مهازل التصريحات الحكومية العراقية وتناقضاتها أكثر من الهم على القلب وهي قد أضحت هما تراكميا مزعجا لمن يتابع شؤون العراق وأحواله المتدهورة و المضطربة تحت حكم الأحزاب الطائفية الفاشلة التي جعلت من العراق الحالي مهزلة بين امم الأرض وتصاعد الصراع بين حكومتي بغداد الخضراء وأربيل قد وصل لحدود كارثية تجاوزت الكارثة وصبت في مجرى المأساة بعد أن شرب نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية التائهة في بحار الأزمات حليب السباع وقرر تصعيد الموقف مع التحالف الكردي وأيقظ مسلسل الأزمات النائمة معه على ضوء إشتعال وتجدد ملفات الخلاف حول إدارة الدولة ووضعها في إقليم كردستان العراق شبه المستقل والذي لايفصله عن الإنفصال وإعلان الدولة الكردية المستقلة سوى خطوة صغيرة لاتتمثل سوى بالإعلان الدستوري الكردي وإعلان قيام جمهورية جنوب كردستان وهي مسألة أضحت اليوم أكثر من واقعية بإعتراف أقطاب حكومة حزب الدعوة نفسهم !!
والطريف أنه وفي ظل تجدد أجواء الحرب وقرع طبولها وتهيئة مستلزماتها الميدانية واللوجستية بعد إنشاء الحكومة العراقية لمركز عمليات دجلة في كركوك وبقيادة الضابط البعثي السابق وأحد ضباط عمليات الأنفال السيئة الصيت والسمعة عام 1988 والمدعو عبد الأمير الزيدي ، فإن نوري المالكي لايتردد أبدا عن إطلاق التصريحات المثيرة لعصبية الطرف الآخر والتي تبعث على الإستفزاز والإشمئزاز كتصريحه الأخير لصحيفة ( هاولاتي ) أو المواطن الكردية والتي منع فيها رئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني وأركان حكومته من السفر لخارج كردستان إلا بموافقة الحكومة المركزية في بغداد!! وهو تصريح مضحك لأنه لايمكن أن يصدر عن طفل في مجال السياسة فكيف يصدر عن قائد حسينية ومدير عمليات لطم حوله الأمريكان لقائد دولة!!
فقبل أن يتنطح نوري باشا ويطلق التصريحات الجزافية عليه السيطرة أولا على مطار بغداد قبل مطار أربيل ؟ كان عليه لوكان ذو مصداقية وقدرة إدارية حقيقية أن يمنع سفر رفاقه من حرامية ولصوص حزب الدعوة العميل بحقائبهم المحشوة بالملايين بعد أن سرقوا وزاراتهم ( سرقات إيمانية كبرى ) تعلموا أسرارها في معاهد قم وطهران كعبد الفلاح السوداني وزير التجارة الأسبق و كآخرين تحولوا لأهرام من الفساد الذي يمشي على قدميه مثل الحبيب الغالي عزة باشا الشاهبندر وغيره من الشطار والعيارين الذين أنتجتهم الأحزاب الطائفية الفاشلة ، وكان عليه قبل مناطحة القيادة الكردية التي نجحت في إدارة كردستان ووضعته على طريق النجاح والتميز والإنطلاق الإستثماري أن يتعلم من الرئيس مسعود بارزاني الطريقة المثلى في إدارة الدولة والإقتصاد قبل إستحضار أشباح الماضي من العسكريين الفاشلين والتهديد بجولات دموية جديدة وبإستعراضات فاشلة لقوانين منع سفر مضحكة يعلم هو قبل غيره بأنها لن تطبق أبدا ولن يستطيع إمرارها أبدا ، فالقيادة الكردية تعلم جيدا بأنه لاقدرة حقيقية للمالكي وحكومته الناقصة التعبانة التي تجر ويلات فشلها وعجزها وفضائحها أن تفعل أي شيء أو تقدم أي حل وطني حقيقي والسبب هو كون رئيس الحكومة العراقية قد أثبت على الملأ وواقعيا مدى تقوقعه وتخندقه الطائفي المضاف لكميات هائلة من التعصب والشوفينية وعدم إحترام الإتفاقيات ولا المعاهدات ولا تنفيذ أية إلتزامات سابقة وهي جميعها من صفات الدكتاتوريين الذين أوردوا شعوبهم موارد الهلاك ، المالكي يسير تماما ومنهجيا على خطى الذين سبقوه من حكام العراق والذين إنتهوا نهايات بشعة تعبر عن طبيعة توجهاتهم الحقيقية إذ يبقى الجزاء من جنس العمل ، تهديد القيادة الكردية بكلمات تعبانة و بأساليب هي أشبه بلعب الأطفال بات عملة خائبة لا رصيد لها ، ومنع السفر الذي يلوح به المالكي للقيادة الكردية ليس سوى إشارة حمراء في ملف متأزم قد يؤدي في النهاية لإشعال فتيل مواجهة ستنتهي حتما بإنفصال كردستان وإستقلاله نهائيا وخروجه أي الإقليم عن الخريطة العراقية لأول مرة منذ ظهور العراق بشكله الحالي على أنقاض بقايا الدولة العثمانية عام 1921 ،
لقد قلناها وقالها قبلنا التاريخ ونكررها اليوم بأن الطائفيين لايصنعون التاريخ بل يلوثونه بنفاياتهم وهم في الشوفينية والتحجر والدمار إمتداد مروع للفكر الفاشي البعثي ،
والعراق يسير اليوم على سكة الندامة بكل وضوح ، وستتغير صورته المستقبلية فإدمان الفشل لايؤدي سوى لكوارث هائلة وإستمرار الصمت الشعبي عن ممارسات سلطة متخلفة تكرس الإنهيار وتشعل النيران في البيت العراقي تغطية لفشلها ليس سوى ظاهرة سلبية مريعه سترتد نتائجها على وحدة ومستقبل العراق ،
أما منع سفر الرئيس بارزاني وأركان حكومته فهو في حقيقته تذكرة سفر حكومية عراقية للجحيم ، فليس حزب الدعوة الفاشي وقيادته العميلة هي من يقرر مستقبل الأحرار... قرار مالكي مضحك سيطبق في ( المشمش ) بكل تأكيد!!... وطبعا الفاشلون و المتأزمون لايمتلكون أبدا حمرة الخجل لتراجعاتهم المريعة..!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
593 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع