شخصيات بغداديه في الذاكره / ٥ الفنان الساخر عزيز علي

          

     شخصيات بغداديه في الذاكره / 5الفنان الساخر عزيز علي

   

       

ظلت بغداد ترفد الحياة بالكثير من المبدعين في شتى المجالات العلميه والادبيه والسياسيه وكانت نبراسا لكل العرب وغير العرب وخاصة في مرحلة نشوء الدوله الحديثه في النصف الاول من القرن العشرين الذي كان انتاجه غزيرا في شتى المجالات واشتهر بالعديد من الشخصيات التي ظل المجتمع العراقي خصوصا والعربي عموما يتذكرها ومن هذه الشخصيات البغداديه التي لعبت دورا فنيا وسياسيا في وقت واحد واجتذبت الكثير من الجمهور وحشدت الجماهير نحو الحريه وضد الاحتلال البريطاني الاوهوالفنان المنولوجست الساخر (( عزيز علي )) الذي احتل مكانة واسعه على صعيد الساحه الفنيه في الاذاعه العراقيه وفي بدايتها ..

عزيز علي عبد العزيز علي حاتم بن هانىء ولد في منطقة الكرخ محلة الشيخ بشار عام 1911 ودرس الابتدائيه والثانويه المركزيه ودار المعلمين وعين في عام 1937 في دائرة الكمارك وتنقل بالوظائف العامه الى الاعمار ثم الاذاعه ثم عوده الى الاعمار وملاحظ في السفاره العراقيه في براغ وتونس ثم انهيت خدماته طردا واعيد الى الخدمه عام 1963 من قبل الرئيس عبد السلام عارف وعين في وزارة الثقافه وعهد اليه عام 1968 بتاسيس مدرسة موسيقى الاطفال ..

تعرض عزيز علي الى الكثير من المضايقات والاعتقال فقد سجن عام 1941 لاشتراكه بحركة مايس كما سجن في منتصف السبعينات بعد ان فتحت  صناديق الامانه في مصرف الرافدين والتي لم يراجعها اصحابها لمدة 25 سنه كما تنص التعليمات فوجد في احداها قائمة اسماء المحفل الماسوني العراقي وفيه اسم عزيز على واعتقل على اثر ذلك لمدة سنتين اطلق سراحه بعدها واحيل على التقاعد..

قلما تجد فنانا تجتمع فيه الخصال : الشعر والموسيقى والاداء والصوت وهو يتحدث 5 لغات عدا العربيه وهي : الانكليزيه ، الروسيه ، الالمانيه ، الكرديه ، الفارسيه وقد قدم اول منولوج بصوته في الاذاعه العراقيه عام 1936 وكانت منولوجاته تمتاز بالطابع السياسي لتلك المرحله واتسمت يالاستمراريه حتى باتت تنطبق في كل الاوقات والازمان وهناك من كان يغني المنولوج مثل المرحوم علي الدبو والمرحوم حسين علي ولكنها كانت تحاكي العادات والتقاليد والنصائح ومعالجة الحالات الاجتماعيه الضاره والامراض وغيرها ..

     

لقد كان عزيز علي ناقدا سياسيا كبيرا عن طريق المنولوج وكان يقدم فقرته الغنائيه كل يوم اربعاء من دار الاذاعه العراقيه وفي احد ايام الاربعاء من عام 1956 وهو يقوم باداء فقرته لاحظ من خلف الزجاج العازل بين غرفة البث وغرفة المهندس وجود الباشا نوري السعيد وهو ينظر اليه وبعد قليل دخل المندس ناجي صالح وهمس في اذن عزيز(اوراق الشعر مالتك شايله وياك ؟) فاعطاه الاوراق ولاحظ ان الباشا يقرأ ما فيها وقال الباشا :

( لكم هذا يقرأ من گلبه )..

گالوله لاباشا هذا هو يألف وهو يلحن وهو يغني ..

وبعد انتهاء الفقره گال الباشا صيحوا اريد اشوفه وگاله الباشا:

(ابني انت شدعوه هالگد متشائم وداتبچي الناس ؟  شويه افراح  .. انت شتشتغل؟؟

گاله عزيز موظف بالكمارك..

گال الباشا حلو وچماله موظف وهز بايديه وخرج )..

يقول المرحوم عزيز لم انم تلك الليله وفي الصباح وانا في الدائره رن جرس الهاتف واذا بالسيد (خليل ابراهيم ) مدير الدعايه العام وهو يطلب منه الحضور الى مجلس الوزراء لان الباشا يريده وقد اعتقد الباشا انه شيوعي وذهب مع السيد خليل الى القشله ودخلوا على الباشا ورحب بهم وجلسوا وقال شتشربون ؟ ثم قال:

(يابه شلون تگول على مجلس الوزراء مجلس اشرار ؟.

گاله عزيز على مجلس الامن!!.

باشا گال ولك اني غشيم داتعبر علي هاذا الحچي ؟ غني بفرح خلي الناس يتونسون شنو مظلمه كلها بچي مو صار سنين كله بچي .. يله روح على شغلك )..

وبقي معه مدير الدعايه العام الذي اخبر عزيز لاحقا ان الباشا تأكد من انك لست شيوعيا وهو معجب بك كثيرا ..

وعلى اثر ذلك طلب عزيز من مدير الدعايه شطب اسمه من البرنامج و فعلا لم يحضر في الاسبوع التالي وكانت جريدة الاهالي قد هاجمت نوري سعيد حول هذه الحادثه ولذلك قرر عزيز العوده الى تقديم برنامجه وادى اغنية (انعل ابو الفن ) وفي حديث للمرحوم مصطفى جواد ( قال كنت عند الباشا نوري سعيد وفتح الراديو وكانت اغنية عزيز على انعل ابو الفن واكملها الباشا للاخر وعندها قال سمعت دكتور هاذا ابن ال ... دايشتمني ..وضحك )  ..

https://www.youtube.com/watch?v=J4-gvaKWqzE

غنى عزيز علي عدد كبير من المنولوجات واشتهرت اكثرها وحفظها الناس عن ظهر قلب ومنها:

السفينه ، صلي على النبي ، الدكتور ، البستان ، الشيطان ، الراديو ، القبول ،الطاوه ، تهنه بالهل بيده وضيعنه ، كل حال يزول ، منه كله منه ،شوباش ،انعل ابو الفن ،هذه السنه سنه ،اليحچي الصدك طاگيته منگوبه

له ولد استشهد في الحرب العراقيه الايرانيه اسمه عمر وتوفي هو في 24 تشرين الاول عام 1995 وحيدا مغمورا دون ان يتذكره احد حاله كحال المبدعين من العراقين ولم يترك مالا  ولااملاكا بل ترك تراثا حيا لايزال يردده الكثير من عشاق منولوجاته .... رحم الله عزيز على وطيب ثراه
مع تحيات ... عبد الكريم الحسيني        

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

760 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع