقهيه خذو اقل الضررين وكانت داعش ..
لقد اجبر السنه ان يكونوا مع داعش وان لم يكن جميعهم ولكن مع داعش نكاية بالشيعه لانهم تعاملوا مع السنه بوضاعه وعدم مسؤوليه وبدون وطنيه واخوه وهذا ليس تبرير ولكنه الخيار الوحيد الذي اتيح امام السنه اما ان تستباح مدنهم كما حصل في ديالى وتكريت وجرف الصخر واللطيفيه واما الالتحاق بداعش والقتال معها وفي كلتا الحالتين هم من الميتين ولكن مع فرق بين الميتيتين ..
لعبة الانسحاب من الرمادي واضحه والغايه كانت ايجاد تبرير لاشراك الحشد وادخال عناصر ايرانيه في اماكن كانوا يتمنونها منذ 1450 سنه وهذا حلم اولاد فارس ولكن نقول القادم سوف يكون غير ما يتمنى البعض ولكل حادث حديث وتجربة تحرير الانبار وبالاحرى تدمير الانبار قد توقفت وسوف تفشل الا اذا تتم عملية تدمير ممنهجه كما حصل في الحويجه عندما قصفت بصاروخ ارض \ ارض من طراز شهاب 3 ليترك اكثر من 100 قتيل وضعف الرقم من الجرحى ةتدمير حيين سكنيين ... والموقف اليوم لاهل السنه هو :
4,4 مليون نازح حسب الامم المتحده
3,5 مليون مهاجر خارج الوطن
5 مليون متواجد في مدن منها تحت سيطرة داعش واخرى تحت سيطرة الشيعه
عدم تسليح العشائر السنيه للمساهمه في تحرير مدنهم وهذا ليس موقف حكومة العبادي ولكنه موقف ايران
وجود عدد غير قليل من السنه مع داعش ومنهم من بايع تنظيم الدوله على القتال ضد حكومة الشيعه .
المراهنه على قدرة العبادي في التخلص من هيمنة ايران والمرجعيه غير واقعيه ولن يفعلها ..
هل هناك من يلوم اهل السنه عندما يذهبوا باتجاه داعش ولايحق لاحد ان يلوم الشيعه عندما يذهبوا الى ايران ؟؟؟؟
سؤال من السهل الاجابه عليه وهي غياب الوطنيين وغياب العراقيين واصبح البلد بيد العملاء والشراذم والساقطين
القادم اخطر بكثير من الماضي وسوف نتذكر حقيقه علميه وهي ( لكل فعل رد فعل مساوي له بالقوه والاتجاه ) وسيكون فعلا قويا فعلا لن يبقي ولايذر وستنجح عملية استدراج ايران لقتال داعش على ارض العراق حتى تطرق داعش ابواب ايران في عقر دارها ويسقط النظام الفاشي المتخلف الذي نشر الفوضى والبلبه والقتل وثقافة الاختطاف والتهميش والعداوه ....
وسوف نصحى يوما لنجد داعش يطرق ابواب منازلنا لغرض بحثا عن الروافض كما يسميهم لغرض تهيئتهم للذبح وبايدي عراقيه وكل ذلك من شين الافعال التي قاموا بها مع الاسف ... ليس المقصود كل الشيعه ففي الشيعه رجال اخيار ووطنيين اكثر من الجميع ولكن المقصودين معروفين جيدا ...
893 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع