افغانستان للمسلمات وليس اوروبا !

                                            

                                 مكارم ابراهيم

قبل سنوات في بداية كتابتي على صفحة الحوار المتمدن كنت ادافع دوما عن حجاب المراة المسلمة كحرية شخصية وقتها كنت طالبة ادرس التمريض في كوبنهاجن وكانت اهم دروسنا في الاخلاقيات والفلسفة الطبية هي احترام الثقافات المختلفة التي تختلف عن ثقافاتنا الشمال اوربية ومعاملة المرضى باحترام حتى لو كنا لانفهم ثقافتهم وفي داخلنا ربما نسخر من طقوسهم ونعتبرها تخلف مع هذا علينا احترام طقوس وثقافات اي مريض ياتي الينا من جميع انحاء العالم حتى ان مشروع تخرجي من التمريض كان "كيف اتعامل مع المريض المختلف عني ثقافيا وفكريا وكيف احترم طقوسه رغم اختلافي عنه فكرا وثقافة.

ووقتها كتبت مقالة في بدايتي  مقالة عن حق المراة المسلمة في لبس الحجاب كما هو حق المراة في التخلي عن لبس الحجاب باعتبار اجبار فرض الحجاب على المراة في ايران والسعودية وافغانستان تماما هو كما ان يفرض على المسلمة ان تترك الحجاب في الدول الملحدة وبما اننا نعيش في مجتمعات اوربية علمانية مدنية تحترم حق الفرد في اختيار لباسه من هذا المنطلق دافعنا عن حق الفتاة المسلمة في لبس الحجاب في اوربا سواء فرنسا او هولندا او الدنمارك وبالمقابل نطلب من المراة المسلمة ان تحترم المراة التي لاترتدي الحجاب سواء اكانت مسلمة او لا لانها يمكن ان تكون مسلمة مثلك ولاترتدي الحجاب لانه هناك من تؤمن بالله الخالق وتصلي وتصوم ولكن لاتلبس حجاب  ومن خلال حياتي لعشرات السنين بين الجالية المسلمة في اوروبا يحق لنا ان نسال الجالية الاسلامية المقيمة في اوروبا هل تحترم الفتاة المحجبة المراة الغير محجبة ؟نحن دافعنا عن حق المسلمة في التحجب مرارا. لكن للاسف الشديد لم اشاهد امراة محجبة مسلمة تحترم المراة الغير محجبة بل تفرض عليها شرط لبس الحجاب !
ولكن ولكن ولكن لن نغفر ولن أغفره للفتاة المسلمة التي دافعنا عن حقها في لبس الحجاب ان لاتحترم حق الفتاة الفرنسية في عدم لبس الحجاب او لبس البكيني لاخذ حمام شمسي في وطنها الام ووطن اجدادها وابائها
نعم المسلمون جاؤا ضيوفا على اوروبا كلاجئين والمفروض احترام عادات وثقافات البلد التي قبلت لجوئهم واقامتهم وليس ان نقذفهم ونعتدي على بناتهم لانهم لايلبسون الحجاب مثل المسلمات وماهي مشكلة المسلمات اذا كانت متمسكة بالحجاب والاسلام لماذا جاءت الى اوروبا عليها الرحيل الى افغانستان والعيش هناك وممارسة طقوسها الاسلامية لانها مرغوبة في افغانستان الاسلامية لكنها غير مرغوبة في اوروب ولاحتى من الجالية العربية نفسها التي هربن من الانظمة الديكتاتورية في الدول العربية وهربت من الفقر والاضطهاد مثل الاقليات الدينية الاخرى التي هربت اصلا من اضطهاد الاسلاميين واليوم تلاحقونهم في المنفى ياللعجب اين المفر من الاسلاميين ؟
نعم الفتاة الفرنسية التي اعتدى عليها فتيات مسلمات تربت منذ نعومة اظافرها وطفولتها على ان الجسد نعمة وليس نقمة ليس عورة ولاعيب بل تعلمت وتربت على فكرة ان الجسد جمال ونعمة يجب ان يحافظ عليه ويستمتع به ويفتخر به لاان يخبا تحت نقاب اسود غليظ او حجاب او ملابس طويلة غليظة
نعم انتم المسلمون جئتم ضيوف الى فرنسا واوروبا هربا من ديكتاتورية حكامكم المسلمون العرب وهربا من الفقر والقحط في دولكم العربية الاسلامية انتم المسلمون هربتم من اوطانكم الاسلامية وبعتم الغالي والنفيس لتاخذو اقامة في اوروبا التي تعلمون مسبقا بانها دول علمانية مدنية وملحدة ليس دول طائفية كالدول العربية الاسلامية لكنكم اليوم تعتدون على ابناء تلك الاوطان التي رميتم انفسكم في عمق البحار للوصول اليها واخذ لجوء فيها واليوم تعتدون على بنات تلك الاوطان التي حفيتم من اوطانكم لتاخذو اقامة فيها تخليتم عن اوطانكم الاسلامية لتاخذو لجوء في اوربا الدول العلمانية التي احترمتكم رغم لبسكم الحجاب قبلت لجوئكم فيها وقلت ان تعملوا بين ابنائها وتجلسوا مع ابنائها على مقاعد الدراسة لكنكم تعتدون على شعوبها وبناتهم وابنائها لانهم يتصرفون كما اعتادو ان يتصرفوا قبل مجيئكم الى اوطانهم وطلبكم الاقامة فيها من المؤسف والمخجل ان نقرا مرة تلو اخرى عن الارهاب الاسلامي في فرنسا خاصة وهولندا قتل رسام فرنسي يهزئ من نبي المسلمين يقتل مخرج هولندي يخرج فيلم عن اضطهاد نصوص القران للمراة المسلمة رغم ان سيناريو الفيلم كان من كتابة امراة مسلمة من الصومال تعلمت القران منذ نعومة اظافرها وطبقت نصوص القران علىى جسدها فالفيلم كان فكرتها نحتت فيه معاناتها كامراة مسلمة عانت نصوص القران. !
المهم سبب كتابتي لهذه الكلمات هو انني قرات اولا في الفيس بوك ولم اصدق الخبر وبعد البحث وجدت الخبر على صفحة جريدتنا الدنماركية البوليتيكن وتاكدت من صحة الخبر المخزي للمسلمين رغم ان داعش كفت ووفت بجرائهم وخزيهم لنصوص القتل وجز الرقاب واغتصاب النساء وبيعهن في سوق النخاسة نقرا اليوم وببالغ الخجل والخزي والعار على الجالية الاسلامية في اوروبا مرة اخرى خبر اعتداء فتيات مسلمات داعشيات في فرنسا ايضا كالعادة على الفتاة الفرنسية انجليك سوس عمرها 21 ربيعا التي تعرضت للاعتداء بالضرب من فتيات مسلمات في حديقة ليو لاغرانج في ريميس  شرق فرنسا وهن يصرخن عليها بان لباسها غير اخلاقي للعلم في صحف عديدة يذكر بان الدين هو سبب الاعتداء على الفتاة الفرنسية من قبل تلك المسلمات والدين هو سبب العنف هذا لكن الحكومة الفرنسية لم تبالي بهذا الشان. هولاء الفتيات المسلمات تخرج جامعة داعش بكلوريوس داعش في الضرب والاعتداء على كل انسان برئ وكل شئ جميل حتى الاثار التاريخية فجروها في العراق وسوريا فن الاعتداء تخصص داعش مميز للمسلمين!
المخجل ان المسلمون عامة يتوسلون لكل المنظمات الانسانية والامم المتحدة لقبول لجوئهم واقامتهم في الدول الملحدة الاوربية وعندما تقبل اقامتهم ولجوئهم في الدول الاوربية يبدؤون باعطاء محاضراتهم عن الشريعة الاسلامية ويبدعون في الفتاوي الاسلامية  هذا حرام وهذا حرام ويريدون تغيير سلوك اهل البلد يريدون للفتاة الفرنسية ان لاتلبس البكيني وهي تاخذ حمام شمسي ماعليهم الا ان ياتوا للدنمارك لان الفرنسية محتشمة جدا مقارنة بالفتاة الدنماركية لان الفتاة الدنماركية حتى البكيني لاترضى به عندما تاخذ حمام شمسي كي لايتلون جسدها الذهبي البرونزي بخطوط سوداء وبقع مكان خطوط البكيني بل صدرها وباقي جسدها يجب ان ياخذ لونا برونزيا واحدا.
على الجالية الاسلامية المقيمة في الغرب ان تفهم بان الحرية والمساواة والديمقراطية في اوروبا لم ياتي بين ليلة وضحاها بل تطلب نضال طويل ومستميت لنسائهم ورجالهم على مدى مئات السنين على الجالية الاسلامية التي اخذت اقامة ولجوء في اوربا ان تعي التاريخ وتقرا عن الانسان مارتن لوثر كينج الافريقي امريكي الذي دفع حياته ثمن من اجل احترام حق الانسان الاسود في امريكا ان يتساوى مع الابيض حيث لم يكن للانسان الاسود ان يجلس في الباص الى جانب الابيض وليس له نفس الحقوق فالفضل في المساواة والحرية للمارثت لوثر كينج الذي جعلنا نتساوى جميعا ففي اوروبا تجلس الفتاة المحجبة في الباص تجلس الى جانب المواطن الاوربي بدون مشكلة في الباص وعلى مقاعد الدراسة وفي مكان العمل بحجابها ومع هذا هي تعتدي على بنات الوطن الاوربي ولدن في اوطانهن بلا حجاب ولانقاب فيه على الفتيات المسلمات المحجبات احترام الفتيات الغير محجبات مادمن جئن الى اوروبا التي ناضلت المراة فيه لتصل الى حريتها التي لم تحصل عليها الفتاة في افغانستان والعراق والسعودية دول اسلامية لكن الفتاة تهرب من هذه الدول لتصل الى اوربا هربا من الارهاب والقتل واغتصاب القاصراتفي الدول الاسلامية.
تحيا الحرية والعلمانية تحيا نضال فتيات الجواريب الحمراء منذ مئة عام لولا نضالهن لما حصلن النساء في الدنمارك على حق التصويت في الانتخابات وما وصلت امراة للحكم ورئاسة الدنمارك!
مع تحيات مكارم ابراهيم

هامش
مقالة دنماركية في جريدة البوليتيكن
http://ekstrabladet.dk/ferie/overfaldet-af-pigebande-fordi-hun-solbadede-i-bikini/5663707

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1444 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع