الاستاذ فؤاد يوسف قزانجي
سلمان احمد رشدي ،مواطن بريطاني من اصل هندي وديانته الاسلام . ولد في مدينة بومباي في عام1948، حصل على شهادة الماجستير في التاريخ من (كلية راكبي) في عام 1968 . الف روايته الاولى بعنوان (كريموس) التي نشرت في عام 1975.
غادر الى بريطانيا ودرس في كلية كنك كولج ثم تخرج سنة 1981 . كان في البداية ناقدا ادبيا ويكتب قصصا قصيرة،عمل في بريطانيا بعد تخرجه في مكتب للاعلانات وادرك بحسه الادبي انه ينبغي انه لكي يكون روائيا ناجحا في خضم هذا الانتاج الواسع من الروايات باللغة الانكليزية في امريكا وانكلترا و استراليا وغيرها، فان عليه ان يختار عقدة مثيرة لروايته .
تناول في روايته الاولى التي كتبها في الهند، قصة خيالية-اخلاقية عن نسر يبحث عن الاحساس الحقيقي في الحياة وذلك في عام 1975 . اما في روايته الثانية فقد تناول شخصيات من اولئك الاطفال الفقراء والمنحرفين ، الذي يخرجون عن طاعة والديهم ، في المدن الهندية مثل بومباي، وكيف يتصرف بعضهم بعنف . ونجح باسلوبه المتدفق بالمعاني والاحداث بان يجعل روايته (اطفال منتصف الليل 1981) تضم جدلا اجتماعيا وفكريا عرفت بين النقاد في الهند والباكستان على الاقل ، مما جعله روائيا معروفا في الوسط الادبي الى حد مان اعقبهارواية ثالثة (عار) في عام 1983 التي تسرد احداث صاخبة ومعقدة ابان الانتخابات في الباكستان ، والتي نشرها في لندن . (1)
اما روايته الجدلية التي كتبها في لندن بعد تخرجه من كلية كنك كولج : فقد اختار لها عقدة حافلة بالمخاطرة في حياته ،لعل ذلك في سبيل البحث عن الشهرة . فقد انتهز وجود عبارة تبعث على الشك ضمن التراث الاسلامي(حديث الغرانيق)، ليستغلها من اجل ان يبرز كروائي، بعد ان حصل على الجنسية البريطانية : فكانت روايته الثالثة المسمات (آيات شيطانية ) التي اثارت الانزعاج بين المسلمين في المشرق حين صدورها في عام 1988 . كما لاحقت مجموعة ارهابية اولئك الذين حاولوا ترجمتها كاملة الى اللغة العربية ،حتى كفوا عن ذلك . و يذكر بعض النقاد المسلمين عن هذه الرواية : ان شهرة سلمان رشدي جاءت من خلال اثارة المسلمين وردود الافعال الاخرى ، بالاضافة الى فتوى رجل الدين الايراني خميني بجواز قتله ،وخاصة عندما وضع جائزة لمن يقتله ، والتي تسببت في اختفاء سلمان رشدي، لمدة تقارب العشر سنوات بالاضافة الى معاناته في التوقف فترات عن العمل، يضاف اليها مشكلة تغيير مكانه هو وعائلته عدة مرات، لحين وفاة رجل الدين الايراني خميني . (2)
حصل سلمان رشدي على عدة جوائز ادبية على مستوى بريطانيا واوربا ،اخرها : لقب فارس في عام 2010 ، وهو اعلى وسام مدني في بريطانيا ، بالنظر لامكانياته الروائية ولشجاعته وتحمله سنوات العيش مطاردا تحت حماية الشرطة السرية البريطانية . كان قد منح جائزة الرواية من السويد لعام 1992 . وبعدها منح اعلى جائزة ادبية اوربية (اريستون ) في عام 1996 ،تقديرا له و لرواياته ال15 التي كتبها والتي اولها كريموس، وابتسامة الجاكوار ،والعار وغيرها .
وسنجد ان سلمان رشدي لم تفته فترة الاثارة والعنت اللتان جابههما لعدة سنوا ت مع عائلته ، من ان يصوغ اخيرا، هذه الفترة واحداثها ومتاعبها في رواية جديدة مثيرة على شكل مذكرات بعنوان ( جوزيف انطون ) 2014 ، صور فيها شخصية بريطانية اعتيادية تجابه العزلة مع احداث هي مزيج من معاناته كانسان مختبأ،بشكل مذكرات وباسلب ادبي طريف، تمثل فترة اختفاءه ،بالاضافة الى احداث اخرى جابتها شخصيته الرئيسية . والكتاب حافل بالمفاجئات، مع مزيج من الخيال القصصي .
يعد الروائي سلمان رشدي اليوم من اشهر الروائيين في الهند وبريطانيا والعالم .
يضيف الباحث المعروف سيار الجميل عن سلمان رشدي :” دعوني اقول بان اسمه لم يكن ليصل الى ماوصل اليه لولا هياج المسلمين انفسهم،ورصد مبلغ مليون دولار لمن يتبرع بقتله” .
هذا وقد سمي كتاب آيات شيطانية الجدلي في بعض الاحيان في بريطانيا : الكتاب الممنوع من النشر . كما انه ترجم الى جميع اللغات الرئيسية في العالم عدا اللغة العربية فقد تم نشره مختصرا منه حوالي 300 صفحة على الطريقة المعروفة في تاريخنا في اخفاء بعض الحقائق، وبدون ذكر المترجم ، كما هوجم الكتاب ومؤلفه دون نقد معقول في بعض البلدان العربية .
اهم المصادر
1- Ency. Britannica :Salman Rushdie
2- www. Bbc.com
1259 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع