رسالة إلى صاحب الجلالة ملك المغرب الحديث

                                               

         الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى العزاوي

بعد الحرب العالمية الثانية كان أكثر المفكرين في عالم الفلسفة والسياسية  متفائلين بالدول الكبرى التي هزمت الفكر الشوفيني الهتلري

ثم تبنت نظما قانونية لتنظيم العالم وحماية إنسانية الإنسان فقسمت الدول الكبرى العالم إلى قطبين:1) النظام الرأسمالي.2) النظام الاشتراكي... فأسسوا الجمعية العامة للأمم المتحدة،التي انبثق عنها مجلس الأمن ثم تفرعت عن الأمم المتحدة الكثير من المؤسسات ذات الصبغة الحقوقية في الورق فقط،، كُتبت برونق جمالي بامتياز ،لكن الواقع شئ آخر ومصالح الدول الكبرى فوق كل اعتبار الشعوب المظلومة والمقهورة والمهمشة والفقيرة على سلم كل الخطوط الحمراء التي هي في ظل الفقر المدقع ، بالرغم أن رؤساء دول شعوب الجنوب خصوصا من المحيط إلى الخليج لهم الذهب الأسود ولكن تتمتع بخيراته وتستغله الأسر الحاكمة وتعيش في رفاهية فوق كل المواثيق والقوانين الدولية وحكامها جاؤوا بأسماء مختلفة تبرر حكمها الديكتاتوري أنهم الكاريزما للشعوب، وبالتالي ينهبون خيرات المستضعفين  بدون حسيب ولا رقيب مدعمة  من لدن الدول الكبرى المتمثلة في مجلس الأمن.. ...عندما يقرأ اللبيب مواثيق الأمم المتحدة في عالم السياسة الشيطانية لهيئتها الزئبقية يطمئن قلبه لكن في نفس الوقت ينتحب عقله بمرارة الحنظل ا؟ ؟؟؟؟

انهزم القطب الاشتراكي بكتابين ل:"ميخائيل غرباتشوف" "البريسترويكا" و" الجلاسنوست"  وحصل على جائزة نوبل للسلام وانتهت الحرب الباردة بين القطبين في عهد"رونالد ريغان"..أتت"البريسترويكا" ثمارها في 26 دسنبر 1991 عندما توارى الاتحاد السوفيتي في صفحات التاريخ بعد توقيع"بوريس يلتسن" على اتفاقية حل اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.

منذ ذلك العهد كبرت الرأسمالية  وتغولت فأصبحت عملاق العالم بدون منازع تتحكم في العملة الصعبة وإنتاج أسلحة الدمار، ففرخت لنا الرأسمالية غولا آخرا اسمه:"العولمة" ولازالت أميركا وبريطانيا وفرنسا لم يعلنوا بعدُ ما العولمة؟ إلا بعض  رؤوس أقلام عند بعض فقهاء  القانون الدولي:" يقال أن مفهوم الدولة الحالي سيتغير ربما تصبح شركاء كبرى تتحكم في العالم"... ما يهمنا جميعا في الوقت الحالي كمغاربة وطنيين  ، وما نطمح  إلى تحقيقه لجعل من مغربنا  العظيم مغربا حداثيا حضاريا  يمشي بخطى حثيثة بقيادة الشاب الراقي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره هو"الحكم بالحاكمة الناضجة" التي أراها في الوقت الحالي ضرورية لأننا مررنا بتجربة الأستاذ "عبد الرحمن اليوسفي" القطب اليساري الذي كنا جميعا نعول عليه إلا أن واقع الحال في بلدنا يتطلب من رئيس الدولة جلالة الملك هو ربان الشعب المغربي و سفينته الحضارية  التي تبنى على أسس علمية وليس إلا.....!!

خطر ببالي الاقتراح التالي يمكن أن  يصل إلى النخبة المتنورة المغربية في مفاصل لكي يتبلور بشكل دستوري لتقديه للسدة العالية بالله الملك محمد السادس نصره الله ليحرص على تطبيقه في أرض الواقع شكلا ومضمونا.

1)تغيير منظومة التعليم جذريا من الابتدائي إلى الجامعي، (بالعلم نبني الإنسان وليس بالعنعنة والقلقلة) أقترح أن تدرس المواد القانونية ابتداء من الإعدادي إلى الثانوي لكي نرسخ في أذهان الجيل القادم المفاهيم المؤسساتية للدولة ثم مفهوم الحرية ثم مفهوم المواطنة ثم عدة مفاهيم أخرى في العالم الديمقراطي الحديث،(ربما مستقبلا يتغير مفهوم الدولة عندها تكون أجيالنا القادمة  لها تصورات في كيفية تدبير شؤون البلاد) ثم دراسة اللغات الحية العالمية تدرس ابتداء من الابتدائي كما كنا نحن زمانا ندرس الفرنسية والعربية من الابتدائي "الفصل الأول"وعندما يحصل الطالب على شهادة "البروفي" يضيف لغة أخرى في الثانوي... كنا زمانا نتعلم الفنون الجميلة من :مسرح وفن تشكيلي وموسيقى وطبعا رياضة. الفنون بصفة عامة لها فلسفة رائعة وايجابية على ذهنية التلميذ تعطيه قوة التركيز ومعرفة القوى المحركة لذاته وتطويرها بشكل ايجابي ثم الفنون لها دور فعال من أجل خلق إنسان مغربي جديد له استبصار في تذوق ومعرفة الجمال، وأخيرا هناك طبعا عناصر أخرى يعرفها الرجل العالِم المغربي المتخصص في العالم التربوي الحديث...متأكد أن لدينا أطرا مغربية تنتظر فقط الضوء الأخضر من رئيس البلاد.

2) يعيش الشعب المغربي في فوضى خلاقة من كثرة الأحزاب وكثرة السياسيين الذين لا يعرفون لا من بعيد ولا من قريب عالم السياسة ودبلوماسيتها الزئبقية مقارنة بدول  لها باع في  تدبير شؤون البلاد والعباد ..أولا:يجب تقليص الأحزاب من 40 حزب أو أكثر في الوقت الحالي إلى ثلاثة أحزاب فقط،، فكل من يؤمن باليسار ينضم إلى حزب اليسار ثم كل من يؤمن بالرأسمالية ينخرط في حزب اليمين وأخيرا هناك الحزب الثالث: فكل من هو يساري رأسمالي تبعا ل:"البيريسترويكا "  ينضم إلى حزب الوسط.. وهكذا نتعلم الممارسة السياسية العلمية طبعا كل حزب من الثلاثة أحزاب يقدم لرئيس الدولة  ملك المغرب مشروعه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي والمهني وعناصر أخرى يعرفها السياسيون لتدبير شؤون البلاد على الوجه الأصح والأفضل لبناء مغرب حضاري راقي، وان رأى رئيس الدولة مع مستشاريه مشروع أي حزب خالي على عروشه يقصى من الانتخابات... تجرى الانتخابات باستبيانات دقيقة بالرقم الوطني للبطاقة الوطنية حتى نحصي الأميين ثم المتعلمين حسب درجات السلم الدراسي لكل فرد..في حالة إذا وجدنا الأميين أكثر ما الحل؟ أترك هذا الجواب لذوي المعرفة الدستورية والاختصاص؟؟؟؟

 3) يشترط في ممثل الشعب(برلماني أو في المجالس البلدية أو الإقليمية وحتى الغرف المهنية..ألخ.) أن يكون على الأقل  يبلغ من العمر 30 سنة وحاصل على شهادة الثانوي ثم لا يتقاضى أجر التقاعد في البرلمان، لأن المرحلة مرحلة بناء مغرب حداثي جديد وليس استغلال الشعب المغربي المستضعف لنهب خيراته متخذين بعض الأحزاب تجارة الدين واستغلال العقل الباطني الجمعي ودغدغة مشاعره على أن الدين الإسلامي هو الحل؟  أقول هذا وقد تبين أخيرا للشعب المغربي  الصبور، من :اليسار إلى أقصى اليمين ثم من أهل الفتوى  الإسلاميين ، أن أغلبهم/ إلا قليلة قلة جدا/ نفعيون متسلطون انتهازيون يجرون وراء مصلحتهم البراجمتية الشخصية والعائلية فقط...إذن أتمنى من الله عز وجل أن يلهم صاحب الجلالة ويجعله الله نبراسا لكل مواطن مغربي بعض النظر عن دينية أو عقيدته أو حتى فلسفته، ثم يطبق المفهوم القدسي للشعب المغربي أن صاحب الجلالة هو:( ولي الأمر) الحضاري وقائدنا الهمام في الدولة المغربية الحديثة  وهو كذلك الرجل المناسب في الوقت المناسب ، متمنيا أن يرفع العصا الغليظة لردع هؤلاء المستبدين "عيني عينك" متخذين تدابيرشيطانية لمصلحتهم في مكتسبات مادية وأخيرا سنوا قانونا مجحفا ألا وهو: (التقاعد البرلماني)..عجيب أمر هؤلاء الناس ألا يستحون البيزنسمانيون من تفقير شعبهم المستضعف الذي

أصبح يردد بصوت مبحوح:( ربنا أخرجنا من هذه الجزيرة الظالم أهلها).

الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى العزاوي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1402 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع