فلاح ميرزا
هذه الدنيا التى يوصفها البعض بالدنيئة لم يسلم منها احد من البشرخيرا او شرا ومع ذلك لم يكف عن السعى فى الاستزادة منها والله يرسل الشدائد فيها رحمة بالعباد ,
وابتلاء البشر بما وقع عليهم من مصائب لاتحل الا بالرجوع الى تاريخنا المليئ بالقيم والمعانى التربوية والايمانية فنحن اولى بايجاد الحلول لبلدنا ولشعبنا وان لانكون شماعة للغير الذى يريد بنا السؤء فلولا ثرواتنا لم يلتف علينا احد فالموضوع اكبر مما نتصوره انه ابتلاء ولكنه اختبار من الله سبحانه وتعالى الذى قال(ولنبلونكم حتى يعلم المجاهدين منكم والصابرين .. ولنبلونكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون )والتاريخ يقول بذلك فالشعوب والامم تحاربت و تنازعت فيما بينها بدافع التسلط والشهوات وحب السيطرة والناس كانوا وقود لها في وقت لم يكون هناك اى اعتبار للمفاهيم الانسانية ولا حقوق تستوجب رعايتها واحترامها ورغم ان ذلك ليس ببعيد عما ذكره التاريخ حول مستقبل العالم من الدراسة التى وضعت في نهاية القرن الثامن عشر والتى كشف عنهامخترع احجار الشطرنج وليم كارصاحب كتاب (الشيطان امير العالم , وضباب احمر فوق امريكا) الذى اعتبره المفكرون صوت النذير لعقلاء العالم لكى يتحدوا فى مسيرة الخير لدحر قوى الشراللئيم فى حين اتخذه وايزهاويت برنامجا لمستقبل العالم من خلال انشاء جماعة النورانيين واوضح فيه سلم العمل بما جاء فيه للسيطرة على العالم من خلال التوغل فى المجتمعات واختيار الاذكياء واصحاب المهارات والسيطرة على المال والاعلام واستخدام الرشوة والفساد ووضع العالم تحت خيارين الاول الراسمالى بواسطة نظرية انكلز والثانى الشيوعى بواسطة كارل ماركس , وكذلك توقع فى عام 1958 باحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة تسبقها اضطرابات وصرعات وشعارات وظهور قوانين اقتصادية ومالية جديدة تحت مسميات غامضة (النظام الدولى الجديد والعولمة وصندوق النقد الدولى وبنوك المال والاستثمار) الى جانب ظهور جماعات تحمل شعارات ثورية تحولت تدريجيا الى ارهابية مع تسليط الاعلام على الظواهر الدينية المسلحة وازدياد الفساد والرشوة والتهجير للناس من دولهم مع اشاعة علامات لظهور المسيح الدجال وبث الرعب مابين الناس واخيرا يقول بنهاية الاديان ما عدا لدين اليهودى وتلك خرافة تناولها الكتاب القديم ( جماعة التنوير) وتلك هى جماعة لا تكشف عن نفسها ولا تظهر بصورة علنية وانما تعمل من خلف الكواليس وتسعى الى نشوب حروب ونزاعات مابين الدول ليخلو لهم الامر بالنهاية ولا شان للامم بما يجرى بل دورها سيكون توفيقى كما هو الان بالنسبة للامم المتحدة التى لا علاقة لها بقرارات الدول الكبيرة وانها تقع تحت سيطرتها واظهارها بحالة من الضعف تجاه ما يصدر عنها من قرارات كالتى تخص حقوق الانسان ووضع النازحين والاعتداات الجوية على دول واحتلالها وهذا مما يدفع العالم الى عدم الثقة بما يصدر عنها من قرارات لذلك فان الذى وقع على العراق سوف لن تغيره لا المؤتمرات التى تقام هنا وهناك تحت غطاء محاربة الارهاب ولا تصريحات السياسيين التى امتلت وسائل الاعلام بها , وان الذى اصاب العراقيين سوف لا تغيره تلك المؤتمرات لا مؤتمرباريس ولا غيره لانها عقدت ليس لحل المشكلة وانما لتحويلها من مكان الى اخر انه اشبه بابتلاء سماوى وقع على العراقيين لانهم لم يحسنوا الحفاظ على تاريخهم و دينهم الذى يمتد الى زمن بعيد ومهما اوتوا من قوة فان حالهم سيبقى هكذا أوأسوء لانه فعلا ابتلاء اوقعوا انفسهم فيه وهذا الابتلاءه بحاجة الى وقفة جدية وتوضيح و له من الاهمية لما قيل عنه فى القصص والكتب التاريخية وبمراجعة سريعة لما وقع يتبين للجميع ان النكبات التى مرة على بلاد مابين النهرين خلال حقبة طويلة من الزمن له من الدلالات التى اشارت اليها الكتب السماوية ولان القران وهو كلام الله فان الذى قيل فيه وجب وقوعه منذ بداية الخلق وحتى زواله الامر الذى يعنى اننا نقيس الاوضاع التى وقعت فيه بما ذكر عنه فى تاريخه القريب اى منذ عصر الامويين وثم العباسيين واحتلال هولاكو وما جرى على يد الصفويين ومن ثم العثمانيون سلسلة من الاحتلالات والاف من الضحايا بدون ان يتمكن احد مهما اوتى من قوة وجبروت ان يغير من الامر شئ وحتى لو جاء بالاسباب ويبقى من يفهم الامر ويتعض فعليه ان يراجع ماذكره الله عن ذلك ومن يطلع على ما مر بالعراق والعراقيين على ايدى الاخرين وهم الغرباء يتكرر الان ولم يعتبروا من ذلك ولكن مااكثر العبر وقلة الاعتبار كما قال الامام كرم الله وجهه ولكنها ستكون بردا وسلاما عليه كما كانت النار بردا وسلاما على ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام ستكون كذلك على العراقيين لوتوفرت النية الصافية والصادقة ,وهو بلا شك امتحان لكنه درس للاصلاء منهم و يقاس بما يحصل اليوم من امورحتى يتمكن الانسان ان يغير بما اصابه من ظلم تجاوز الحد المعروف عنه واختفت فيه القيم والعبرالربانية التى اراد الله من عباده التمسك بها ولانها شبيهة بما فعله مشركى مكة باتباع الرسول وتم اخراجهم من ديارهم وتم ترحيلهم الى المدينة مهاجرين ,فالعالم اليوم المتمثل بقوى البغى والضلالة وعلى سبيل المثال يريد ان يحرقوا الاسلام كما فعل بنبيه ابراهيم الذى يمثل الامن والسلام والمحبة فى دعوته المنشرة فى العالم عن طريق الفتن والقتل والادعاء بالارهاب وأختلاف المذاهب ولذلك يجب علينا ادراك ذلك وان نقف على حقيقة مايحاك لنا من دسائس من خلال المؤتمرات التى تقام باسم العراق برعاية فرنسية واخرى المانية ومستقبلا امريكية الذين يكرهون الاسلام وماعلينا الا بتوحيد صفوفنا وكلمتنا والتمسك بتاريخنا الواسع و بالقران , وان لاتقودنا خديعة تلك المؤتمرات التى تقام بدعوى انها تقام لاجلنا وهم الذين اوقدوا نار الفتنة بيننا وهم الذين احتلوا اراضينا وقطعوا اوصالنا وفتحوا بلدانهم للمهجرين من بلدانهم بدعوى الرأفة والانسانية وهو ادعاء كاذب كالمثل القائل (ما حن اعجميا على عربي قط لا ورب الكعبة ) وماحك جلدك مثل اظفرك فليس لنا الا بصدق النية ووحدة الكلمة واذا كنا نعمل بخلاف ذلك فلنتذكر محاكم التفتيش التى اقيمت فى اسبانيا لذبح المسلمين وهى وصمة عار لايجرء احد منهم على ذكرها ولاشك انها تشبه ذلك الذبح ولكن بطريقة عصرية انه ذبحا ايضا لكنه بلا سكين بل بالموت البطيئ لقد عادت بهم الذكرة التاريخية الى خيرات المنطقة وثرواتها عندما كانت مستعمرة لديهم وحسوا بطعمها ووجدوا لاخير فى بلدانهم على المدى البعيد بل الخير لدى امة العرب واستيقنوا لذلك بمعرفتهم لما ورد فى القران لذلك فانهم سخروا كل امكانيتهم العلمية والثقافية لدراسة كيفية العودة الى الارض العربية فاستأجروا الشقى الولايات المتحدة للقيام ببطولة الفلم لبراعتها فى الانتاج والاخراج وبهذا المنطق البسيط تقاد اوضاع المنطقة والتاريخ يعيد نفسه ولكن بالاتجاه الاخر اى اننا عندما كنا اصحاب عقيدة واصحاب رسالة ايمانية وصلنا الى عقر دارهم وهزمناهم واوصلنا لهم من العلوم والقيم الانسانية وبها صنعوا ما وصلوا اليه الان من التقدم والرفاهية ولكنهم لم يقفوا عند حدهم هذا بل ادركوا ان بناءهم الاجتماعى فى طريقه الى الضياع فلم تبقى لديهم قيم اسرية ولم ينفعهم ماتقوم به الجهات الدينية فقد رموه خلف ظهورهم وتخلو عن روابطهم العائلية واردوا تطعيمها باقوام اخرى ففتحوا ابواب الهجرة على الاقوام الشرقية طمعا بانجاب الاطفال وجعلهم من ابناءهم على المدى البعيد وبذلك ضمنوا مستقبل بلادهم وبالمقابل فانهم يسعون الى تخريب المجتمع الاسلامى بطريقة علمية وحضارية باستخدام النعرات الطائفية والصراعات العرقية فى حين اننا تراجعنا وكأننا ليس لنا تاريخ حافل بالانجازات الانسانية ووصلنا بها الى بقاع الارض البعيدة ولو رجعنا الى الفتن التى حدثت بعد موت الرسول(ص) وتكاد تكون شبيه بما يحصل اليوم فالضلالة والخداع واستخدام الدين والفقه وتداخل الثقافات الغير اسلامية مع ماهو متبع فى شريعة محمد(ص) سيحولنا الى امة متفرقة وهذا مااشار اليه مخطط جماعة التنوير ولكن الويل للذين يردون بالعراق السوء وتناسوا انه رمح الارض وجمجة العرب وان الله قد اودع خزان العلم عنده وان ارضه مقدسة تبارك بها اطهر الناس صحابة النبى وال بيته الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام وان العراقيون امتداد لهم كما ذكرهم التاريخ
1132 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع