بقلم: الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى العزاوي
من روعة وجمالية القناع اتخذ علم النفس منه مطية للوصول إلى الذات البشرية المبهمة والمعقدة،والتي لازلت تشكل نقطة غامضة للإنسان حتى في وقتنا الحاضر بغية معرفة نفسه بنفسه ومع نفسه وفهم ذاته من خلال ذاته،..
حاول علماء علم النفس في أواخر القرن العشرين معرفة الآخر إما عن طريق سلوكياته وأفعاله الإرادية واللا إرادية أو أفكاره المتشعبة بوشائجها اللا متناهية في فكره أوفي اللاشعره العجيب، ولكن في رمزية ودلالة القناع وجد الحكماء في علم الفراسة رمزا جميلا يحاكي عمق مشاعر الإنسان في كل جزء من هذا العالم الغريب ابتداء من الذكي إلى البليد والمنغلق الأفكار والمتحجر المشاعر.. ثم قرأ الحكماء صفات الإنسان المتمثلة في الكثير من الأقنعة التي يلبسها..اكتشفوا أن الإنسان السياسي الحاكم لكرسي السلطة له أقنعة مزركشة الأوان ...والمحلل السياسي له أقنعته فاقعة الأوان، ثم النخبوي المثقف " الطبال العلة" له أقنعة مخروطة الألوان.. والعلماء لهم أقنعتهم،إما شرورية سوداوية الألوان وإما خيِرية زاهية ذات أكمام وأفنان...أجل،جميع الخلائق البشرية التي خلقها الله من ماء دافق مهين يخرج من المخيخ وعصير السويداء من المضغة الصنوبرية،لهم أقنعة تتفاوت في الشكل والإطار والألوان..سبحان الخالق الرحمن الذي يزكي كل بشر من له بذرة يُمن لإنسانية الإنسان ، ويسعى الخيِر لتحقيق السعادة للأنام وذلك بأمر من الخالق الجبار.. و يسعى سعيا جادا على الصدقة بإذن من النجم الطارق كذلك النبيل من البشرية الذي هو أصلا من سلالة جينات الطيبين أن يكون هيامه الروحاني شعلة إلى الثمالة لأخيه الإنسان كيف ما كانت عقيدته أو ملته أو نحله وحتى فلسفته أو شكله ولونه..فكل خلائق الله، عنده لكل فرد ميزان قياسي في الدرجات.. ويبقى عند الله الإنسان هو الإنسان فيه الخيِر الشريف النبيل والشوفيني الحسود الجاحد الشرير.. أفلا تبصر يا بشر في تكويننا البيولوجي والفسيولوجي؟ للعلم كما تعرفون خُلق الإنسان ملففا ومسيّخا ومشحوطا من ينبوع الخير والشر معا ..لماذا؟هناك سر في هذا التكوين بلا شك...أجل سر داخل سر ..من فوقنا سر، ومن تحتنا سر.. ومن ورائنا سر، وعلى يميننا سر، وعلى يسارنا سر، وأمامنا سر، أسرار ولَدت الصراع من سر الأسرار، ثم تفرعت من السر أسرار.. واستفاضت عناصر الشر والخير في ذات الإنسان ورُسخت في اللاَ شعورنا ثقافة منذ مليارات القرون هلامية تقودنا مرة إلى الاختيار ومرة إلى الإجبار في التسيير وأخرى في منزلة ما بين المنزلتين.. هذا البشر خُلق هلوعا ضجورا جزوعا منوعا يتعب ويشقى من أجل معرفة ذاته وتكوينه طموحا في شهية حب البقاء،فان طوع عقله بوازع ديني "صح، متنور" يدعو لمحبة الله وحده لا غير سواه يكون في أعلى الدرجات،لأن الله وحده هو الرقيب على طوية الإنسان وصدق نيته ولا يحتاج الإنسان إلى وسيط كيف ما كان شأن مقامه في هذه الدنيا الفانية (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) كما يستطيع الإنسان تطويع عقله بمعين العلم النافع المبين يدعو للفضيلة والأخلاق السامية والتسامح والأمن والأمان ليعم في هذا العالم الغريب الهيام الروحي والسلم والسلام، حينها وبهذين الوازعين الأساسين أو أحدهما يقدر الإنسان بقوة إرادته أن يقتلع جذور شجرة الشر من اللاشعور الجمعي وينتصر على سلطة "الأنا" ويستفاض الخير في الذات الدميمة ويقتل الشر قتلة سيكولوجية لا رجعة "للشر" في ماهية الإنسان. ومع ذلك أتساءل: كيف يكون نمط عيش الإنسان مع أخيه الإنسان حين يعم الخير ويستفيض في ذات الإنسان؟ وهل نحن معشر الجنوب لنا سلطة الإرادة وعقل السلطة التنفيذية على ذاتنا وفي ذاتنا؟ وكيف نتعرف ونتلمس ونتحسس سلطانهما الجليل ؟..الإرادة هي فوق كل عناصر القوى المحركة للذات البشرية وهي السلطة التشريعية والتنفيذية في آن إلى حين...ما أجمل الإرادة حين تكون مصقولة بالعلوم الإنسانية تعطي لعقل الإنسان طاقة مستنيرة تشحن من شجرة مباركة هي أكبر من سلطان طاقة شمس الشموس المترامية الأطراف في درب التبانة التي تعتبر مجرة حلزونية التكوين وهي في شكل قرص تدور حول نفسها دورة نحو 250 مليون سنة، ونظرا لدوران المجرة ودوران النجوم فيها ، تضم أذرعا :1)ذراع الجبار 2) ذراع حامل رأس الغول 3) ذراع رامي القوس.. وتسمى الأذرع بتلك التسميات حيث يتميز كل ذراع بكوكبة شديدة السطوع فيه. هكذا توصل العقل البشري إلى روعة معرفة جمال الكون،يستمد العقل البشري طاقته النورانية من تلك المجرة لكي تزرع في ذاتنا انسيابيا وفي العقل البشري خاصة بذرة مباركة تنبت في عقولنا شجرة طيبة بأمر من الرحيم الرحمن، تكون فروعها يانعة بالحياة وسامية الجمال في سمو الارتقاء إلى عالم الفضيلة والإحسان،وما الإحسان إلا بالإحسان. وهو أعلى مراتب الدين وأعلى درجات العلم للرقي الحضاري لدى الإنسان الكوني المرتقب خلقه بإذن من الله..في هذا المقام أقول بصولة الحكيم: لنبحث جميعا عن هيام توائم الأرواح التي تكمن في مضغتهم الصنوبرية /القلب/ نور "اللطيفة" المكممة بجينات العباقرة ذات سمو رباني مزركش الأفنان، أجل بإذن من النجم الثاقب توائم الأرواح الطيبة تلتقي صدفة لتعيش نعيم سعادة الهيام الروحي العظيم الذي هو من أصل عين سلسبيل في نشوته وروعته وفي اللذة الكبرى انشرحا ومتعة فردوسية المقام في الزمان والمكان، تطول جولاتها /اللذة الكبرى/على مر الساعات و الأيام والأسابيع والشهور والأعوام حتى تتوقف الساعة البيولوجية لتوائم الأرواح الذين خلقهم الله من جنات نعيم لبعضهم البعض.. ومنهم تترفع شجرة جينات العباقرة الأبرار،تلتقي توائم الأرواح في مكان وزمان عند الله في كتاب مرقوم، بغض النظر عن العقائد أوالدين أو الأعراق أو الألوان والأشكال، وما الإنسان إلا إنسان أينما وجد وكان.أ وفي ذاتكم، أفلا تبصرون وتدققون وتدبرون في تشكيلات صنع خَلقكم من لدن الصانع البارع هو: الله سبحانه وتعالى ،يرزق من يشاء توأم روحه بغير حساب؟؟.
1161 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع